توجس إسرائيلي من "شطب الحرس" عن لوائح الإرهاب الأميركية …وانفتاح الخليج على سورية
الصين : الغرب مسؤول عن حرب أوكرانيا …وأنصار الله يقصفون أرامكو : لا لمسرحية الحوار
الراعي في القاهرة وعون يجدد دعوة البابا لزيارة لبنان …والأسد : تهجير المسيحيين هدف "إسرائيلي"
كتب المحرر السياسي
الصخرة التي رمتها الحرب الأوكرانية في مستنقع العلاقات الدولية لا تزال تطلق الترددات ، لزلزال لا يبدو أنه سيهدأ قريبا ، فكل ما كان تحت الطاولة صار فوقها ، وكل قضايا العالم تفقد اللغة المزدوجة ، والرمادية تنحو للتبلور ببياض أو سواد ، فالقوى الكبرى تبدو كأنها تخوض حروب تحديد الأحجام والأدوار ، ومستقبل التوازنات التي ستقرر نظاما عالميا سيحكم المصالح والسياسات لعقود قادمة ، لذلك لا تجد مبررا لإحتياط يحفظ جانبا ما لم يستخدم في هذه المعركة ، فالحرب بصفتها حربا مصيرية تقترب من ان تتحول الى حرب وجود ، وحرب مصير ، وكل ما في اليد من اوراق قوة يجب تسسيله ، لذلك تذهب واشنطن بلغة "يا قاتل يا مقتول" في خطابها مع الصين حول العقوبات على روسيا ، التي تصبح بلامعنى اذا قررت الصين رفض الإنضمام اليها ولو جزئيا ، وفقا لعروض عديدة قدمتها واشنطن الى بكين تباعا ، ووصلت حد العرض الأخير بطرح اعلان الصين تقييد حق كل من روسيا واوكرانيا لودائعهم لدى المصارف الصينية في المشتريات الحربية والسلع المزدوجة الإستعمال ، وكان الموقف الصيني شديد اللهجة ، متجاوزا مبدأ رفض العقوبات وتقييد حركة التجارة على أساس سياسي ، الى حد اعتبار الغرب وعلى رأسه أميركا مسؤولا عن الحرب ، بمواصلته الحرب الباردة لحشر روسيا في زاوية يصعب قبولها من دولة نووية كبرى مثل روسيا ، وقالت الصين بلسان وزارة خارجيتها أن مفتاح الحل للحرب الأوكرانية بيد الغرب وبيد واشنطن ، عبر التراجع عن سياسة العداء لروسيا ، وعن العقوبات كترجمة لهذا العداء ، والقبول بمبدأ المسافة الفاصلة بين حلف الناتو وروسيا بدول محايدة منعا للتصادم ، وتشجيع أوكرانيا على القبول بهذا الحل بدلا من تشجيعها على الحرب و إمدادها بالمال والسلاح لهذا الغرض ، وانتقدت الصين السلوك الغربي القائم على توريط أوكرانيا بالأوهام رغم إدراك الغرب مسبقا انه عاجز عن المخاطرة بضم اوكرانيا إلى حلف الناتو .
