حديث الجمعه بقلم ناصر قنديل

 

مقدمة 

بين الصباحات والمشاركات يحضر يوم المرأة جامعا بلغة النقد و الأدب والشعر والحب ، لكن في يوميات حديث الجمعة تستحضر الصباحات الحدث الذي يشغل العالم مع الحرب التي اشعلها الغرب في اوكرانيا بعدما حولها الى حقل الغام بوجه روسيا ، وكي لا تتوه البوصلة يضع صباح القدس بصمته في تصويب المسار ، فالعالم في حال حرب بين شرق يسعى للنهوض وغرب يرفض الشراكة ، وأوكرانيا ابتليت بقيادة سلمت بلادها لتكون ساحة لهذه الحرب ، بينما كان الحياد اقصر الطرق لتجنيبها خطر الخراب ، طالما في الحالتين بات محسوما ان الغرب لا يريد القتال الا حتى آخر أوكراني وأن كذبة حلم الدخول الى الناتو ليست الا كابوسا 

 

 

في يوم المرأة العالمي


في يوم المرأة العالمي .. آلاف النساء تتعرض للتحرش اليومي داخل العمل وعلى الطرقات .. وتعمل على أن تبقى متماسكة لأن الخروج إلى العلن يجعل منها عرضة للمساءلة وإلقاء اللوم ..

في يوم المرأة العالمي .. ملايين النساء لا زالت تناضل في أروقة المحاكم للحصول على حقوقها في الميراث والحضانة والنفقة .. والجنسية

في يوم المرأة العالمي .. تحرص آلاف النساء على تهميش ذاتها عبر الخضوع للضغوطات الاجتماعية التي تجعل منها سلعة للعرض والبيع .. وعبر إصرارها في كثير من الحالات على اعتناق الخوف من تحقيق الذات بشكل فاعل .. وعبر تحويل أدائها وتوصيفها من شخص عامل ومنتج في المجتمع إلى مشهد اجتماعي مكمل لعناصر المجتمع الأساسية

في يوم المرأة العالمي .. لا يمكن للمرأة السورية إعطاء جنسيتها لأطفالها ... لا تزال جريمة القتل بداعي الشرف لا ينظر إليها على أنها قتل عمد ..

في يوم المرأة العالمي .. المرأة السورية .. طبيبة .. مهندسة .. محامية .. معلمة .. مربية .. قاضية .. ربة منزل .. أم .. فنانة ...

تستجدي العدالة استجداءاً غير منصف في يوم المرأة العالمي لا تزال الفكرة الرائجة بضرورة البحث عن الرجل للزواج هي شعار يومي مستمر، في يوم المرأة العالمي أسماء عديدة لنساء ذهبن ضحية العنف المنزلي لأن القانون لا يردع ، في يوم المرأة العالمي  يبدو التحرش الجنسي بالمرأة مشهداً اعتيادياً تحت مظلة التسبب به لنفسها

العدالة معطلة ومريضة في يوم بهذه الأهمية لذلك لا حاجة لنا به إلى أن نصل لحقوقنا

ليلى عمران الزعبي 

 

 


خير الأمور أوسطها..

خلال مراحل حياتنا الدراسية ، تعلمنا طريقة واحدة للتفاعل والتجاوب مع الأسئلة . إننا مبرمجون ذهنياً لسنوات دراسية طويلة ، على أن يطرح الأستاذ السؤال ، ونحن نجيب ببساطة ، على أن يطلب المعلم منا القيام بأمر ما فننفذه على الفور . بهذا تمت برمجة عقولنا عبر حوالي 12 سنة تقريباً على أنه من الواجب أن نقدم إجابة على كل سؤال يطرح علينا ، حتى أننا بعد أن ندخل المرحلة الجامعية فإننا نفعل الشيء نفسه . أسئلة تُطرح على مسامعنا وعلينا أن نقدم أجوبة عليها . في مرحلة لاحقة ندخل غمار الحياة العملية ، لنكتشف أن فن الإقناع في الواقع يكمن في أن نعرف حقيقة ما يعنيه الشخص المقابل ، وماهي حاجاته ودوافعه الباطنية . لذا فإن أسوأ شيء يمكن أن تفعله هو أن تقدم إجابة مباشرة على كل سؤال يطرح عليك.

