واشنطن تبدأ مسار عقوبات على بكين …وإيران تعلن دخول المرحلة النهائية نحو الإتفاق

واشنطن تبدأ مسار عقوبات على بكين …وإيران تعلن دخول المرحلة النهائية نحو الإتفاق
الرياض تعلن عجزها عن تلبية طلبات سوق النفط …وأنصار الله : سنواصل الاستهداف
الأزمة المصرفية القضائية إلى تصاعد …سعر الدولار ايضا …وانقسام سياسي 
كتب المحرر السياسي 
الإحباط الأميركي من التماسك الروسي الصيني ، تحول إلى تخبط سياسي دبلوماسي مع إنتقال واشنطن إلى خطوة أولى في مسار العقوبات على الصين ، لن ينتج عنه سوى ما توقعه الأميركيون سابقا في دراساتهم وتقاريرهم التي تقول أن السياسات الأميركية والأوروبية ستدخل في مأزق كبير عندما تواجه حلفا روسيا صينيا ، بقيت واشنطن تنكر وجوده لتعيش في الوهم وتدعو حلفائها الأوروبيين لمشاركتها هذا الوهم ، وهي تسمع اليوم تعليق الصين على دعوتها للمشاركة في فرض العقوبات على روسيا ، تفاديا لأن تطالها هذه العقوبات ، بكلام منسوب لوزير الخارجية الصيني يقول ، أن ما تعرضه واشنطن على بكين ، هو ساعدني على خنق صديقك كي أتفرغ لخنقك لاحقا .
التأزم الأميركي الصيني يلاقي استمرار المأزق الأميركي الأوروبي في مقاربة ملف الطاقة ، وكيفية التعامل مع إمدادات الغاز والنفط من روسيا إلى أوروبا ، حيث وقف الإمدادات يضع أوروبا أمام كارثة ، ومواصلة الإمدادات يمنح روسيا وضعا ماليا تصبح معه العقوبات بلا جدوى ، وكل المساعي المبذولة لتطويق تداعيات وقف الإمدادات تؤدي الى جوابين ، الأول أن الأمر يحتاج الى سنوات اذا كان ممكنا وكانت البدائل واقعية ، والثاني أن الكلفة الحالية لمجرد البحث بالوقف وما تسببه في سوق الأسعار ، والتكلفة الفعلية للبدائل المفترضة ، أثقال يصعب على الأسواق تحمل نتائجها ، ويصعب على المجتمعات التأقلم معها .
في أوروبا مشهد سياسي جديد يرتفع فيه صوت صربيا في احتفالات ذكرى تدمير بلغراد ، من قبل حلف الناتو ، وتأكيد رفضها بلسان رئيسها لكل دعوات الإنضمام إلى حلف الناتو ، ومشهد شعبي بدأت طلائعه في اسبانيا حيث انطلقت احتجاجات ينتظر ان تشهد فرنسا واالمانيا مثلها ، رفضا لزيادة اسعار المحروقات .
في سوق الأسعار فشل جديد لواشنطن في تشجيع الرياض على ضخ المزيد من انتاجها في الأسواق للجم ارتفاع الأسعار ، بعدما اصابت صواريخ انصار الله منشآت أرامكو وأعلنت السعودية عجزها عن الوفاء بمتطلبات سوق الطاقة ، بعدما قدمت واشنطن للرياض المزيد من الأسلحة لمساندتها في حربها ضد اليمن ، في طليعتها شبكة صواريخ باتريوت سبق للسعودية أن طلبتها قبل شهور ، وتمنعت واشنطن عن تلبية طلبها ، وجاء الرد اليمني بصواريخ آرامكو ليقول ان صفقة مزيد من الدماء اليمنية مقابل مزيد من النفط لن تمر ، وأعلن أنصار الله عزمهم على مواصلة استهداف المنشآت النفطية السعودية ما لم يتوقف العدوان على اليمن ويفك الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة .
بالتوازي في المشهد الإقليمي كلام ملفت لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ، حول بلوغ الشوط النهائي من مرحلة الذهاب الى توقيع الإتفاق النووي ، ما يعني وفقا لمصادر روسية أن واشنطن وافقت على ما كانت تخشاه تل أبيب لجهة شطب اسم الحرس الثوري من لوائح الإرهاب ، وفتح الطريق بالتالي أمام العودة للإتفاق ، في محاولة أميركية لتعويض النقص في أسواق النفط بعودة إيران التي تملك القدرة التصاعدية خلال سنتين للإنتقال من مليوني برميل يوميا الى اربعة ملايين برميل وصولا لستة ملايين بعد خمس سنوات .
لبنانيا ، المشهد الذاهب نحو الإنتخابات يرتبك بتأثيرات العاصفة المصرفية القضائية ، وسط مخاوف من تصعيد مصرفي مزدوج ، بين المصارف ومصرف لبنان ، ينتهي بشح مالي واقفال مصرفي وارتفاع في سعر صرف الدولار ، وما يمكن أن ينتج عن كل ذلك من مخاطر انفجار اجتماعي وفوضى في الشارع يخشى تحولها الى فوضى أمنية ترسم علامات استفهام حول إجراء الانتخابات النيابية ، بينما الوسط السياسي والحكومي يدخل مناخ التشنج والتجاذب حول كيفية التعامل مع هذا التعقيد الجديد ، فرئيس الحكومة الذي يضغط للتدخل والأخذ على يد القضاء لمنع الملاحقات بحق حاكم مصرف لبنان ورؤساء مجالس إدارة المصارف الكبرى ، سبق ورفض دعوات ثنائي حركة أمل وحزب الله لوضع حد للمسار القضائي الذي سلكه المحقق العدلي طارق البيطار ، رغم تسبب ذلك بتجميد أعمال الحكومة لعدة شهور ، ما يجعل فرص تجاوب الثنائي معه صعبة ، بينما رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر يتمسكان بعنوان ترك القضاة يقومون بمهامهم في ملفي المرفأ والمصارف .

 

2022-03-22 | عدد القراءات 1349