حديث الجمعة

 

 

 

 

 

مقدمة 

حرب عالمية قفزت الى حياتنا وصباحاتنا واحتلت مواعيدنا وتشبثت عيوننا على الأخبار تتابعها ، فقد قرر الرئيس الأوركاني متلبسا بلا عذر أن يؤجر شرعيته الرئاسية وبلاده ومصير شعبه وامنه وعمران بلاده ، ليخوض حربا قالت اميركا انها لاتريد خوضها ، لكنها تريد منه ان يفعل ، والعنوان دخول حكومته الى حلف الناتو ، وقد قالت اميركا انه لن يدخل ، وهو الذي قالوا له لن تدخل الناتو لكن عليك ان تدخل الحرب تحت عنوان عدم القبول بعدم الدخول ، يضع العالم على شفا حرب عالمية ، فكانت يوميات الصباحات لمناقشة افكار وتداعيات ودروس الحرب ، وفي الحديث مقتطفات للكاتب العالمي الخالد فيودور دوستوفسكي الذي كشفت عنصرية الغرب كيف منع تدريس آدبه الرفيع تحت شعار العقوبات على روسيا ، لعل بعض المقتطفات تضيئ على النفوس التي تصنع قرار تفجير الغرائز العنصرية لتدمير العالم 

 

 

 

 

يعاقبون انفسهم بالجهل :

دوستوفسكي معاقبا في أوروبا …لأنه روسي !

 

كلمات من كتب الأخوة كارامازوف والشطان والجريمة والعقاب للكاتب العالمي الخالد فيودور دوستوفسكي بمناسبة تعرض كتاباته للحذف من المنهج الدراسي الجامعي في احدى الجامعات الإيطالية في سياق العقوبات على روسيا :

 

- أيها السيد الكريم، ليس الفقر رذيلة، ولا الإدمان على السكر فضيلة، أنا أعرف ذلك أيضا. ولكن البؤس رذيلة أيها السيد الكريم، البؤس رذيلة. يستطيع المرء في الفقر أن يظل محافظا على نبل عواطفه الفطرية، أما في البؤس فلا يستطيع ذلك يوما، وما من أحد يستطيعه قط. إذا كنت في البؤس فإنك لا تطرد من مجتمع البشر ضربا بالعصا، بل تطرد منه ضربا بالمكنسة بغية إذلالك مزيد من الإذلال. والناس على حق في ذلة لأنك في البؤس أول من يريد هذا الذل لنفسه بنفسه

 

- إنني أحب الإنسانية، غير أن هناك شيئا في نفسي يدهشني: كلما ازداد حبي للإنسانية جملة واحدة، نقص حبي للبشر أفرادا... إنه ليتفق لي كثيرا أثناء اندفاعي في الأحلام أن تستبد بي حماسة شديدة ورغبة عارمة جامحة في خدمة الإنسانية، حتى لقد أرتضي أن أصلب في سبيلها إذا بدا هذا ضروريا في لحظة من اللحظات. ومع ذلك لو أريد لي أن أعيش يومين متتاليين في غرفة واحدة مع إنسان، لما استطعت أن أحتمل ذلك، إنني أعرف هذا بتجربة، فمتى وجدت نفسي على صلة وثيقة بإنسان آخر أحسست بأن شخصيته تصدم ذاتي وتجور على حريتي، إنني قادر في مدى أربع وعشرين ساعة أن أكره أحسن إنسان. فهذا في نظري يصبح إنسانا لا يطاق لأنه مسرف في البطء في تناوله الطعام على المائدة، وهذا يصبح في نظري إنسانا لا يطاق لأنه مصاب بالزكام فهو لا ينفك يمخط، إنني أصبح عدوا للبشر متى اقتربت منهم... ولكنني لاحظت في كل مرة أنني كلما ازددت كرها للبشر أفرادا، ازدادت حرارة حبي للإنسانية جملة

 