عندما يطرح عليك سؤال ما أو حتى اعتراض على أمر ما قمت به ، كرر كلام الشخص الآخر بأسلوبك الخاص ، ثم اطرح سؤالاً يسمح للطرف المقابل بتقديم إجابة مفتوحة . وهو ما يسمى ب ( حوار الآيكيدو) . ففي الفنون القتالية أنت تستخدم طاقة الخصم ضدّه وهذا بالضبط ما عليك فعله.

هذه الطريقة تقوم على مبدأ فهم مشاعر الآخرين ، وما الذي ينطوي خلفها ،ثم إيجاد الحل للتوصل إلى أرضية مشتركة وامتصاص الطاقة السلبية الموجهة ضدك .

أضيق بمن يفتح كلامه ب : ممكن أقول حاجة ، لكن بدول زعل!

أتنمر من المتربحين من دموعهم ومن يقتاتون بماء الوجوه!

أتحصرم ممن يساوي بين الخطأ والجرم!

أتوجس ممن كلامه على الملأ ينضح بالحكمة ، فيما لو اطمأن لبياض المكان من البشر ، صخب حديثه بسواد خائنة الأعين همزاً ولمزاً!

لا أطمئن لمن لا يغير رأيه لو اتضح له خطؤه خشية أن يقال متلون!

أنفر ممن يتوسل الفكاهة لسلخ كرامة أخيه تحت بند المزاح!

آمن الإنكليز بمقولة الكاتب المسرحي (براونينغ)

"less is more'' وقديماً أوصى الحكماء الاسكندر بالاعتدال ، كونه لجاماً يمنع الإفراط ويعوق التفريط.

كذلك دعا الإغريق للوسط الذهبي بل لقد توأم أرسطو بين الوسطية والسعادة وجعلها مسبباً للسعادة .

لنبدأ منذ اليوم بتعلم كيفية الرد على الأسئلة بطريقة مباشرة ، مهما تطلب ذلك من وقت فتغير العادات التي اكتسبناها على مدار سنوات ليس بالأمر السهل لكنه في الوقت ذاته ليس بالأمر المستحيل.

شتلات القناعة ، تُسمد ثمار الراحة 

تُرمم النفس بأحجار عثرات دروب الحياة

تعبر العبارات من فكر لفكر آخر فليفتح شراع العقل لتسبح العبارات بآمان ، وانشغل في نفسك عن سؤال الآخرين ...

صباح برجس العلي

 


ليديك


أحبني بيديك

كأن تبعد غيمة ما في سمائي

كأن تضع اصبعك على شفتي وتكسر اللعنة

كأن تمسكني ككتاب

أمسكني ككتاب وسأكون مستعدة لكل المخاطر 

للأسئلة للسكاكين  للشك

للمحرقة

أحبني بيديك

لقد تعبت من الصمت

ولقد

تعب رأسي من مشاهدة جسدي وحيداً بعيداً عنه

في الصحن  على المائدة الفخمة

لست سمكة 

ولكني أريد أن أسبح فيك أن أغوص فيك

أن أتمدد في مياهك

و أريد أن تحبني بيديك

كأن أصير شهقة

وتود لو تخفيها

هل أخبرتك أمك في قصص قبل النوم عني..؟


- -


إعتقلوا خصورنا

وصار الرقص تهمة

أيها اللحن العابر الى الموت

لقد تساوينا بالخوف

لم أعدك بشيء

لكني مددت يدي

أيها البحر  العظيم

من شلّك

كل شيء يبدو أسهل

من عينيك

كأن الخوف

لا يطال الشعراء

لا وقت في صدري

العالم يقع

وعليك ان تقرر الآن 

لمن سوف تهب يدك


لولا رينولدز 

 

 


والدي آذار 


أنت واذار توأمان....

والدي الشهيد....

صوتك المسكون بالحب والحياة يهمس...

ناولني يدك....

