فشل أميركيّ في تفكيك الثلاثيّ الروسيّ الصينيّ الإيرانيّ وضبط الثلاثيّ التركيّ الإماراتيّ «الإسرائيليّ» / اعتراف واشنطن وتل أبيب بمعادلة ردع جديدة بعد أربيل… وحرب سيبرانيّة ليلاً / بري يعلن 17 ترشيحاً مضموني الفوز… وميقاتي عازف… والحريري يهدّد السنيورة /
حسمت المواقف الصادرة عن بكين وطهران الضبابية التي أثارها الأميركيون حول وجود فرص للتلاعب بالعلاقة الروسية مع كل من الصين وإيران، على خلفية السعي الأميركي لتحويل الاتفاق النووي مع إيران ورقة قوة للضغط على العلاقة الروسية الإيرانية، والسعي الموازي لتبريد المواجهة مع الصين لجذبها إلى الالتزام بالعقوبات على روسيا، والسعي الأميركي نابع من إدراك عميق مضمونه أن العقوبات الأميركية الأوروبية على روسيا ستفقد قيمتها دون الصين، حيث نصف الاحتياط النقدي الروسي القابل للاستخدام، وحيث السوق الكبرى لاستهلاك النفط والغاز الروسيين اذا فكرت موسكو بمعاقبة أوروبا بوقف إمدادات الغاز والنفط عنها، أو نجحت واشنطن بدفع أوروبا لخطوة انتحارية مضمونها شمول العقوبات الغربية الجديدة لإمدادات النفط والغاز الروسية. وجاء الموقف الصيني الصلب بوجه واشنطن الذي رسم معادلة، تحافظ عبرها الصين على تمايزها في الموقف من الحرب الأوكرانية بتبني الدعوة للحل السلميّ، على قاعدة لا للحرب ولا للعقوبات، نعم للتفاوض برعاية الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي، بينما حسمت طهران قراءتها لمشاكل التفاوض حول الاتفاق النووي، فحفظت تمايزها عن الموقف الروسي الداعي للحصول على ضمانات بعدم شمول المتاجرة مع إيران بالعقوبات التي فرضت على روسيا، لكنها حملت واشنطن مسؤولية التعثر ورسمت معادلة قوامها، رفض اشتراط واشنطن لشمول العقوبات على روسيا لحرية متاجرة إيران التي يكفلها الاتفاق، والدعوة لمناقشة طلب الضمانات الروسيّة ضمن لجان التفاوض، بما يحفظ بقاء حرية المتاجرة شأناً سيادياً لإيران لا يخضع لأية شروط مسبقة.
بالتوازي فشل لا يقل أهمية أصيبت به دبلوماسية تعميم العقوبات الأميركية، وداخل البيت الذي يضم أقرب الحلفاء، ما أسهم في إضعاف القدرة على مطالبة الخصوم بالالتزام بالعقوبات، حيث لا تزال المساعي الأميركية للحصول على التزام تركي واسرائيلي وإماراتي بالعقوبات، خصوصاً ما يتصل بقطاعي الطيران والمصارف بلا نتائج، وتعتقد واشنطن أن المطارات الإقليمية المنتشرة بين تركيا والإمارات وكيان الاحتلال ستشكل تعويضاً عن حرمان الطيران الروسي من مطارات أوروبا، وهي مطارات يتمتع الطيران الروسي فيها بميزات عالية ويقصدها ملايين الروس، بينما ستشكل المصارف التي يعرفها المتموّلون الروس ويتعاملون معها ملاذاً بديلاً للمصارف الغربية، وفرصة للتهرب من العقوبات. وتواجه كل من تركيا والإمارات وإسرائيل مشاكل كبرى في الانخراط في العقوبات الأميركيّة خشية التعرّض لتداعيات تخشاها. فالإمارات سبق وعبرت عن موقفها في التصويت بالامتناع عن تأييد مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن ما تسبّب بغضب واشنطن، انطلاقاً من الشراكة الخليجية الروسية في موقع مصدّري النفط، والخشية الخليجية من انقلاب في الموقف الروسيّ من حرب اليمن، بينما تركيا و»إسرائيل» تجمعهما المصالح السياحية بروسيا، والتداخل في وضع سورية الأمني والاستراتيجي، بالإضافة لمخاوف تركية من تداعيات التشارك في البحر الأسود، والخشية الإسرائيلية من انقلاب في الموقف الروسي من الحياد الى الانحياز في الصراع الدائر بين «إسرائيل» وقوى المقاومة وفي طليعتها ايران في لحظة حرجة.
2022-03-15 | عدد القراءات 1365