اليمن وذكاء توقيت صناعة المعادلات
كتب ناصر قنديل
- قال اليمن كلمته في أسواق الطاقة ، وأثبت شراكته في صناعة معادلاتها ، فالصواريخ اليمنية على منشآت أرامكو بما نتج عنها ، وتصريحات المسؤولين السعوديين بنتيجتها عن عدم استطاعة المملكة الوفاء بالتزاماتها في ضخ المزيد من الكميات الى الأسواق ، وما نتج عن كل ذلك من عودة الارتفاع في أسعار النفط بمعدل عشرة دولارات لكل برميل ، وقائع ثابتة ، لكنها تقول إن هذا اليمن الصغير يعرف كيف يكون لاعبا دوليا .
- الكلمة اليمنية تنطلق من رسالة موجهة للعالم الظالم الذي يريد أن يواصل تجاهل المأساة اليمنية ،و يقايض مع السعودية دماء اليمنيين بالنفط ، فصواريخ الباتريوت التي أرسلها الأميركيون للسعودية مع شحنات الأسلحة المتأخرة ، جاءت تحت عنوان ، سنمدكم بالسلاح اللازم لمواصلة الحرب على اليمن مقابل أن تقوموا بضخ المزيد من النفط للتحكم بأسعار النفط ومنع ارتفاعها مجددا ، بفعل الحدث الأوكراني ، لمنع تحول العملية العسكرية الروسية الى مصدر لتداعيات أوروبية داخلية تضعف التماسك الأوروبي بوجه روسيا .
- لا يريد اليمنيون الدخول على خط الأزمة الأوكرانية ، لكنهم معنيون بقراءة لعبة المصالح التي انتجت الصفقة الأميركية السعودية ، ومضمونها مزيد من النفط للأسواق مقابل مزيد من دماء اليمنيين بالمزيد من السلاح الأميركي للسعودية ، فقالوا كلمتهم ، أن أمن النفط لم يعد قراره محصورا بالتفاهمات التي يجريها حكام واشنطن والرياض ، فصنعاء لاعب على الخط ، ومن دون أخذ حق اليمن بالأمن والسلام لا أمن لسوق الطاقة ولتدفق النفط .
- من زاوية ثانية تحمل الصواريخ اليمنية رسالة للسعودية تقول ان صنعاء أقرب ، أي أن السعي لمبادرة حوار مفخخة لتسويقها خارجيا لنيل المزيد من السلاح ومواصلة الحرب بإسم السلام ، مناورة فاشلة ، والطريق الأقصر لضمان مصالح السعودية هو الخروج من لعبة الرهانات الفاشلة على الأميركي والغرب ، والبحث الجدي بالسلام مع الجار اليمني ، عبر الإعتراف بأن الحرب هي حرب شتنها السعودية ومعها حلفائها على اليمن ، وأن الحوار المطلوب هو حوار سعودي يمني ، يبدأ عندما تخطو الرياض الخطوات الأولى لحسن النية بوقف العدوان ، وفك الحصار .
2022-03-22 | عدد القراءات 1330