ترتعش أصابعي القابضة

على الجمر والقلم.

عفوك ظمآن وفي كفي ملح...

قال: انهض في فجر الضوء قيامة الروح...

اشرب من ماء عذب فرات

انتبه:

هناك اياد تعمل حتى

"خشوشنت"

وهي تعمل وتزرع الأرض قمح وزيتون ما دامت السماء والأرض

و الشمس تجري إلى مستقرها...

حتى ولو ضاقت كل جهات الدنيا

وصارت لقمة العيش من حنظل

لن تنكسر إرادة الحياة فينا...؟

وجهك والمطر في فجر آذار

" بعث" مشرق كهذي الشمس

لا يخدش وجهها المتوهج المشعشع كل هذي الغيوم العابرات.....

صباحكم سورية آذار

بشائر الخير والنماء والعمل بالحب والعطاء.

 

حسن ابراهيم الناصر

 

 

أنا المرأة،

أنا ظِلّك أينما تكون،صوتك إن نطقتَ وإرادتك إن عزمتَ وأغنيتكَ إذا نِمتَ مُتعَباً مِن عمل أو من خيبةٍ واستيقظت...

أنا المُتَحوّلة كالساحرات وكالأقدار،أنا اُسطورتك الحقيقية . كنتُ جَدَّتُك وكنتُ أُمك وكنتُ أختك  لأصبح معادلة جَمعُهُنَّ *حبيبتك فأنيستك فزوجتك..

أنامِعوَلُكَ في الحقل وأنا مِنجَلُك بين الحصادين وأنا العائدة بين يديك باقة ورد وياسمين.

انا الشجرة لتستظل في فَيئِها ، وانا الصخرة التي ترتاح عندها وانا قمة الجبل الذي تأتيه كنَسرٍ لتعيد لجناحيك قوتهما في الطيران من جديد.

انا كل الوان الطيور.

انا حبر قلمك في السلم وانا رصاصتك في الحرب وانا بندقيتك الابدية في كل الجبهات.

كن حبيبي وكن اخي وكن رفيقي فنحن هنا لنتحد لنفرح لنرقص لنضحك لنلاعب اطفالنا لنشرب قهوتنا عند الصباح ولأقول لك عندما تفتح عينيك:

صباح الخير.

ميساء الحافظ

 


سوق الحمام في حلب

يقع سوق الحمّام جانب خان العلبيّة، أمام سوق الجوخ ،

وينتهي عند سوق القطن.

سمّي بسوق "الحمّام" لأنه كان في الأصل حماماً يدعى حمام "الدلبة" ويدل ذلك على تكوينه الداخلي الذي يشعرك بأن دكاكينه الموجوده حالياً لم تكن سوى خُلوات ( الوسطاني والجواني ) .

والخلوات هي غرف متجاورة متدرجة الحرارة فيما بينها داخل الحمّام، تسهيلاً منها لتأقلم الجسم على درجات الحرارة المختلفة عند الدخول والخروج منها .

ويؤكد بعض أصحاب تلك المحال القدامى على وجود أجران حجرية داخل محالهم تعود لتلك الحمّام أزيلت فيما بعد.

يُدخل إلى هذا السوق من خلال قنطرة حجرية عريضة، وضع على يمينها اسمه ، يجاورها سبيل ماء وُضع صدقة جارية من أصحاب تلك المحال لري  ظمأ العابرين والزبائن.

سقف هذا السوق حجري مقبب تتناوب بداخله فتحات التهوية والإنارة ، ويتوسطه قبة دائرية حجرية ذات فتحة صغيرة في منتصفها.

إن شكل القبة وتموضع تلك المحال تحتها بشكل غير منتظم ، يؤكد على أن هذا السوق كان في السابق حمّاماً. 

يحوي هذا السوق على حوالي (٢٦) محلاً تجارياً موزّعاً على كِلا الطرفين، تشتهر جميعها بتجارة الأقمشة والخيط وقص وتفصيل أثواب العرب .

معظم المحال جهة اليمين تعود ملكيتها لعائلة "دهان أبو الليل"، والتي تشتهر بقص وتفصيل الزي العربي التقليدي الذي يشتهر به هذا السوق عبر الأجيال.

