فلسطين تحيي يوم الأرض : عملية ثالثة و11 قتيلا في 8 أيام …وكل التطبيع لن يجلب أمنا

فلسطين تحيي يوم الأرض : عملية ثالثة و11 قتيلا في 8 أيام …وكل التطبيع لن يجلب أمنا 
أوكرانيا تقدم عرضا تفاوضيا بإيعاز أوروبي مرفق بطلب تمديد مهلة معادلة الروبل والغاز 
الملاحقة الدولية لسلامة تحرج القضاء والسياسة …وميقاتي يفشل بمحاولة "التعويم عبر الثقة "

كتب المحرر السياسي 
فعلها الفلسطينيون مجددا ، وفي اليوم الثامن لعملية بئر السبع ، واليوم الثالث لعملية الخضيرة ، خرج الإستشهادي ضياء حمارشة من بلدة يعبد في جنين الغربية إلى الضاحية الشرقية لتل أبيب ، حاملا بندقيته متنقلا بهدوء بين مجمعاتها التجارية وشوارعها ، متفحصا وجوه المستوطنين ، ثابت الخطى ثاقب النظر ، رشيق التنقل ، حاد الصوت والنبرة بيقين العزم على الإستشهاد ، معلنا بدء احتفالات الإحياء بذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار ، بحصاد خمسة قتلى من الشرطة والمستوطنين ، ليصير مجموع قتلى عمليات الأيام الثمانية 11 قتيلا ، وسط كل الإجراءات الإسرائيلية ، والتباهي الاستخباري ، والتنمر على الفلسطينيين بأن قضيتهم قد إنتهت ، طالما ان الحكام العرب يأتون الى التطبيع بالمفرق والجملة ، وما على الفلسطينيين إلا قبول ما قسم لهم ، من مأكل ومشرب مشبعين بالذل ، والتخلي عن فكرة أن لهم وطن اسمه فلسطين .
العملية التي تؤكد أنها جزء من سياق ، لا تفسره التحليلات التي تأخذ كل عملية على حدة خارج هذا السياق ، جاءت لتقول كما ما سبقها خلال هذه الأيام ، أن قمة النقب التي استضاف خلالها الإسرائيليون وزراء عرب برعاية أميركية ، لن تجلب للإسرائيلي أمنا ، ولن تثني الفلسطينيين عن القتال ، وانه كلما تباهى الإسرائيلي بالتطبيع كلما زادت إسالة دماء مستوطنيه في شوارع مدن فلسطين المحتلة ، وأنه كلما أمعن العالم بالتصرف على قاعدة الإنشغال عن فلسطين ، سيعرف الفلسطينيون كيف يشغلون باله بأمن "إسرائيل" المهدد ، حتى يستفيق العالم لإنصاف الحق الفلسطيني ويعلن الإسرائيلي يأسه من حلوله الأمنية ، ويمسك على أيدي جنوده ومستوطنيه لوقف البلطجة في الضفة والتوحش في القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والحصار عن غزة ، ويدرك أن المزيد من السلوك العنصري سيعني المزيد من الصعود في مسار العمل المقاوم ، وبالتالي المزيد من دماء الجنود والشرطة والمستوطنين في كيان الإحتلال .
فلسطين التي سطعت تحت الضوء في المساء ، حجبت الأضواء عن الحدث الأوكراني الذي كان خلال النهار يسجل تطورات هامة تمثلت بما نقلته مصادر روسية عن تبدل جذري في طروحات الوفد الأوكراني فتح الطريق للمسار السياسي ، ما استدعى من وزارة الدفاع الروسية الإعلان عن إجراءات بناء ثقة تمثلت بتجميد العمليات في جبهتي كييف تشيرنيهيف ، وأبرز ما حمله الموقف الأوكراني هو التسليم بمعادلة الحياد وأوكرانيا غير نووية بوثيقة خطية للمرة الأولى ، بالإضافة لتفاصيل تتصل بالمرحلة الإنتقالية حول دونباس والقرم ، وقالت المصادر إن إشارات وصلت الى موسكو من عواصم أوروبية فاعلة تقول أن هناك تبدلا إيجابيا في التعامل الأوكراني مع المسار التفاوضي ، وفرصة للوصول إلى حل سياسي شجعت عليها العواصم الأوروبية ، وتأمل أن تلاقيها موسكو بإيجابية ، سعيا لإنهاء الحرب كمخرج يجنب الجميع التصادم حول ثنائية الغاز والروبل ، التي تحل بعد أيام وفقا للعد التنازلي الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وأضافت المصادر الروسية ان موسكو ستدرس بعناية الوثيقة الأوكرانية ، كما تدرس طلبا أوروبيا أرفق بالإشارات الإيجابية التفاوضية ، لتمديد مهلة تطبيق معادلة الروبل والغاز ، التي يمكن تفاديها إذا تم التوصل الى حل سياسي ينتهي بوقف الحرب ورفع العقوبات .
الموقف الأوروبي الذي تشكل فرنسا وألمانيا نواته الصلبة ومن حولها دول مثل إيطاليا وأسبانيا وهنغاريا ، تلقى معارضة شرسة من جبهة أوروبية تقودها بريطانيا وبولندا ، تسعى للتصعيد والضغط لوقف الاعتماد على إمدادات الغاز الروسية ، وهو ما قال الألمان أنه سيؤدي الى انهيار اقتصادي واجتماعي شامل في أوروبا .
لبنانيا ، فرضت الملاحقة الدولية لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا ، بعدما دخلت مرحلة الحجز على الأموال والممتلكات ، على القضاء اللبناني مواكبتها والتوقف عن التعامل مع الملف بصفته ملفا سياسيا تحركه القاضية غادة عون بإيعاز سياسي ، بينما بدا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يزال يقف على ضفة الاستمرار بالمعركة دفاعا عن سلامة وعن نهجه ، سواء في صيغة الكابيتال كونترول التي سقطت في اللجان المشتركة والتي تحمل توقيع مستشار ميقاتي النائب  نقولا نحاس ، أو في الضغط لوقف المسارات القضائية بحق المصارف وحاكم مصرف لبنان وشقيقه ، تحت عناوين مثل المصلحة العليا للدولة ومقتضيات التفاوض مع صندوق النقد الدولي ، وشهدت الجلسة التشريعية يوم أمس محاولة من ميقاتي لتعويم موقعه ومواقفه من الكابيتال كونترول والملاحقات القضائية ، عبر معادلة طرح الثقة بحكومته لتحويل الحصول عليها إلى نوع من تفويض جديد للحكومة ، لكن رئيس مجلس النواب رفض طلب ميقاتي تحويل الجلسة الى جلسة مناقشة عامة تنتهي بطرح الثقة كما طلب ميقاتي ، قائلا الجلسة تشريعية ولم اتلق طلبا خطيا من الحكومة  بهذا الإتجاه .

2022-03-30 | عدد القراءات 1224