أكذوبة العالم الحر تدعو للغثيان
كتب ناصر قنديل
- لم يصمت الغرب وعلى رأسه الأميركي منذ عام 1973 عندما أوقف العرب مؤقتا ضخ النفط تضامنا مع مصر وسورية في حرب تشرين ، وصدرت كتب وعقدت مؤتمرات ونظمت اتفاقيات ومعاهدات ، للقول انه في عالم الاقتصاد والدور الذي يلعبه النفط وأسعاره في حياة المدنيين عبر العالم ، يشكل استخدام النفط كأداة سياسية جريمة بحق الإنسانية ، وفجأة ودون أن يرف جفن لما يسمى بالعالم الحر صار استخدام النفط وموارد الطاقة وحجبها سلاحا واجب الاستخدام في السياسة ، بل ان التلكؤ في استخدامه جريمة بحق الإنسانية ، وإذا كانت العقوبات على إيران نموذجا مصغرا للنفاق الغربي فإن ما يجري مع روسيا صورة مكبرة شديدة الوضوح.
- المال يحتاج إلى بيئة قانونية مستقرة ، ولا يجوز إخضاع البيئات المالية والاستثمارية للاعتبارات السياسية ، هكذا تنص قواعد منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وكل إجراءات السيطرة الحكومية على الثروات والأموال وحرية تنقلها يجب أن تخضع لمعايير قانونية صارمة متعارف عليها ، لجهة ارتباطها بأعمال غير مشروعة ، هذا الكلام كله يصير بلا قيمة عندما يقرر الغرب أن الإنتقام من روسيا وتدميرها يستحقان مصادرة أموال مصرفها المركزي وأموال مصارفها التجارية ، لكن ما يلفت النظر أكثر هو كيف يصير كل مواطن روسي وكل شركة روسية عرضة لحملة تطهير عرقي ماليا في كل أنحاء الغرب بلا قانون ولا رحمة ولا هوادة ، وتتبخر كل الأحاديث عن حصانة الحقوق المالية ، والبيئات القانونية التي تحميها .
- حرية الإعلام قدس الأقداس في العالم الحر ، لم تشهد حملة تمييز وانتقاء وعداء لتدفق المعلومات ، بعكس كل المعايير التي دأب الغرب على الترويج لها املا بتدمير حدود وخصوصيات مجتمعات الشرق المستهدفة ، بمثل ما نشهد اليوم ، فما جرى في مواجهة قوى المقاومة وإيران يبدو بسيطا بالمقارنة مع ما نشهده اليوم ، فايسبوك وتويتر كانا يحاربان بالسر في المعركة مع إيران والمقاومة أما اليوم فجهرا يقولان ، سنمنع كل ما يأتي مباشرة او نقلا للشردية الروسية للحرب ، وسنفتح الباب لكل دعوات للقتل والعنف إذا استهدفت روسيا .
- كل من يتحدث عن قيم العالم الحر ، الذي أظهر في قضية اللاجئين كل عنصريته القبيحة ، ليس إلا عميل يثير الغثيان .
2022-03-12 | عدد القراءات 1375