ومن جهة اليسار ، يوجد عدة محال متفرقة لتجار آخرين.

يتكىء على طرفهم الشمالي جامع العطارين، الذي يُعاد ترميمهُ حالياً من قبل بعض التجّار.

تتنوع بضائع هذا السوق من الأقمشة المحلّية الصيفية

(كقماش الساتان ، والبوبلين ، والحرير ، والقطن ، والقصب .. الخ )

والأقمشة الشتوية ( كقماش المخمل بعدة الوان و قماش الجوخ الخ )..

حيث يتم تفصيلها ضمن هذا السوق، ومن ثم يرسلونها إلى الخياطات اللواتي يخطنها في المنزل ويضفن عليها التطريزات من خيوط القصب كثوب العروس الريفي الملون، حيث ترتدي العروس فوقه "الجودلي" وهو عباره عن عباءة أقصر من الثوب، وتزين رأسها بشال مصنوع من الحرير .

أما عن العباءات الرجالية،

تتم عملية القص والتفصيل داخل هذا السوق ثم ارسالها إلى الخياطات أو لسوق الخياطين الذي يهتم بخياطة العباءات الرجالية الصيفية منها والشتوية.

تصنع بعض العباءات الرجالية الشتوية من قماش الجوخ وتبطن بالفرو المصنوع من الصوف الطبيعي ، والتي تدعى "حورانيات" .

وبعضها الآخر يبطن بقماش.

تباع بضائعهم بالجملة أو بالمفرق ، داخل المدينة وخارجها

(كالحسكة والرقة وسد الفرات الطبقة والخفسة ، ودير حافر ، والسفيرة .. الخ)

اكتظ هذا السوق عبر الزمن بكثرة زبائنه من سكان الريف ، وازدهر بجودة بضائعه  ..

وفي عام ٢٠١٢م أيام الحرب الجائرة على مدينة حلب، طالت يد الإرهاب هذا السوق كما طالت معظم المدينة القديمة،

حيث تعرض هذا السوق للحرق والنهب.

وبقيت آثار ضلالاتهم توحي بوحشية إجرامهم والعبث بتاريخ مدينة عاشت بألق وازدهار على مرّ الزمان

وبقي هذا السوق بعد تحرير مدينة حلب عام ٢٠١٦م

يقبع في الظلام والإهمال حتى يومنا هذا ..


وفاء شربتجي 

 

 


في يوم المرأة 

 

أيُ إمرأةٍ تَسكنني ؟ قبل الموت او بعده؟

في الطريق الى الولادة المُحمَلة بموتِها الحتمي

نكتشفُ حيواتٍ لم نَعشْها

نرسمُ صوراً لعوالمَ

تُنقذنا.

-----              -----

خلفَ المرآةِ أقفُ

متلصصةً

سربُ طيور يغردُ

أغنياتي

لأنوثة مكتومة،

ليست المرأة سليلة العتمة

هي الضؤ المتوالد منذ سر الوجود.

 

دلال قنديل ياغي 

 

 

 

 


صباحات 

 