- هل تعلم؟ ما من شئ أمتع للإنسان من أن يعيش في صخبة حمقى، ومن أن يعزف على أوتارهم: إنه يستفيد من ذلك! لا تأخذ عليَّ أنني أقيم وزناً لأراء المجتمع، وإنني أحرص على بعض المواضعات، وأنني أنشد الاعتبار والجاه. أنا أعرف أنني أعيش في مجتمع تافه .. ولكنني حتى الأن أتحمس له، وأنعق مع الناعقين؛ إنني أتظاهر بالدفاع عنه دفاعاً حاراً، ومع ذلك فمن الممكن، إذا اقتضى الأمر، أن أهجره أول من يهجره. إنني أعرف جميع أفكارهم الجديدة، رغم أنني لم أحفل بها يوماً. وعلام أحفل بها؟ إنني لم أشعر يوماً بعذاب الضمير. إنني أقبل كل شئ، متى كان لي فيه نفع. وأمثالي كثيرون، ونحن جميعاً في أحسن حال حقاً. يمكن أن يفنى كل شئ على الأرض، وأن نظل نحن وحدنا لا نفنى أبداً. إننا نوجد منذ وُجِدَ الوجود .. قد يغرق الكون كله، ونبقى نحن نطفو على وجه الماء، نطفو إلى الأبد. أنظر، بهذه المناسبة، كم تطول حياة أمثالنا. إننا نعمر كثيراً، ألم يلفت نظرك ذلك؟ إننا نعيش حتى الثمانين، حتى التسعين. فالطبيعة نفسها تحمينا إذن .. هه هه .. أريد أن أبلغ التسعين حتماً، أنا لا أحب الموت. سحقاً للفلسفة. فلنشرب، يا عزيزي. كنا نتحدث عن البنات الجميلات لماذا تقوم؟

 

- الآلام أنواع : فهناك آلام تخفض قيمتنا أو تنقص قدرنا ، كالجوع مثلا ؛ فالناس تحب أن تصدقنا في ما يتعلق بهذا النوع من الآلام ، ليجعلوا من أنفسهم محسنين إلينا بعد ذلك. أما إذا كان الألم أرفع من هذا درجة أو درجتين ، إذا كان ألما نحتمله في النضال من اجل فكرة مثلا ، فإن الناس يرفضون أن يصدقوه، باستثناء قلة قليلة. وهم لا يصدقونه لأنهم حين نظروا إلى صاحبه رأوا أن رأسه ليس ذلك الرأس الذي لابد أن يكون في نظرهم رأس من يتألم في سبيل قضية رفيعة تلك الرفعة كلها. وهم عندئذ يأبون أن يتعاطفوا معه أي تعاطف؛ دون أن يكون في موقفهم هذا شيء من روح الشر على كل حال

فيودور دوتسوفسكي

 

 

 

 

اكاذيب الليل مترجما مع روح بسام حجار 

روحُ الشاعر بسام حجار تحملُنا عالياً في كتابِ" أكاذيب الليل" الصادر عن دار الرافدين.

نستعيدُ أناقةَ الترجمة بروحِ النص وإضفاء الرحابة على جمله.

مَنْحَهُ سياقاً شيقاً ،متقن التعابير.الكتابُ إرثُ بسام لعله وصيته الأخيرة لأصالة الترجمة.

عَمِل على ترجمتِه قبل الرحيل.

أنجز جزءاً من نقلِه للعربية عن الفرنسية .

أكملَ المهمةَ الشاعرُ أمارجي بإعتمادِ اللغةِ الأم  الإيطالية،بإسلوب إندماجي مع مطلع النص، يعيدُنا الى رواية" عالم بلا خرائط". إشكاليةُ إلتقاءِ أسلوبين في إتمامِ عملٍ إبداعيٍ واحد.

أن تكون شاعراً مترجماً،مسؤولية تتجاوز النص.  دقةُ التعبير ،أناقة الجملة،شاعريتها .

بين السطور يتراءى التنفيذ المتقن ،بالتنوين، التشكيل، الفاصلة والشّدة التي توازي حرفاً لا يمكن تجاوزُه كما يردد الشاعر المترجم عيسى مخلوف.

في خضم هذه القراءة الممتعة نسأل كم من النصوص المترجمة في ايامِنا تنطبقُ عليها مقاييس الترجمة المتمهلة في الغوص بعمق المعنى؟.

