العراق ولبنان و الثلث المعطل كتب ناصر قنديل

العراق ولبنان و الثلث المعطل 

كتب ناصر قنديل

- للمرة الثالثة يكتشف العراق معنى كلمة الثلث المعطل ، مع عجز البرلمان العراقي عن تأمين نصاب الجلسة النيابية المخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية ، والمتمثل بثلثي أعضاء البرلمان ، ونجاح المعارضة التي يمثلها الإطار التنسيقي بالحصول على الثلث الضامن او المعطل ، وتحكمها بالتالي بمسار الجلسة الإنتخابية ، ويجمع المعنيون بالمسار الإنتخابي ان لا شيئ سيتغير قبل السادس من نيسان ، الموعد الذي حددته المحكمة الإتحادية كسقف لمهلة إنتخاب رئيس للجمهورية ، ودون انتخاب رئيس الجمهورية لا يمكن تسمية ممثل الأغلبية لتشكيل الحكومة ، وفي حال الفشل المرجح لا يوجد سيناريو  دستوري جاهز ، خصوصا ان لا نص على العودة للإنتخابات ، والطريق الوحيد إلى انتخابات جديدة هو حل البرلمان لنفسه الذي يحتاج أيضا الى ثلثي الأصوات .

- المشهد العراقي تعلم الكثير من المشهد اللبناني بين عامي 2014 و2016 حيث أدارت لعبة تعطيل النصاب مسار الإنتخابات الرئاسية التي تمت عام 2016 وجاءت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ، ولا شيء يمنع ان يكون لبنان على موعد مماثل في الإنتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة في الخريف القادم ، بل لا شيئ يمنع ان يتزامن المشهدان اللبناني والعراقي في صورة الفراغ الرئاسي مع نهاية العام ، ومثل هذه الحالات تمنح العامل الخارجي فرصة التحول إلى مرجع للتسويات التي تبدو صعبة بين اللاعبين المحليين .

- في لبنان والعراق خاض الأميركيون ومعهم حكومات الخليج معركة كبرى لنيل اغلبية نيابية تحاصر قوى المقاومة ، فنجحوا في العراق ، والأرجح أن يفشلوا في لبنان ، لكن في لبنان والعراق الأهمية السياسية تبقى لإمتلاك الثلث المعطل لنصاب انتخاب رئيس للجمهورية ، ويرجح أن ينجح حلف واشنطن والخليج بإمتلاكه في لبنان ، بمثل ما يمتلكه أنصار المقاومة في العراق ، ما يعني ان على اللبنانيين والعراقيين وهم تحت وطأة أزمات متعددة خانقة ان ينتظروا التسويات الخارجية حتى يتمكنوا من إنجاز استحقاقاتهم الدستورية ، لأن هناك من قرر تأجير حضوره السايسي للخارج وخوض المعارك تحت شعار السيادة على أمل هزيمة مشروع المقاومة ، ومقاسمة الخارج بنيل مكاسب السلطة مقابل التنازل له عن هويتها .

- في اليمن لم تصل المعادلة بعد الى مؤسسات الدولة الدستورية ، لكن لا يزال الثلث المعطل بيد قوى المقاومة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تفرضهم لاعبا أبعد من حدود اليمن ، وشريكا في أمن الطاقة .

- في فلسطين يشكل الإستشهاديون الثلث المعطل لصفقة القرن  

2022-03-31 | عدد القراءات 1485