4-3-2022

صباح القدس لقطار الشرق السريع ، يقوده بوتين نحو محطة الربيع ، حيث يزهر الحلف في تايوان ، وتكون قد تحررت من العقوبات ايران ، ويصعد مجددا محور المقاومة ، حتى رحيل الأميركيين من سورية والعراق في الأشهر القادمة ، وكيان الإحتلال يشعر بالقلق ، فالذي هرب من التدخل في أوكرانيا خشية الحروب ، سيجد عذرا من دعم الكيان كما سبق ، وقرر الهروب ، وكل الحملة الإعلامية القائمة على التذاكي ، وما يتخللها في حملة التباكي ، مرة على القانون ، ومرة على حقوق الإنسان ، يقودها منافقون ، كما تقول الحرب في العراق واليمن ولبنان ، وكما تقول مذبحة فلسطين ، أمام العيون ، ولن تفت في عضد وثبات بوتين ، فالحديث عن التقدم البطيئ ومشاكل لوجستية ، لتوريط روسيا بالتسرع والوقوع في الأخطاء الغبية ، وهدف التساؤل عن أين سلاح الطيران ، لاضعاف الدفاعات الجوية ، وتوفير فرص الاختراق ، فاوكرانيا ليست العراق ، والحرب في الأصل أمريكية ، والكل يتربص وراء الحدود ، ويدير على روسيا حرب وجود ، وموسكو تمسك يدهم من حيث توجعهم ، ولا تهمها العقوبات ، فان كنتم قادرون على العزل الاقتصادي ، فلتفرضوا العقوبات على صادرات النفط والغاز ، وما عداها أقل  من عادي ، وتدفق الموارد مستمر من البيع ولا مكان للألغاز ، فالغرب يمول الحرب من مشترياته ، وهو يريد من العقوبات تحريض الداخل الروسي فيصيب الأغنياء ، وستفشل رهاناته ، بينما حرب الأسعار ستفجر في الغرب شارع الفقراء ، فلا القمح ولا النفط في روسيا موضوع أزمة اسعار ، بينما سلم الأسعار في الغرب ينهار، وتكسير  ما كانوا يبنون من المانيا جديدة ، لشن الحرب القادمة ، سيجعل الحرب الوقائية التي اعتبروها نظرية فريدة ، بعد حرب اوكرانيا واكذوبة المقاومة ، مجرد تجربة روسية قديمة ، فالرهان على التطرف لشد العصب ، يبني فاشية يعمي عيونها الغضب ، لكنه لا يبني قضية ولا يصنع الحق ، لمن اختار حلف الأميركي والتحق ، وسيسأل الشعب الذي يدفع ثمن الحرب بالتهجير ، لماذا لقي هذا المصير ، وقد كانت متاحة فرصة الحياد ، لتجنب الخراب في البلاد ، وطالما أن الأمور في خواتيمها ، فمن كان يعلم انه لن  يدخل الناتو ، اختار من المعادلات عقيمها ، وقال للأطلسي حاضر هاتوا ، ولما طلب الأميركيون منه ان يحارب عنه وارتضى ، لأنهم لا يريدون المشاركة ويخشونها ، يتحمل مسؤولية من هجر ومن قضى ، ودمار بلاد جميلة ستغمض عيونها ، وقد صارت خرابا ، والأمم لا تبحث للقيادة عن عميل يخونها ، بل عمن يصونها ، ويفتح لها للخلاص بابها ، وقيمة قراءة بوتين للتاريخ ، أنه يعرف ان النازية في اوكرانيا كانت في الحرب العالمية مصدر التخريب  والصواريخ ، وانها اليوم  المانيا البديلة ، كانت تستعد للحرب بقيادة عميلة  ، وان ما فعله كان مثالا ناجحا لحرب الاستباق ، ومن لا يصدق فليقارن بحرب العراق 