دلال قنديل ياغي 

 

صورة للكتاب 

 

 

 

 

هو مصيري يجري اليك

 

أيها الإله المختبىء في جواريري وخلف الملابس في خزاناتي

اني أشعر بيديك على خصري

أيها الشبح  الجميل وأنت تراقصني

أحتاج ألف عام من الخمر لأكتمل

وألف عامٍ آخر من التوهان لأصل حد حبي لك

لإلتفاتاتك

لظلك

للأحرف المبررة من كلماتك

وللأحرف الغير مبررة

يا الكثير في اللاشيء

يا تنميل جسدي وجسد الجهات

عند احتياجاتي وشهواتي

أحتاج ألف عام من البكاء على الصباحات الميتة التي كانت سواك

ينشق بحر

ينطوي آخر

ولا آخر للقصيدة

لا معنى لها

ولا كلمات نضعها بين هلالين فقط لأن من أراداها بين هلالين أحب الهلال أكثر من البحر

لم لا بين بحرين

بين وردتين

بين قبلتين

لم لا بيني وبينك وما بيني وبينك أكثر من الشعر ومن البحر ومن الزبد

في آخر الليل

ينشق طريق في يدي

يخرج منه مصيري ويهرب اليك

هي هكذا بكل بساطة

لولا رينولدز

 

 

 

 

 

 

"ما هي المشاعر الصحية؟ “

مثلما هناك مأكولات وأغذية صحيّة وغير صحيّة، كذلك بالنسبة إلى المشاعر.

فبعض المشاعر غنيّة بالفيتامينات والمعادن الضرورية لبناء الصحّة النّفسية، وبالتالي منحنا حياة مثالية. فمثلا الإحساس بالإكتئاب يجذب الأحداث التي تؤدي إلى الإكتئاب، والتفاؤل يجذب الأحداث التي تجعلنا نشعر به. لذلك كل المقولات التي نسمعها ليست نصائح فارغة من المعنى والحكمة، ومن المهم جدا أن ننتبه ونراقب المشاعر التي نشعر بها لأنّها ستشكّل واقعنا الذي نعيشه.

فما هي المشاعر الصحيّة؟

من أهم المشاعر الصحيّة التي تجذب لنا حياة سعيدة هو الإحساس بالحب والامتنان لله ولكلّ التفاصيل من حولنا. أَحِبّ كلَّ ما يحيط بك حتى الأشياء الصامتة، والأعظم من ذلك أن تشعر بالحب والتسامح تجاه من سببوا لك الأذى وغدروا بك، وعدم السماح للكره والحقد  بتلويث صفاء مشاعرك.

التحرر من الماضي ومن الذكريات السيئة التي أبكتك وأوجعتك والاعتراف للتجارب بأنها كانت مرحلة مهمّة ولها الفضل في  ما تشعر به اليوم من هدوء وسكينة.

جرّب التفكير بكل الإيجابيات والنِعَم الجميلة في حياتك وحفّز تلك المشاعر من خلال النظر في عيني طفل تحبّه والإنصات إلى ضحكاته. فضحكات الأطفال هي غذاء للقلب والروح.

وختامًا ابدأ صباحك الجميل بالابتسامة.

ناريمان علوش 

 

 

 

 

 

ما  بقي لي مني شيئ

 

لم يبقَ لي منكَ شيءٌ

فالشّجرةُ التي التقينا في ظلّها

قطعوها و أحالوها إلى حطبٍ ليتدفّؤوا بهِ ،

و تركوني من الوحشةِ أرتجفُ

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

المقهى الذي جمَعَنا

هدموهُ و شيّدوا مكانهُ بناءً تجاريّاً على الطّرازِ الحديثِ

و بقيتُ أبحثُ عن طيفكَ في المكانِ ذاته

و لكن

دونَ جدوى

فما خطيئتي ؟

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

حتّى الطّرقاتِ التي مَشَينا عليها متشابكي اليدينِ

حفروها و غيّروا اتّجاهاتها

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

رسائلكَ التي كُتِبت بخطِّ يدكَ

سرقوها ظنّاً منهم أنّها أوراقٌ رسميّةٌ تخصُّ حسابات ماليّة ،

ماذا اقترفتُ من ذُنوبٍ حتّى سرقوا ذكرياتي ؟

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

حتّى أحلامي التي لم أحلمْ بها بعد ،

و لأنّكَ سيّدُ أحلامي ،

اغتالوها

لم يبقَ لي منكَ شيءٌ

حتّى أنّني أستغربُ كيف طاولوا سماءً جمَعَتنا و قاموا بتغيير ألوانها

فأصبحتْ باهتةً ، داكنةً لا حياةَ فيها

حتّى الطّيور ... هجَرَتْها !

