موسكو تبيع النفط بالعملات الوطنية فهل نجرؤ ؟
كتب ناصر قنديل
- منذ الإتفاق مع الصين قبل حرب أوكرانيا ، قررت روسيا البدء بعقود بيع النفط بالعملة الوطنية للدولة المشترية ، وكانت العملة المعتمدة لعقدها مع الصين باليوان الصيني ، وبعد الحرب وردا على العقوبات الغربية قررت موسكو توسيع النطاق واعتماده كمبدأ ثابت ، وكان العقد مع الهند بسعر مخفض عن السعر العالمي ولسنوات لاحقة وبالروبية الهندية هو أول الثمار .
- بالنسبة للبنان تتمثل الحاجة للكهرباء وأسواق المحروقات بكميات من النفط القابلة للتكرير والمبادلة مع الشركات البائعة للمشتقات ، كما سبق وتعامل لبنان مع الصفقة العراقية ، شرط تأمينها بسعر أقل من السعر العالمي ، مضمونة التدفق لسنوات ، والأهم أن يكون الدفع بالليرات اللبنانية .
- العقد المماثل على شراء النفط الروسي فرصة لبنانية ثمينة ، ولمن يهتمون للعقوبات ، فعقود النفط والغاز غير مشمولة بالعقوبات الغربية ، وما قررته واشنطن محصور بامتناعها هي عن الشراء ، بينما اوروبا تعلن عجزها عن التوقف عن الاعتماد على إمدادات النفط والغاز الروسية ، ولم يصدر عن أي جهة في العالم أميركية أو غير اميركية اي عقوبات على من يشتري أو يتاجر بالنفط والغاز مع روسيا .
- بالنسبة للذين سيقولون ان ليس لدى لبنان أي عرض من هذا النوع ، الجواب أنه لن يكون هناك عرض للبنان ولا لغير لبنان ، لكن الأمر يستحق ان يبادر للبنان للتوجه بطلب الى موسكو لبيعه كمية محددة تلبي احتياجاته ، بعقد من دولة إلى دولة ، لعدة سنوات ، مع حسم عن السعر العالمي ، على ان يتم تسديد القيمة بالليرات اللبنانية ، وإنتظار الجواب ، الذي نعلم انه سيكون إيجابيا .
- السؤال هو هل لدينا وزير للطاقة ورئيس حكومة يقرآن ما يكتب أولا ، وثانيا ان يمتلكا الجرأة على التصرف بخلفية واحدة هي مصلحة لبنان وليس بخلفية التفكير والظن ، بما سيرضي أميركا او يغضبها ؟
2022-03-24 | عدد القراءات 1332