لافروف من الصين لنظام عالمي جديد …وارتباك "إسرائيلي" عشية رمضان
اليمن أمام الهدنة بشرط رفع الحصار …وانسداد سياسي عراقي
البرنامج الإنتخابي لمرشحي الوفاء للمقاومة : الأولوية لخطة التعافي الإقتصادي
كتب المحرر السياسي
في ظل رقصة تانغو للمسارين التفاوضي والعسكري في أوكرانيا بالتقدم خطوة والتراجع أخرى واكمال نقلة القدم اليمنى بالقدم اليسرى ، يبدو ان المشهد الأوكراني على موعد مع مد وجزر ، ظهر بالتهدئة العسكرية النسبية ، بالتوازي مع المسار التفاوضي ، بينما لم يتوقف العمل العسكري المحوري الهادف لاستهداف البنى التحتية العسكرية الأوكرانية وفرض السيطرة على خط الإمداد عبر حدود بولندا ، وتجفيف موارد الطاقة عن الالة العسكرية الأوكرانية ، بينما تفاوضيا تستمر سياسة الخطوة خطوة الروسية بهضم التراجعات الأوكرانية والمضي قدما ، بعدما نجحت موسكو بالحصول على وثيقة خطية أوكرانية تلتزم بحياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو وعدم امتلاكها لأسلحة نووية ، وتفتح الطريق للتسليم بوضع القرم والدونباس تحت العهدة الروسية ، فيما يتقدم التفاوض والضغط على مسار امداد روسيا لأوروبا بالغاز والنفط عشية انتهاء مهلة الإنتقال الى الدفع بالروبل ، وهو ما كان موضوع تفاوض مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز ، بدا انه حقق تقدما نسبيا لجهة تأكيد ألمانيا حرصها على التوصل الى حل يحافظ على حصولها على الغاز الروسي الذي يعادل قضية حياة او موت بالنسبة لها ، ورد روسيا بالحاجة للبحث عن صيغة تضمن الإنتقال الى الروبل ، وترجيح مصادر روسية ان يتم تمديد المهلة سعيا للتوصل الى حل وسط بالتزامن مع ظهور تمايزات داخل الصف الأوروبي من جهة ، وبين اوروبا وأميركا من جهة أخرى ، بينما كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يجتمع بنظيره الصيني وانغ يي ، ويعلن ان موسكو وبكين تعملان لبناء نظام عالمي جديد قائم على تعدد الأقطاب .
إقليميا ملفات متداخلة تبدأ بالإرتباك الإسرائيلي بعد عملية الإستشهادي الفلسطيني ضياء حمارشة التي هزت الكيان ، وحرمته من الإحتفال بالصورة التذكارية مع وزراء خارجية التطبيع ، ووضعته كما قال رئيس حكومة الإحتلال نفتالي بينيت أمام تحدي مواجهة المزيد من نزف الدماء ، في ظل ترجيحات أمنية بأن يكون شهر رمضان الذي يبدأ بعد ايام شهرا ساخنا .
في الملفات الإقليمية فشل الرهان الأميركي الخليجي على استثمار نتائج الإنتخابات العراقية لجعل حكومة أغلبية تستثني فصائل المقاومة ترجمة تلقائية لحصاد اغلبية المقاعد النيابية ، مع تعثر امكانية تأمين نصاب الثلثين لجلسة انتخاب الرئيس العراقي الجديد ، الذي يشكل انتخابه معبرا الزاميا للاستحقاق الحكومي ، ورجحت مصادر عراقية ان يدخل العراق في استعصاء مديد يصعب معه دون التوافق تأمين نصاب انتخاب رئيس واطلاق المسار الحكومي ، ويصعب كذلك تأمين ذات النصاب لحل المجلس النيابي والذهاب الى انتخابات جديدة .
وفي الإقليم بقي اليمن حاضرا مع اعلان مجلس التعاون الخليجي لوقف اطلاق النار ، ورد أنصار الله بلغة مبدئية تفتح الباب لتثبيت الهدنة شرط الذهاب لرفع الحصار ، دون تحديد مهلة لذلك ، ما يبقي الباب مفتوحا لتفاوض يديره الوسطاء على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ، بينما يمسك انصار الله ب"الثلث الضامن" عبر امتلاك قدرة تهديد العمق السعودي وموارد الطاقة والمنشآت النفطية الحيوية .
لبنانيا تواصلت المفاوضات مع وفد صندوق النقد الدولي الذي وصل الى بيروت وزار قصر بعبدا والتقى برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، بينما عقدت الحكومة في بعبدا جلسة انتهت بإقرار مشروع قانون الكابيتال كونترول معدلا ليتم ارساله الى مجلس النواب تمهيدا لإقراره في جلسة تشريعية الشهر المقبل ، باعتباره من المطالب الرئيسية التفاوضية لصندوق النقد الدولي .
في الشأن السياسي والإنتخابي ، مع نهاية مهلة الإنسحاب من الترشيح ، وتسارع ما تبقى من وقت لتسحيل اللوائح الإنتخابية حتى يوم الإثنين المقبل ، أعلن حزب الله برنامج مرشحي الوفاء للمقاومة الذي نص على أولوية الإجراءات العلاجية للمشاكل الاقتصادية والمالية ، ووضع في الأولوية إقرار خطة التعافي المالي والإقتصاد.
2022-03-31 | عدد القراءات 1444