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

حبيبي ...

الشّمسُ أيضاً لم تعد تبثُّ أشعّتها الدّافئة

كما كانت تفعلُ  بوجودكَ

فما الجّريمةُ التي اقترفناها ؟!

و لماذا نُعاقَبُ على أخطاءٍ ارتَكَبَها غيرنا ؟!

لم يتركوا لي منكَ شيئاً

و لأنّه لم يبقَ لي منكَ شيءٌ

ما بقيَ لي منّي شيءٌ

ريم رباط 

 

 

 

 

 

المسافر .. 

أيُّها المُسافر في رَحِمِ الذكريات 

لاتستوقِفني ولا تتبعني ..

فبحري في غايةِ الغُموض

وغايةِ الإدهاش 

فلا تقترب من الخَطَرْ  .. !!

أيُّها المُسافر في رَحِمِ القدر

اجتزْ كُل الدروب

دونَ أن تُمعِنَ النظر  

لأنَّك حتماً ستراني

بين الكُهوفِ وبين الجبال

مع الندى النائمِ على أوراقِ الشجر

بين الغُيومِ السوداء 

وبين مساراتِ النجوم 

شيئاً فشيئاً .. أحتضر 

أيُّها المُسافر المتعب 

من مُفارقاتِ السنين 

لستُ أنا المرسى  

ولستُ أنا السفر .. 

جسدي مصابٌ بالدهشة !!

وعيوني بالإغتراب

كتائهٍ عن بلدهِ 

لايعرفهُ بشر  ..

فلا المدُّ والجزرُ لهُما علاقة بالشاطئ

ولا أُشبهُ حتماً حورية البحر 

أيُّها المُسافر المتعب

عبر رحيلٍ طويل 

بين البحرِ وبين القمر 

لاتُجازف .. !! 

فمُدُني مجهولةُ الوصول 

وقلبي ..

قلبي قطعةٌ من حجر .. !!!! .

وفاء شربتجي - من ديوان وحدي 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صباحات

 

 

25-2-2022

صباح القدس لمن يتخذ العبر ، ولا يكتفي بقراءة الخبر ، فواشنطن حذرت سلفا من خطة حرب روسية ، ولما تتفاجأ كي تقول انها لم تكن مستعدة ، بل نشرت تفاصيل القضية ، وقالت انها اعدت للمواجهة العدة ، فروسيا لا تريد ضم أوكرانيا لحلف الأطلسي ، ولا رؤيتها دولة نووية ، وواشنطن تقول انها تصبح وتمسي ، وتؤكد على ان تترك لأوكرانيا الحرية ، وهذا يعني ان لدى الأطلسي خطة حماية ، والا سقطت الغاية ، فما نفع العناد الذي يؤدي لزوال أوكرانيا عن الخارطة ، وما فائدة التشدد والمشارطة ، فان كنت عاجزا عن تقديم الدعم ، فقل لاوكرانيا ان تفعل ما يحفظ لها السلم ، ولا تورطها في حرب معلومة العواقب الوخيمة ، وانت تهدد بها ، ودع لاوكرانيا فرصة العواقب السليمة ، وتفادي حرب ترعبها ، فتعتمد حفظ حسن الجوار ، بدلا من توريطها بامتلاك اسلحة الدمار ، التي صنعت باسمها حرب العراق ، وتطلق اليوم خطاب النفاق ، أليست اميركا من شن الحروب دون قرار أممي ، وهي من شرع الحرب بدل التفاوض السلمي ، وهي صاحبة الضربة الوقائية ، وتعلم اميركا ومعها اوروبا كلها ، ان ما يوجع روسيا لن يتم وليس في الأمر الغاز ، لأن ما يوجع موسكو يشلها ، وهو وقف تدفق الغاز ، وما دام الغاز وتدفق النفط خط احمر ، فلم التضحية بأوكرانيا وهي الطرف الأصغر ، وتحويلها الى مجرد ضحية للتحريض ، يكشف طبيعة العقل الأميركي المريض ، وان اصاب اوروبا الجوع ، فهذه سوق جديدة ، فكل مصاب او موجوع ، بالنسبة له مجرد طريدة ، لعل هذا يقدم العبرة لمن يريد ان ينتبه ، أن الحلف مع الأميركي ليس الا الطريق للهزيمة ، فالأميركي لا يشتبه ، ولا تنقصه العزيمة ، فكل شيئ عنده بيع وشراء ، وهو يشتري اسم القضية ، ويحدد سعر الضحية ، ولا يهمه ما يصيب الحليف ، اكان قويا ام ضعيف ، فالمهم هو كيف يبيع السلاح ، وكيف يجعل الخسائر بعيدة ، فما دامت روسيا ستحتاج بعد الحرب ان ترتاح ، ستكون الحرب مفيدة ، ومثلها غدا ان دخلت الصين الى تايوان ، او دخلت الى الخليج ايران ، سيندد ويصعد بالكلام ، ويلقي على حلفائه السلام ، ويتأقلم مع الجديد ، مع القريب والبعيد ، وما دام السوق بيع وشراء ، فهو يشتري ويبيع ، ومن اصابه الغباء ، وصدق انه يحتمي بالتطبيع ، سيحلو له الثغاء ، كنعجة في القطيع

