تحدث رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية في الحلقة الأخيرة لعام /2014/م متمنياً نهاية سنة سعيدة للقراء ومشاهدي شبكة توب نيوز الإخبارية بإمكاناتها المتواضعة أملاً أنها قدمت ماهو الأفضل بهذه الأمكانات وان يكون جهد العاملين فيها بمختلف المواقع قد أثمر إلى أفضل ماتطمحون لأنها من الناس وإلى الناس ، ولأنها تفخر بأنها تعطي للمهنية طعماً مختلفاً لا يقاس فيه التفوق والتقدم بقياس الإمكانيات والمعدات بل بنوعية ومستوى التعامل مع المادة الإعلامية بمحاولة تغطية أكبر كمية متاحة من الأخبار من أجل الكشف عن أعمق معنى يقف وراء الأخبار ، ....
مؤكداً أن الشبكة قد حاولت في البرامج الحوارية من سورية ولبنان وبعض الدول العربية تقديم صورة عن حقيقة مايفكر فيه صناع القرار ، ومن خلال نشرات الأخبار مواكبة كل حدث ، ومن خلال التقارير كشف ماوراء الحدث ، وفي برنامج ":ستون دقيقة " الذي حاول بقدر المستطاع وضع أبعاد الحدث واستشراف والتوقعات والاستنتاجات بين يدي المتابعين ، ليعيش متابعي هذه الشبكة لحظة بلحظة تحليل الحدث واستكشاف تحليله ، لأن أي حرب تكون نتائجها واقعة في النفوس قبل الميدان ....
مشيراً إلى أن النفوس التي لاتًقر أنها هٌزمت لايمكن لأي حرب أن تهزهمها ، ولايمكن لأي نفس أن تشعر بالهزيمة مادامت تعرف أن الحقيقة النهائية هي انتصارها ، وأن ما يجري من مد وجزر في الحرب هو من طبيعة هذه الحرب ، لأن الحرب سجال ، وأن الظروف الاستثنائية قد تجعل هناك أمكانية للعدو بتسجيل نقطة ، لكنها ليست نهاية الحرب ، فعندما نمتلك هذا الوعي في فهم طبيعة الحرب وقوانينها وآلياتها لايمكن لأعتى قوة في العالم أن تخيفنا وتدخل الهزيمة إلى نفوسنا ....
منوهاَ أنه عندما يقال أن تحليلنا يرفع المعنويات ، فهو ليس بقصد رفع المعنويات واختلاق الوقائع ، بل لأننا نكون صادقين وشفافين بما عندنا من معطيات ومعلومات ، وأننا واثقون ومتيقنون من الوقوف في موقع المنتصر ...
فعنما نكون في موقع الانحدار نصارح بموقعنا ، ولكن نقول أن هذا الانحدار عابر وإنما ماوراء الأكمة ، أنما هو مزيد من الصعود واسترداد زمام المبادرة ...
لافتاً أن هذا الوعي في صياغة فهم الحدث هو ليس رفع للمعنويات فقط ، بل يرفع المعنويات لأنه يكشف الحقيقة ، وهي مهمة المحلل والمواكب ومن يملك مخزوناً من الثقافة والمعرفة تجعله متقدماً في اكتشاف مآل الأحداث وعدم الوقوع في خفاياها وتداعياتها الخارجية .....
مذكراً بما يلف من تحليل وشرح لما مضى في سابق الحلقات والتي قال فيها : أن عام /2015/م عام السياسة وتكون فيه الحروب الكبرى قد انتهت وحلت محلها التسويات الكبرى ، فكما كانت التسويات الصغيرة لحساب الحروب الكبيرة ، ستكون الحروب الصغيرة لحساب التسويات الكبيرة ...
إن خروج أمريكا من يابسة آسيا هو خسارة لـ 75% من وزنها الاستراتيجي
لافتاً إلى أن أصل التسويات الكبيرة هي الحرب التي قادتها أمريكا مع مايقارب 130 دولة وهي أخر نسخة من مشاريعها ، كانت بغرض الإمساك بآسيا ، لان من يمسك آسيا يمسك العالم ، ولأنها أذا فشلت في هذا المشروع كما قال المحافظون الجدد في نهاية القرن العشرين وبداية القرن 21 فإنها ستكون أمام خيارين حديين : ...
خيار أن تتزعم العالم وتحقق الرفاه والاستقرار لشعبها ، وخيار فقدان الزعامة والقيادة ومعه فقدان الرفاه والاستقرار وهو النسخة الأخيرة .