5-3-2022

صباح القدس ونحن في قلب الحرب العالمية ، وهذا سقفها ، فقد هرب الغرب من خوضها بعلانية ، وكررت عواصمه خوفها ، لكن العالم كله يقاتل في أوكرانيا لرسم التوازنات والخرائط الجديدة ، والكل مشارك بنسب الاحجام من دول قريبة وبعيدة ، وقد صار واضحا مسار ومنصات السباق واتجاهاتها ، من جهة محاولة جعل الحرب سياقا للاستنزاف السياسي ، مقابل السعي لفرض المسار العسكري كموجه أساسي ، ومثلها محاولة تجفيف الأموال أملا بالانهيار ، يقابلها اعتماد حرب الأسعار لدفع مجتمعات الغرب نحو الانفجار ، والفوارق بين الحسابات واضحة وبائنة ، بين رهان الغرب على الضربة الأولى القاسية ، بمحاولات العزل والعقوبات والحصار ، وبين النجاح بمنع الفوز بالضربة القاضية ، وترك الميدان يقرر المسار ، وقد فعل الغرب سقف ما يستطيع ، وبدأ المسار التنازلي للفعالية ، بينما تراكم روسيا نقاطا لا تضيع ، في صناعة الانتصارات العسكرية ، وبين العزف على اوتار الضغط على الأغنياء ، والرهان على ما سيحدث بتدفيع الفواتير للفقراء ، استوعبت موسكو صراخ اغنيائها ، وبدأ صراخ عواصم الغرب من خطة أغبيائها ، فأسعار النفط والقمح والغاز في الغرب صارت مضاعفة ، والناس في بيوتها خائفة ، وفواتير العيش زادت بما يعدل النصف ، وهي مرشحة للمزيد ، والعالم ينقسم الى عالمين ، ويتشكل العالم الجديد ، من شرق وغرب منفصلين ، واحد منتج ومورد للمواد الأولية ، واسواقه مقفلة ، والثاني كاسد الرزق من اسواقه المالية ، وقد اقفل الباب على الدين ، وصارت اكلافه مثقلة ، واحد قوي في الميدان ، ولا يخشى الحروب ، والثاني قادر في الإعلان ، ويملك فيه اقفال الدروب ، ولأن الجغرافيا مستبدة وحاكمة ، فالمساحة والسكان ارقام لا تقبل الحوار ، وقد تبدو النتائج ظالمة ، اذا قلنا ان المليون لا يواجه المليار ، لكنها الحقيقة ، فالجغرافيا صارت هي المعادلة الحية ، ونتائجها دقيقة ، ترسمها المساحة والموارد والسكان ، وهذا معنى  الصين القوية ، واهمية موارد الطاقة والموقع الجغرافي في روسيا وايران ، ولذلك يمكن الجزم بالنتيجة النهائية ، ويبدو محسوما اتجاه السباق ، وقد رسم الأسبوع الأول له السياق ، القوس الصاعد سيزداد صعودا ، والصعود الساخن يزداد حرارة ، والقوس الهابط يزداد برودا ، ويرسم بالعناد طريق الخسارة


7-3-2022

صباح القدس وخرائط العالم الجديد تتشكل ، وأوروبا العنصرية تستفيق على عيونها الزرق ، وبعدما حاضرت بحقوق الإنسان لم تعد تقبل ، الا بعالم قائم على التمييز على العرق ، وقيمة الحروب في انها مهما تاه الحق فيها وضاع ، لا بد من ان تسقط عن الوجوه القناع ، وتظهر الحقائق بلا تزييف ، ويسقط النص النظيف ، فكل الحقائق واضحة كالشمس ، والصوت صارخ لا مكان للهمس ، في قضية النازحين وفي قضية العقوبات وكل مجال او اهتمام ، عنصرية الدولة والمجتمع والنخب ، كما في الحروب الصليبية قبل ألف عام ، المكان للغرائز والغضب ، لكن الحرب ستتكفل بصب الماء البارد على الرؤوس الحامية ، ويوما بعد يوم تطير السكرة وتأتي الفكرة ، ما دامت أميركا ليست حامية ، ولا تصطاد الا في الماء المعكرة ، تقاتل حتى اخر الأوروبيين ، من وراء البحار ، فلم نكون بها متمسكين ، وهي كابشع التجار ، كالسمسار المضارب ، شريك الربح  لا شريك الخسارة ، لا تشارك براس المال وهي المحاسب ، وتدير وحدها التجارة ، وعندما تكوي الأسعار جيوب الناس ، تقول انها الحرب فماذا عسانا نفعل ، ومن دون التباس ، أوروبا تجوع وشعبها يقتل ، والحبل على الغارب ، ولا من يحاسب ، كل يوم سترتفع الأسعار ، وتكوي الناس بالنار ، وخلال أسبوع زادت أسعار الطاقة ضعفا كاملا ، حتى ينهار الإقتصاد انهيارا شاملا ، والسؤال الذي يكبر كل يوم ، ويؤرق الأوروبيين في النوم ، لماذا نكون في الأطلسي وهو لا يحمي في الحرب ، وما هو معنى تحالف دول الغرب ، ويبدأ التفكير بالحياد ، على مساحة اوروبا كلها ، ويصير حال البلاد ، الأزمة كبيرة فمن يحلها ، والحل مغطى بقشة يحتاج من يكشفها ، حياد أوروبا والحقيقة سهلة لمن يعرفها ، فقد قال الأقدمون جارك القريب لا اخيك البعيد ، فماذا كسبت أوروبا من العداء مع الجار ، بعدما خسرت تجارة الحديد ، بعقوبات الأخ القابع وراء البحار ، تدفع اليوم ثمن حروب الطاقة ، ولا تلقى الا كلمات براقة ، وهي تريد من يحمي ومن يخفض الأسعار ، وكليهما معقود اللواء للجار ، فاما الذهاب اليه بالحياد ، او الذهاب لحرب شاملة ، والأميركي يقول لا تذهبوا للحياد انهم اوغاد ، فحاربوا انتم وهو يفاوض تحت الطاولة ، فهل تصحو فرنسا والمانيا قبل الخراب ، ام اعمت العنصرية عيون اولي الألباب