 

26-2-2022

صباح القدس لانظروا وتعلموا ، فلا حاجة لأن تجربوا وتتألموا ، فكل من  راهن على نصرة أميركا وقع في السراب ، وسقف دعمها ارسال فصائل الإرهاب ، واصدار البيانات ، وتضخيم الرهان على العقوبات ، وكل من استخف بقدرة القوى الصاعدة ، صار لقمة سائغة على المائدة ، فهذا هو العالم يتغير بشكل سريع ، ومن يملك عقلا لا يقبل سير القطيع ، يتوقف ويتفكر ، ويعرف كيف يتدبر ، انظروا يا عرب وخصوصا دول الخليج والتطبيع ، والكلام للجميع ، لا تستسهلوا تموضع اسرائيل قبالة ايران ، فكما نشر الناتو في اوكرانيا اسقاط للحياد ، تموضع قوات الكيان ، تخريب لأمن البلاد ، ومثلما الحرب صارت خيارا هناك ، قد تصير خيارا هنا ، فلا تعتمدوا بأن الحرب إنتهاك ، وتقولوا ما همنا ، لأن ما فعله الغرب مع أوكرانيا سقف ما سيفعل لكم ، ستسمعون بيانا اميركيا يقول قلوبنا معكم ، والمجتمع الدولي  يؤيدكم ، لكنهم سيسحبون الأساطيل ، ومثلهم ستفعل اسرائيل ، وكلهم يقول يا رب نفسي ، ان خسرت غدي فكيف اعوض امسي ، وتصيرون انتم الضحايا ، فاميركا لن تحارب ، تصوركم وانتم سبايا ، ولن يفيدكم منحها المال واقامة المآدب ، فهي تأكل الطعم وتبصق على الصنارة ، وتبقي مصالحها في الصدارة ، وتتعامل مع الأمر الواقع ، من يهاجم ومن يدافع ، وتتفرج على المنتصر ، ولا يهمها ان حليفا خسر ، فانشغال خصمها بابتلاع حليف ، يفيدها في حساب الاستنزاف ، ويهمها الحليف القوي لا الضعيف ، والذي ينتمر ولا يخاف ، كي ينشغل به الخصم اطول مدة ، وهي توهمه بأنها تعد العدة ، وبأنها مستعدة ، للتدخل ، وتسعى لحل وتستمهل للتوصل ، بينما هي في الحقيقة ، قد استعدت لما بعد زوال الدولة الصديقة ، واستمتعت بالوقت وهو ينزف وينهار ، وصورت مظلوميته كضحية واضافت الملح والبهار ، لتستخدمها وسيلة للتحريض والمفاوضة ، وتشتغل على بناء معارضة ، لكن ما كتب قد كتب ، يكتشف الموهوم ان الريح ليست كما اشتهى ، وبين الجد واللعب ، يكون الأمر قد انتهى ، وكما فعلت بالمعارضة السورية الغبية ، واوهمتها بالأساطيل ، فاعتدت على دولتها الأبية ، وتهجر السوريون بفعل التحريض والتضليل ، وها هم الأوكرانيون يستعدون للتهجير ، والأميركي لا يوجعه ضمير ، فكي يوجعك الضمير يجب ان يكون لديك منه ، ومادام هناك من سيحمل عنه ، وما دامت أوروبا ستدفع الثمن ، بالنفط والغاز والأمن ، فلماذا  يرف له جفن ، ها قد تغير الزمن ، انظروا حرب اليمن ، ومن لا يكفيه الدليل ، فلينظر في حال اسرائيل