فأمريكا التي نتكلم عنها استعانة بكل ماتصفه بنسبة ما يقعون بين الصديق والعدو من حلفاء ، لم تستطع أن تعطي أكثر مما أعطت لحلفائها على أمل أن تبقى آسيا العظيمة بإستراتيجيتها تحت قبضتها ، والتي بخروجها من يابستها والعودة إلى المياه ، هي تخسر أكثر من 75% من وزنها الاستراتيجي مرغمة ...
متابعاً أنه بعد سقوط كل الرهانات التي راهنت عليها أمريكا واستهلكت فيها كل أوراقها من إسقاط لسورية وموقعها الصامد ، وإسقاط لدور إيران والمقاومة ، بقي ماسمي بـ" الربيع العربي" وفروعه ومتفرعاته ، وصولا إلى الاستعانة بالقاعدة وإدخالها عبر الحدود ، لأن إسقاط سورية سيتيح الفرصة لتركيا والسعودية قطع ى إيران بالوصول إلى ساحل المتوسط ، وكسر ظهر المقاومة ، وإيصال خط الغاز القطري إلى أوروبا بديلاً عن الغاز الروسي والإيراني ، ومنع روسيا والصين من الحضور في المتوسط اقتصاديا وعسكرياً ..
جازما أن لاعودة للحروب الأمريكية منذ " بيكر هاملتون1 " الذي أتاح الحرب على المقاومة ، وبعده " بيكر هاملتون2" الذي صدر بعد انتصار المقاومة ، والذي كان له وظيفتين : أولهم فرصة لحلفاء أمريكا التي قال عنها تقرير بيكر هاملتون أنها لم تصل إلى طريق مسدود ، فهي قادرة على الانخراط والتفاهم مع روسيا وإيران والمقاومة وسورية ، ولكنها لن تفعل حتى لايدفع الحلفاء الثمن من مواقعهم ، مطالبا إياهم بالبدائل .....
أما الوظيفة الثانية فكانت إيصال " باراك أوباما " الذي صعد بعد إمساك العسكر لزمام المبادرة من الطبقة السياسية والاقتصادية الليبرالية التي بان فشلها ، وإعطائه فرصة أربع سنوات لاختبار الالتزام بقرارات الطبقة العسكرية حتى يضمن ولاية ثانية ، بخطوط حمراء أن لاحروب عسكرية ، وكل مادونها من مؤامرات ومقامرات وتحالفات وعبث بالجيوش هو مسموح ، فكانت القرعة على سورية التي لم تُختبر كما أُختبرت إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين التي أثبتت قدرتها ..
لكن في حال الفشل في سورية بعد استعمال كل الأوراق والإمكانيات ، يكون العودة إلى تقرير بيكر هاملتون وكأسها المرًة ، حتى لانتجرع بعدها الكأس الأمرَ ، وهو الخروج من آسيا بلا حل سياسي يضمن ويحمي مصالح أمريكا ...
وأصاف قنديل أنه بعد الفشل الأمريكي في كسب الرهانات التي أدت بحلفائه لأستنساخ الإرهاب وفقدانهم السيطرة عليه ، كان الرجوع إلى وثيقة بيكر هاملتون الذي بدأت طلائعه تتضح في مبادرة دي ميستورا والملف النووي الإيراني والتفاهم الأوكراني ، والذي برز مقابله الارتباك الأمريكي بالتسليم بروسيا كشريك كامل ، والارتباك مع حلفاء أمريكا الذين لم يحصلوا على " بوليصة تأمين " ، بالإضافة للصراع الانتخابي لتحمل المسؤولية ومعه المماطلة ....
من يرفرف العلم الأسرائيلي في سمائه ، لايملك الحياد عن الخطوط الحمراء الأسرائيلية
فعام /2015 /م سيشهد الحروب الصغيرة وصولاً إلى التسويات الكبيرة التي يمكن أن تحاول مسابقة الزمن ، لكنها ستصل بالتأكيد في النهاية .
مذكراً أن إيران في إقليمها الذي يشهد انحداراً سريعا لحلفاء أمريكا بقيت إيران المتمسكة بالحقوق والمقاومة والصبر بطريقة "صانع السجاد " مقابل سياسة "لاعب البورصة " ، والتي ستكون صانع التسويات في المنطقة ، لأنها تملك استجماع الملفات القوية في العراق وسورية واليمن ولبنان ، واستعادة "حماس " التي انحرفت عن مقوماتها لتكتشف عدم قدرة قطر والسعودية وتركيا والإخوان على دعمها ومساندتها ، لأن من يرفرف العلم الإسرائيلي في سمائه لايملك الحياد عن الخطوط الحمراء الإسرائيلية ..
