جاء الوقت لنقول لكم: النأي بالنفس

نكذب على أنفسنا عندما نصدّق أن شعار النأي بالنفس الذي تبناه الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي كانت وظيفته الدعوة للحياد، وتجنيب لبنان تداعيات الحرب التي شنت على سورية وأسماها بعض الأطراف اللبنانية بالثورة الشعبية ورفعوا خلالها علناً رايات جبهة النصرة وأسموها الممثل الشرعي الوحيد للشعب اللبناني. فالهدف كان وحيداً كمّ الأفواه المساندة لسورية، والتشهير بموقف حزب الله الذي قرر القتال الى جانب سورية، ومنع تمدّد الإرهاب الى لبنان تحت الشعارات الكاذبة التي لبست ثوب الدعوة للثورة.

– تكرّر المشهد مع حرب اليمن، حيث المشهد بسيط وواضح، شعب يواجه عدواناً خارجياً لإخضاعه، وكل ما نملك تقديمه هو قول كلمة طيبة لهذا الشعب المظلوم، ورفع الصوت ضد العدوان، وأضعف الايمان ما قاله ودفع ثمنه غالياً وزير الاعلام جورج قرداحي، اوقفوا هذه الحرب العبثيّة، وخرج دعاة النأي بالنفس يخوضون حرب الانحياز السافر والفاضح، على حساب ماء وجه الدولة التي أقالت وزيرين طلباً للرضا، وتخلّت عن سمة الحريات التي لازمتها طوال قرن، أملا بنيل القبول، لكن شعار النأي بالنفس بقي ذريعة رغم الانحياز.

– تأتي الحرب الأوكرانية فضيحة للسياسة اللبنانية، حيث الانحياز بلا قناع، والنأي بالنفس يسقط سقوطاً مدوياً، في الوقت الوحيد الذي يمكن له ان يشكل خياراً. فالحرب واضحة بين الدولتين الأعظم، أميركا وروسيا، واسمها فقط الحرب الأوكرانية. وفي هذه الحرب اضعف الايمان ان يحيد لبنان رأسه طالما أن قواه السياسية اذا تركت الخيار لمواقعها الأصلية، ستجعل لبنان ساحة نزال، وستتم الإطاحة بالحكومة وتفجيرها.

– يجري التسلل خلسة لتمرير انصياع لبنان للانضمام الى الجبهة الأميركية في الحرب، وهذا لا يجب ان يمر مرور الكرام، ويجب على الجميع ان يرفع البطاقة الحمراء بوجه الحكومة للقول، جاء الوقت لنقول لكم، إنه أوان النأي النفس.

التعليق السياسي

2022-03-04 | عدد القراءات 2961