 

28-2-2022

صباح القدس يطمئن القلقين ، رغم ان الحرب قاسية على المساكين ، فهي تحمل البشارة ، بأن الذين تحملوا تبعات الخسارة ، قد جاء وقت أرباحهم ، وان يشهروا سلاحهم ، ففرص اتفاق الأقوياء والكبار صارت هباء ، وهذا معنى الذي يجري ، فلطالما كان اتفاقهم سبب الكوارث على الضعفاء ، فتخيلوا لو اتفقوا ومن يدري ، اي شعب كان الثمن في الخفاء ، وتقاسم المصالح ، وقيمة التحولات التي نعيشها ، انها انهضت قانون الصراع ، فلا طواويس تنفخ ريشها ، ولا تسويات وحق يضاع ، وقد اظهرت روسيا في حروب سورية والمقاومة ، انها غير مستعدة للمساومة ، وان قرارتها بالتحرر من اللعبة الأميركية ، استراتيجية لا تكتيكية ، وانها في التحالف مع الصين وايران ، قد عقدت العزم على تغيير الأوزان ، وانها سئمت الأميركي وخزعبلاته ، وحروبه وتدخلاته ، فقررت ضرب اليد على الطاولة ، وقرر الأميركي المحاولة ، وهذه المرة الأخيرة بلا رجوع ، حيث كل شيئ صار في الميزان ، ولا بد لأحد الفريقين من الخضوع ، ولأحدهما حسم السيطرة على المكان ، فأوكرانيا مسرح الحرب لا موضوعها بل عنوان المتاجرة ، وقد ارتضت قيادتها تأجيرها ، لتكون خنجرا في الخاصرة ، وعبوة يتم تفجيرها ، وغامرت بمصير شعبها ، ومنحت اميركا فرصة خوض حربها ، ولو قبلت بالحياد ، لصانت مستقبل البلاد والعباد ، وبقيت دولة موحدة مستقلة آمنة ، لكنه قدر الشعوب اذا ابتلت بقيادة خائنة ، ولعل هذا التصعيد ، يشرك في الحرب القريب والبعيد ، ليقسم العالم الى صفين ، والبشر الى صنفين ، وانظروا الى كيف يعامل اللاجئون على الحدود ، العنصرية وحدها تسود ، لا مكان لأسود والأسمر ، ولا شيئ تغير ، وكيف اصطفت الدول حول حصار روسيا بلا تردد ، ويتحدثون عن حرية التجارة وصيانة التعدد ، وصادروا الأموال والعقارات ، والمجوهرات والسيارات ، عبرة لمن يعتبر ، ومن يظن انه في الغرب مقتدر ، وبرمشة عين كل شيئ ينتهي ، فالأبيض يتصرف كما يشتهي ، وحتى الأبيض مثله ان لم يكن صافي اللون والخيار ، منبوذ ومعاقب حتى يختار ، الإنضمام الى الصف العنصري ، فيبيع ويشتري ، ولذلك رغم مرارة الحروب ، فالخير للشعوب ، ان يختلف الكبار وان يتم الإنقسام ، فتتنفس الشعوب الضعيفة ، والحرب ليست حرب إقتسام ، بل حرب تثبيت الخيارات النظيفة ، خيار التوازن وتعدد الأقطاب ، بوجه خيار الأحادية والإرهاب ، ومن يحتاج للدليل ، فلينظر الى اسرائيل

 