مشيراً إلى أن الحلف المقاوم للهيمنة الأمريكية قادر على صناعة منصات التسويات ، التي تضمن قوته وكرامته واقتصادياته .....
لكن عام /2015/م هو أيضا عام المواجهة على تحديد الأحجام والأوزان ، الذي يرفع درجة الحرارة في المواجهة ، لأن تحديد الأحجام هو ما يٌكسب أوراق القوة التفاوضية لحجز المكانة الأقوى ، فأوراق القوة والأحجام هي ماتحدد المواجهات ، وتحدد المكانة في المفاوضات ...
مضيفا في الملف السوري أن هناك أجوبة على أسئلة فرضتها مدة الأربع سنوات الماضية ، وهي المكانة التي تختطتها سورية ، وما العناوين التي مر عليها الزمن وانتقلت من عنوان لأخر ، وماهي العناوين التي توزعت عليها السنوات الأربع ، وماهو العنوان المقبل على سورية ، وهل هو غلبة الاشتباك على التسوية أم غلبة التسوية على الاشتباك أم الموازنة بينهما ؟؟؟............
مؤكداً أن سورية قد أدركت منذ حرب العراق أن شيئاً كبيراً في العالم قد تغير ، وأنه مع انهيار الاتحاد السوفيتي باتت الشهية الإسرائيلية كبيرة في المنطقة ، وأن دول الكرامة الوطنية تقف في عين العاصفة مع تماهي الحكومات العربية مع المشروع " الصهيوأمريكي " والاستعداد للذهاب إلى الحروب والتخلي عن المقاومات لدرجة وصفها " بالمغامرين " ، وبأن الأمريكي الذي أقر بيكر هاملتون لن يتخلى عن دوره قبل استنفاذ كل أوراقه ....
لذلك كانت عين الرئيس بشار الأسد تنظر على الجوار ، وأن الرؤية التي طرحها الرئيس الأسد بنظرية " البحار الخمس " كانت دعوة لمصر والسعودية وتركيا بالتشارك مع سورية والعراق وإيران لإنشاء منظومة إقليمية قائمة على " بحر قزوين ـ الخليج العربي ـ البحر الأحمر ـ البحر الأسود ـ البحر المتوسط" ، وأن هذه البحار تدور حولها بيئة حضارية ثقافية اقتصادية إستراتيجية أذا ماتكاملت الدول المطلة على هذه البحار في بيئة إستراتيجية تقوم على مبدأ تأمين الاستقرار وسوق الطاقة وتجنيب المنطقة الحروب العسكرية ، لأن ذهاب الأمريكي إلى الحرب الناعمة عن طريق الاغتيالات والفتن وزعزعت الاستقرار كان محط القراءة بالرؤية السورية .....
موضحاً أن سيد المقاومة كان يدير حوار مع الأخوان المسلمين في سورية منذ العام /2008 /م ـ /2009/م ، للمصالحة مع الدولة السورية انطلاقاً من أن المصالحة تستدعي هذا ، وأنه بالإمكان الوصول إلى هذا التفاهم لتجنب استخدام الأخوان المسلمين في الحروب التي يُعد لها الأمريكيون ...
منوهاً أن توجه الرئيس الأسد إلى قطر وتركيا كان من هذا المنظور ، لذلك كان الدور القطري اللاعب في لبنان والسودان ، وكان الدور الاقتصادي لتركيا بالشراكة مع سورية .....
وللمتسائلين عن الخديعة بالتوجه إلى قطر وتركيا ، أجاب قنديل أن هذا التوجه كان خطة لقطع الطريق أولاً على استخدام العدوان المذهبي على سورية والمقاومة وإيران ، والذي قيل لملك الأردن بأن ينطق به وهو " الهلال الشيعي " ...
والثاني كان أثبات أن هناك حلف يتخطى الطوائف ويضم سورية وإيران والعراق والمقاومة وتركيا بثقلها الإسلامي " السني " والسودان وقطر وحماس وآخرون ، لذلك كان الإغراء بالأدوار والمصالح ....
لذلك ذهبت تلك الدول إلى اللعب ضمن الدور الأمريكي الذي أوهمها أنه سيكسبها بإسقاط سورية قدرة التحكم بمنظومة الغاز والنفط بالمنطقة ، وبقدرة التحكم بالتجارة في المنطقة ، بالإضافة لتحجيم إيران والمقاومة وهذا الوهم كان قد ركب في مخيلات تلك الدول ...