8-3-2022

صباح القدس ليوم المرأة في بلادنا ، للأم والزوجة والأخت والإبنة والزميلة والصديقة ، على احترامها نربي أولادنا ، فهي النصف الأول ونحن نصفها الثاني هذه هي الحقيقة ، هي الأكثرية الصامتة ، رغم اتهامها بالكلام ، وهي الأكثرية الفاعلة ، رغم ابعادها عن الشأن العام ، وهي الأكثرية القاتلة ، ما لم ننصف حضورها ، وننتهي من الخرافة ، في الحديث عن قصورها ، وقد آن الأوان لنعتبر مقياس التقدم في التحرر من الذكر المتوحش الساكن في الصدور ، وليس في اكذوبة الدعوات للنهوض والحضور ، فليس مطلوبا من الرجل المساعدة ، ولا عطاء ذليل بالمزاودة ، بل ان يكف عن التصرف كذكر ، ويكتفي بسلوك الإنسان ، وان يدرك انه يعرض بيته وبلاده للخطر ، بجعل نصفيهما طي النسيان ، فجدتي كانت فلاحة ، وتتقن السباحة ، وكانت تشارك جدي سلاحه ، فلماذا على ابنتي ان تخشاها ، وان تكون مجرد لعبة جميلة ، فلا الأنوثة والجمال ، يخشيان خشونة القتال ، ولا ينقصان بالحجاب ، فالمهم ان يكون الخيار حرا بلا وصاية ، وبلا ارهاب ، والأهم ان يكون الرأس محشوا بالفهم والعلم في النهاية ، لا ان يكون الطلاء سترا للغباء ، مع او بدون العباية ، فالمطلوب هو تحرر الرجل لا تحرير النساء ، وأول التحرر بعض الخجل وعودة الكتاب ، فعندما تكون اغلبية الرجال لا تقرأ كتابا ، وتدعي الفهم بكل العلوم والأشياء ، يكون المجتمع مصابا ، وليست مشكلته فقط حقوق النساء ، وفي يوم المرأة وعيدها ، اول التحية لأمهات الشهداء ، فمن الأم بعض من الروح في شهيدها ، وكل التحايا للقدس وفلسطين ، سيدتان تسكنان القلب والروح في كل حين