1-3-2022

صباح القدس لبوصلة المواقف ، بعيدا عن حسابات الطوائف ، فهذا يوم ميلادة انطون سعادة ، وللقائد علينا حق التذكر في يوم ميلاده ، وقد وضع ثوابت الحق التي لا تزول ، واستعرض المشاكل وقدم الحلول ، فقال لا حياة لدولة تقوم على الطائفية ، ولا مكان لسياسة القطب المخفية ، ولا حل الا بالتكامل القومي ، ومع كيان الإحتلال لا مكان للحل السلمي ، واستعدوا لبدء المقاومة ، واحذروا الخيانة والمساومة ، ولا  تساوموا يهود الداخل ، فاغلقوا عليهم المخارج والمداخل ، ولتكن دولتكم محور رعاية الاقتصاد ، تقود النهضة والعمران في البلاد ، وتضمن الطبقات الفقيرة ، ويطمئن فيها المواطن الى مصيره ، فالدولة هي ضابط الإيقاع ، وحقوق الناس لا تشترى ولا  تباع ، والنظام السياسي يقوم على المواطنة ، لا على جماعات تسميه تعايشا ومساكنة ، سرعان ما تتحول الى حروب اهلية ، طائفية وقبلية ، فالنهضة تبدأ بالهوية ، وفهم لعبة التقسيم والحدود ، فالغرب الذي اخترع كيانات الانفصال ، اراد افقادها مقومات الوجود ، وجعلها مجرد صدى لكيان الاحتلال ، ومن ينظر اليوم لحال بلادنا ، والتفكك والضعف باستثناء قوة المقاومة ، سيعلم ان ما قاله سعادة قبل قرن لا زال معادلة قائمة ، وان النهضة لا تزال تحتاج الى مشروع عابر للحدود والطوائف ، والى روح ثورية لا مكان فيها لسياسة الوظائف ، ولا للصيغة والميثاق والطائف ، بل لدولة تشبه المقاومة في ثباتها ، تحمي حقوقا لا تحتاج الى عبقرية لاثباتها ، وتبني مؤسسات للخدمة العامة لا للمحسوبيات الطائفية ، فالدولة لا تعيش ان كانت زبائنية ، دولة لا تخجل ولا تتردد في اعتبار اولويتها في سورية والعراق ، ولا تمارس استرضاء ولا نفاق ، تعرف ان سكة الحديد وانابيب النفط وشبكات الكهرباء ، تربط الكيانات المقسمة ، وسياسات التخاذل المستسلمة ، لأنها في صناعة السياسة الفباء ، منها وحدة الحياة والأسواق ، ونمو وتكامل  الاقتصاد ، ومصادر القوة والتنمية ، عبرها تحمى وتصان البلاد ، بعيدا عن الأوهام والأكاذيب والتعمية ، وما عدا ذلك هدر للوقت والموارد ، وتفكك للمجتمع والأمة ، وبدلا من أن ننهض كالمارد ، ونصعد الى القمة ، نبقى في الوديان كبنات اوى نطارد ، بحثا عن اللقمة

 