أن ما جٌند لسورية من مال وإعلام وقاعدة ، كافي لإسقاط دولة بحجم روسيا
مضيفاً أنه يوجد في سورية طبقة سياسية شكلت عازلاً بين الرئيس المحب لشعبه وبين الشعب ، وهذه الطبقة " البيروقراطية " كانت هي أزمة النظام لأنها مصدر النقمة والشكوى ، فهي ليست موصلاً حراريا بين الرئيس والشعب ، وكانت تبطئ وتؤخر عجلة الأصلاحات التي كان يتطلع لها الشعب بإن تكون صمام أمان في وجه الأستثمارات القادمة إلى سورية والتي شكلت في ما بعد أرضية للحرب الناعمة القادمة ....
فلا يمكن لقرار الرئيس الأسد بإنصاف الأكراد في سورية أن يتأخر كل تلك السنوات ، ولايمكن لتنامي العشوائيات التي تزايدت 300% إلا أن تكون مكمن للخراب والجهل والفقر وصولاً إلى التطرف ، ولايمكن لأن تكون دروس التعليم الديني تقديم الوهابية والأخوانية كحركة أصلاحية ، ولايمكن أن تباع الحدود دون دخول السلاح والمسلحين إلى الداخل ، ولايمكن للتكسب في مواقع بعض المحافظين إلا أن يؤدي إلى إنشاء الأنفاق ، ولايمكن للعلاقة مع حماس بغض النظر و‘عطاء الضوء الأخضر إلا أن يكون في إحدى مفرداتها من سيكون من أحد عناوين المشاركة في الحرب على سورية ...
فهذه النقاط هي التي أسماها الرئيس الأسد في إطلالاته المبكرة بـ " نقص المناعة " التي تغزو الجسم ، والتي كان يجب أن نجد لها المصل الذي لايسمح لها بالتفشي ..
لكن الجوهري والأساسي حتى نكون منصفين هو حجم القوة التي جٌندت لسورية من مال وإعلام ومخابرات وخطاب سياسي ، ومن دول صديقة انقلبت بين ليلة وضحاها ، ومعها القاعدة التي استجلبت من الخارج ب‘إمكانياتها وعناصرها ، كان كافياً لإسقاط دولة بحجم روسيا ، هذا بالأضافة للمكانة الجغرافية التي تمثلها سورية ، حيث أذا ما مالت سورية تميل المنطقة بأكملها ، وهذ ماكان طبيعياً لدفع كل تلك المليارات التي صمدت أمامها سورية ، لأن سورية تقرأ في كف الزمن ...
فثبوت الجسم الدبلوماسي للدولة يعطينا قراءة في العقيدة والبنية والقومية والعروبة التي تتمتع بها سورية ، وهو مسحوب على باقي مؤسسات الدولة التي تتمتع بالمناعة والصمود ، وهو " التأسيس " ...
وهذا ماجعل القاعدة لاتجد انتحاريين من السوريين ، فجلَ الانتحاريين من السعوديين والشيشان والسودانيين وغيرهم ، ةهذا دليل على عدم وجود بيئة حاضنة ، فالبيئة التي وجدتها القاعدة هي بيئة سيطرة تبيعها فيها بعض الناس من المناطق وهذا طبيعي .......
لافتاً أن المجتمع السوري على مدى عقود جرى أنتاجه على شبكة مصالح ومفاهيم عابرة للطوائف تقييم روح المواطنة ، إلى أن جاءت بعض عمليات التخريب الاقتصادي مع حكومة الثنائي " العطري ـ الدردري " ...
مضيفاً أن سورية التي صمدت كانت قد بنت مجتمع وجيش وحزب ، فكان حزب البعث هو الجسر الحامل والعابر للطوائف والمتمسك بالعروبة ، رغم بغض النواحي التي تدل على التراخي فيه ، لكنه الحزب الذي عبئ قوات الدفاع الوطني التي تقف طوقاً حول الجيش من كل جهاته في كل مواقع الاشتباك ، والمنتمين إلى كل الطوائف والمناطق ، لذلك هذا الحزب هو الرصيد الأعلى للجيش العربي السوري الذي لم يهزم في معركة ، والذي اثبت انه لا يقرر الوصول إلى بقعة من أرضه إلا استطاع الوصول إليها ،فمعركة قارة والنبك ويبرود كانت من المذهلات لقدرة هذا الجيش ، وهذا الجزء الأول ...