9-3-2022

صباح القدس للمقاومة تصنع الحلول ، وقد آن الأوان لامتلاك مفتاح الدخول ، وقطاع الطاقة محور الاقتصاد ، ويليق بالمقاومة ان تشارك عبره في شؤون البلاد ، فهو ترسيم حدود البحر وحماية الثروات من الضياع ، وهو القدرة على الصمود بوجه الضغوط وتبدل الأوضاع ، والشجاعة في قبول العروض ، والعمل بما هو مفروض ، وبعد كلام السيد عن مشاريع المصافي ، وقبله مشاريع الكهرباء ، والحق الواضح الصافي ، من حق الناس على المقاومة وعلى الحلفاء ، ان تكون حقيبة الطاقة بيد المقاومة ومن تسميه ، شرطا لقيام حكومة ما بعد الانتخابات ، وفقا لخطة تنهض بالقطاع وتحميه ، وتقوم على أساسها التحالفات ، من تسمية رئيس الحكومة الى تشكيلها ، فالناس تريد حكومة تحل المشاكل لا حكومة تشكي لها ، وبدلا من انتظار حبل من مسد ، اسهل من اصلاح نظام فسد ، او الأمل بيوم صعب القدوم ، لدولة خارج الطائفية ، فالسياسة بين العلوم ، فن ابتكار الأبواب الإضافية ، وهذا باب للتغيير ، يعيد رسم الاقتصاد ، ويغير احوال الناس ، ويعم خيره على البلاد ، ويقلب النظام من الأساس ، ويعيد تأسيس العلاقات الخارجية ، وفق معيار المصلحة الوطنية ، فمن يجرؤ على التوقيع مع شركة صينية او ايرانية او روسية ، ستركض اليه الشركات الاميركية او الفرنسية ، ومن يجرؤ على القول هذه حدودنا السيادية ، سنبدأ فيها التنقيب ، بعيدا عن المواقف الرمادية ، التي تجامل البعيد والقريب ، هو من تريده الناس لتولي القضية ، وأن يكون من يختار الوزير ، فقد شبعنا من وزراء المحسوبية ، ودقت ساعة التغيير ، وليس مطلوبا الا اعتماد اللعبة الديمقراطية ، بعيدا عن شعارات الثورة ودق النفير ، فابتكار باب لتغيير المعادلات ، لا يصيب قواعد النظام ، ولا يقلب التوازنات ، ولا يدخل في حروب الكلام ، المطلوب وفق اللعبة النيابية ، وضع شرط للمشاركة ، يغلق المعارك الجانبية ، ويجعل حياة الناس عنوان المعاركة


10-3-2022


صباح القدس للفارق بين حروب الكلام والإعلام ، عن حرب الحقائق في الميدان ، وعكس المزاعم أوكرانيا تعرض الإستسلام ، وهم يتحدثون عن نصرها في البيان ، فقد صار اعلان الحياد محسوما ، وباقي خط الحدود مرسوما ، على حد اكتشاف ان وعود الغرب سراب ، وان ما جنته أوكرانيا كان الخراب ، وها هي أوروبا تجني مثلها الأزمات ، بعدما تورطت باعلان العقوبات ، فالهيستيريا العنصرية ، وصفة سحرية ، للوقوع في الأفخاخ  ، حيث يكثر الصراخ ، فحرب الأسعار تأكل الأخضر واليابس ، وخطر انقطاع الكهرباء على المقابس ، وما خسرته موسكو بالعقوبات ، حققت ضعفه بزيادة الأسعار والمبيعات ، ولتعويض النقص بالإمدادات ، تلهث واشنطن لإسترضاء الخصوم ، فترفع الحظر والعقوبات ، عن فنزويلا وايران ومن كانت تلوم ، وتصفهم بالإرهاب، تمنحهم اليوم جوائز فتح الباب ، وهذا جزاء عمى البصر والبصيرة ، لمن اصابه غرور القوة ، فحسابات اليد القصيرة ، ترميه في الهوة ، كيفما تفلت غرق أكثر ، وكلما توهم النجاح صار الوضع أخطر ، وروسيا تربح على البارد والوقت معها ، وليست مستعجلة ، هم يحسبون الأيام ويكثرون الكلمات كي تسمعها ، وهي تقول لماذا العجلة ، العملية تسير وفق ما هو مرسوم ، اما التسليم بالشروط أو النصر محسوم ، والمهلة الأولى حتى أيار ، موعد النصر على الفاشية ، ما لم يقع قبلها الإنهيار ، وتهزم النازية ، والمهلة الثانية في حزيران ، ذكرى انزال النورماندي ، للعودة بأوروبا الى تعاون الجيران ، بديلا من التحدي ، وتقبل المعادلات الجديدة ، بعد تكسير الرؤوس العنيدة ، فالجغرافيا أقوى من الأرقام ، ومن علم الكلام

 

 

image.png
صورة مقال سوق الحمام 

2022-03-11 | عدد القراءات 1596