من التداعيات والترددات وفقا لقراءة صحيفة يديعوت أحرونوت ، تفكك جبهة حلفاء واشنطن في المنطقة وتراجعهم أمام إيران وحلفائها ، وأولى الإشارات كما توردها يديعوت هي السرعة الأميركية في الذهاب لإلغاء تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب ورفع اسمه عن لوائح العقوبات الأميركية ، أملا باجتذاب إيران لمشاركة غير مضمونة في ضخ المزيد من النفط والغاز في الأسواق العالمية ، وهي مشاركة في حال حدوثها مصلحة إيرانية بتحصيل المزيد من المبيعات والأموال وليست خدمة تقدمها إيران لأميركا ولا تنازلا إيرانيا عن الخيارات التي تقلق واشنطن وتل أبيب ، وتقول يديعوت أن واشنطن لا تصغي لنداءات الاستغاثة من تل أبيب بالتوقف عن هذه التنازلات ، وتستنتج أحرونوت أن إيران تستغل الوضع الناشئ في واشنطن بفعل الحرب في أوكرانيا لإنجاز اتفاقٍ سريع مع الأميركيين وعدا عن تخفيف العقوبات الذي سيضخ مئات المليارات للإيرانيين وتقليص وقت الوصول إلى قنبلة نووية، هم يحاولون وقد ينجحون، في ضوء الرد الركيك من واشنطن، في تسجيل هذا الإنجاز الإضافي ، وتضيف يديعوت ، هذه المجريات، التي تتضمن خروج الأميركيين من الشرق الأوسط، تعزّز إيران. القراءة الحكيمة لخارطة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وخشية العالم من مواجهة مع دولة تملك سلاحاً نووياً، مفهومة لحلفاء الولايات المتحدة في الخليج. وتستطرد الصحيفة الإسرائيلية في تعليق قالت انه يعبر عن قراءة الحكومة للأحداث ، في البداية، لم يرد قادة السعودية والإمارات، في خطوة خارجة عن المألوف، على اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن، بل واهتموا بتسريب الخبر ،وقبل يومين، في خطوة غير مألوفة لأول مرة منذ 11 عاماً، وصل الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة رسمية إلى الإمارات. وأُفيد بأنّه "جرى بحث التعاون الذي سيخدم مصالح البلدين". وتختم يديعوت أحرونوت ، هذا أغضب الأميركيين، الذين أصدروا بيان إدانة أعربوا خلاله عن عمق خيبتهم وقلقهم ، ، لكن بيان الإدانة يذكّر قليلاً بالبيان الإسرائيلي ضد القرار الأميركي بحق حرس الثورة الإيراني، وهو يعلّمنا كم أنّ العلاقة بحلفاء الأمس هشّة اليوم. القلقون اليوم هم الإماراتيون والسعوديون، الذين يتلقّون هجماتٍ بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويرون كيف أنّ الأميركيين لا ينبرون للدفاع عنهم، لذلك يقومون الآن بدراسة مسارهم من جديد.
في ظل هذا الإحباط الإسرائيلي والإرتباك في معسكر حلفاء واشنطن ، جاء الرد اليمني على ما وصفوه بالدعوة المسرحية للحل السلمي لحرب اليمن ، بقصف متكرر لمواقع عديدة داخل السعودية أهمها منشآت شركة أرامكو وتعطيل مصفاتها ، مع بيان سياسي يرفض تقدم السعودية كراع محايد لحوار بين اليمنيين ، بينما الحرب تدور بين السعودية والإمارات من جهة واليمن من جهة مقابلة .
لبنانيا ، وفي ظل الأزمات المتداخلة سياسيا وإقتصاديا وماليا ، لا يزال ملف الملاحقات القضائية في الواجهة ، ولا يزال السير نحو الإنتخابات النيابية يتقدم الأولويات السياسية ، لكن القلق الوجودي المترافق مع غياب قيادة الطائفة السنية عن المشهد الانتخابي ، تزامن مع إثارة الحضور المسيحي كقضية محورية في الشرق ، وساء عبر زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى القاهرة ، وارتباك خطابه السياسي بين العداء لحزب الله والتأقلم مع الخطاب البابوي ، فيما كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجدد من روما دعوة البابا فرنسيس لزيارة لبنان ، بينما كان الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث لوجوه الكنيسة في المنطقة في لقاء يتوج مؤتمرا كنسيا بالقول إن تهجير المسيحيين من المنطقة كان دائما هدف المخططات الخارجية ، وان صاحب المصلحة الدائمة بهذا التهجير كانت ولا تزال "إسرائيل" .
2022-03-21 | عدد القراءات 1260