لافتا ان الجزء الثاني كان في الرؤية التي تمتع بها الرئيس الأسد والتي قال فيها " لقد كسرنا الحلقة الأولى من المؤامرة ، ولكنهم سيأتون إلينا بحلقات أخرى " فهذه الرؤية كانت الإدراك لعمر الأزمة وتجهيز الناس لها ، وهي العامل الذي يجعل الناس تقف إلى جانب الدولة ...
فهذا القائل منذ حرب العراق أنها : ليست حرب ضد أنظمة ودول بل هي حرب تفتيت الأمة العربية ، وحرب مذاهب وطوائف وأعراق تتقاتل في مابينها لتكسب إسرائيل مرتين ، مرة بأن لاتكون هي عنوان الهم العربي الأول بتحرير فلسطين ، والثاني أن الكيانات التي ستنشأ من هذه الحروب على أساس طائفي ومذهبي هي " إسرائيليات صغيرة " في نهاية المطاف ترضي وتريح إسرائيل التي تريد ان تكون دولة يهودية مبنية على أساس ديني ...
لقد نجحت سورية في إدارة الزمن بما يسمح للحلفاء من أن يستثمروا في فرصة نصرها
وهذه رؤية الرئيس الأسد المبكرة والتي تحدث عنها في قمة " شرم الشيخ " عام /2002 /م قبل حرب العراق ، والتي كانت أيضا عنصر الاستعداد الداخلي للأزمة القادمة إلى سورية ، وهو كان نوعياً ومقرؤاً ...
مؤكداُ أنه ماكان نوعياً ومقرؤاً أيضا هو أنها أعدت وجهزت جيشاً ومجتمعاً معداً للتشارك ، وهي أحدى جوانب الرؤية ، وهذه الرؤية هي قوة ...
مشيراً أن سورية قد أعدت من الماضي ، واستشرفت للمستقبل ، وهما عاملان حاسمان في صناعة الصمود ، ومعهم عاملان أضافيان هما .: ....
العامل الأول أن سورية قد نجحت في إدارة الزمن بما يسمح للحلفاء بأن يرو في حربها فرصة للاستثمار ، بإدراك أن هزيمة سورية هي هزيمة لحلفائها وكذا نصرها أيضاً .....
وهي قدرة سورية على استنهاض حلفاء لايمكن اختصارهم بروسيا وإيران فقط ، بل بالحلفاء الغير مباشرين الذين استنهضتهم من رحم الأزمة وطبيعة العدو المتطرف ، فهم حلفاء لم يكونوا في الحسبان مثل الأزهر والفاتيكان والكنائس الشرقية والمساجد المعتدلة ، وهذا حسن استعمال لعامل الزمن مكنها من الصمود وإيضاح قدرة جيشها القوي ...
والعامل الثاني هو ثبوت سورية سياسيا وعسكريا واقتصادياً ، وامتلاكها أجوبة على أسئلة الساسية والاقتصاد والعسكرة ....
فهذه سورية التي تملك الرؤية في عملية توزيع معركتها على مراحل من كيف تكسب التحالفات إلة مخاطر الإرهاب الذي طالها ، وأنه سيطال من مد يد العون له في مضجعه ....
سوف تكون سورية مع ماتملك من ثروات وموارد ، أيقونة ذهبية على ماء المتوسط
أما عسكرياً فقد لفت رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية إلى تقدم الجيش العربي السوري في كل من حمص وحلب والغوطة ، مع الاستعداد لمسار سياسي بأن سورية قد تقبل وزراء لحكومتها القديمة أو الجديدة ، مما ليس لهم وزن ووجود وتأثير في الشارع والميدان ، لكنهم أسماء معروفة إعلاميا فقط ، لتنخرط معهم في إدارة المرحلة المقبلة من التفاهمات والتسويات والمصالحات الوطنية مع فصائل مسلحة وغير مسلحة تريد العودة إلى الحياة كمواطنين ، ليكونوا جزء من اللعبة السياسية التي يعيشها باقي المواطنين ...
مختتما أن سورية التي صمدت ، هي ذاهبة إلى نصرها العسكري بما قدمت ، وإلى نصرها السياسي بما صمدت ، وإلى نصرها الاقتصادي بأنها مازالت واقفة على قدميها ، وتتطلع إلى نصرها الواعد ، فسوف تكون فيه سورية مع ماتملك من موارد وثروات أيقونة ذهبية على ماء المتوسط ...
متمنياً عام جديد يملؤه الحب والسلام والانتصارات بكافة اتجاهاتها لكل من أحب وطنه بمصداقية وعروبة ووطنية ..وكل عام وأنتم بخير .
تحرير:فاديا مطر
2014-12-30 | عدد القراءات 3194