2-3-2022

صباح القدس للحزم والهدوء وقلة الأقوال ، في وجه جبهة عريضة تعيش الإنفعال ، انظروا الى بوتين كيف يقود حربه الساخنة مع نصف العالم ببرود  ، وهم يخوضون حروبهم الباردة بوجهه وحده كحرب وجود ، رؤساء عشرة دول يتحدثون كل يوم ، وليس لهم قوات في الميدان ، يرون شبح بوتين فيستفيقون من النوم ، ويصدرون بيان ، يلهثون وراء ما يريد ، ويحللون ثم يسألون ماذا في عقله من خطط ، وهو بأعصاب من حديد ، يسير وفق ما رسم  بلا شطط ، تارة يقولون يتقدم بطيئا بسبب الخوف ، ثم يصححون يبدو انه تعمد ان يظهر الضعف ، ويخرج المحللون للحديث عن خطة خطيرة ، ومراحل متتالية ، ويقولون يبدو ان حربه ليست قصيرة ، وعلينا انتظار خطوته التالية ، ثم يشككون لماذا هدد بالنووي ، ما دام يثق انه قوي ، فيجيبون يبدو انه يمهد لمرحلة لاحقة ، ستنالنا فيها الملاحقة ، ويتراجعون عن فرضية وقوعه في الفشل ، ويقولون حتما سينتصر مهما حصل ، ولما يسألهم أحد كم استغرقتم في حرب العراق حتى دخلتم العاصمة ، وكم سقط من المدنيين ضحايا ، وقد قاتلتم جيشا منهكا اسبوعين قبل ان تصلوا الى الخاتمة ، وسقط الآلاف وعمت البلايا ،  ثم لم لا تضمون اوكرانيا للناتو وتنتصرون ، فيأتي الجواب الأمور اعقد مما تظنون ، ويسألهم سائل ، حسنا اعطونا منطقة حظر جوي ، فيقولون ألا ترون انه يتحرش بنا وقد فعل النووي ، ويخرج لهم قائل اضيفوا اوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي على الأقل ، فيتهربون ويخشون ان يسبب ذلك لهم الفشل ، وها هي تركيا تتراجع عن الانضمام للعقوبات ، بعدما شددت في المضائق الاجراءات ، وبوتين لاعب الشطرنج والجيدو ، يقول لهم كلما اكثروا الكلام اعيدوا ، ويرغبون برؤية مشهد المجازر التي ارتكبوا مثلها في العراق ، او تدمير المنشآت المدنية ، لكنهم يرون حربا تطبق كما رسمت على الأوراق ، والخطوات العسكرية علنية ، والقضية ببساطة اذا كنتم تؤيدون ماتسمونه حقوق اوكرانيا كما تقولون ، فلم ترون الحرب أمامكم وتهربون ، فهذا هو التحدي ، من يرفض الحرب عليه التصدي ، الا ان كان ضعيفا ، او كان سخيفا ، فاختاورا لقبا ، ولا تحتاروا تعبا 

 

3-3-2022

 

صباح القدس للعين ترى الحقائق ، وتميز الكاذب عن الصادق ، فهل نصدق مثلا دموع التماسيح ، اذا شاهدنا الأميركي يتحدث عن حقوق الإنسان ويصيح ، وهل يقنعنا انه حريص على تطبيق القانون ، وهو لا يسأل ولا من يحزنون ، عندما شن الحرب على العراق ، واعترف لاحقا بأنه مارس الكذب والنفاق ، وقتل مئات الآلاف ، ولم يرف له جفن او يخاف ، ويحاضر فينا اليوم بالعفة ، ويستخف بعقولنا وبعض العقول تستحق الخفة ، او هل نصدق من قال إنه يدين روسيا لأنه ضد أي تدخل أجنبي ، وقد جعل العدوان  السعودي على اليمن اقرب لتكليف النبي ، وكيف نصدق أن العقوبات على روسيا ليست عنصرية ، وقد استثنت مبيعات النفط والغاز وحجم ما فيها من مال، لأن للغرب فيه مصالح حيوية ، وعاقبت رياضيين ورجال أعمال  ، جريمتهم انهم يحملون الجنسية ، وان عين الغرب على الأموال ، كالقراصنة قبل قرون ، ولكن بثوب القانون ، وهل نصدق ان خلفية الحكومة الأوكرانية سيادية ، وهي تنفذ مطلب الغرب ، فتضيع فرصة ان تكون حيادية ، وتخوض بالنيابة عنه الحرب ، فالبلاد التي تدمر هي بلادها ، بينما كان ممكنا حفظها بحيادها ، وهي تعلم انها لن تدخل الأحلاف ، لأن صاحب الحلف لا يريد أن يحارب ، فلماذا ترفض الحياد ومم تخاف ، ولم تركت الحبل على الغارب ، وكان الجواب على السؤال واضحا من البداية ، لا مجال لضم أوكرانيا الى حلف الاطلسي ، لأن الغرب لا يريد حربا مع الروس ، وبعد الحرب ستدخل أوكرانيا الى التاريخ المنسي ، ولم تعد تلك العروس ، ولم تجن الا الخراب ، لأنها تبعت نعيق الغراب ، وهل نصدق ان الأميركي يحترم التصويت والقرارات ، او انه معجب بالقوانين ، وقبل شهور قليلة ، صوت مع اوكرانيا لحماية النازيين ، وتكفي العودة الى سجلات الأمم المتحدة ، لرؤية كيفية التصويت ، والخلاصة البسيطة ان للحقيقة بوصلة محددة ، صادق في احترام القوانين ، فقط من يصدق في فلسطين

2022-03-04 | عدد القراءات 3236