موسكو لتهدئة المسارين العسكريّ والتفاوضيّ وتدفع بمسار الغاز والروبل إلى الواجهة/ فلسطين تستقبل رمضان بالمواجهة… واليمن يدخل أول هدنة مشروطة برفع الحصار / برّي: عيون العالم في 15 أيار على حجم المشاركة الانتخابيّة في الجنوبكتب المحرّر السياسيّ
لا تبدو موسكو مستعجلة عسكرياً لإنهاء الحرب، فالانسحابات التي قامت بها القوات الروسية ليست أكثر من فك اشتباك جغرافي في نقاط التداخل لمنع حرب الاستنزاف، ولا تبدو موسكو جاهزة لترك مواقعها ولا نتائج الذي تحقق من حصار المدن الكبرى وتقطيع أوصال المناطق، ولا مستعدة لوقف عمليات الاستهداف لقوافل الإمداد الآتية عبر الحدود الأوكرانية البولندية، او لما تبقى من بنية عسكرية تحتية للجيش الأوكراني من مطارات ومستودعات وشبكات دفاع جويّ. وما تفعله هو إعادة هيكلة عسكرية للحرب لتكون طويلة قابلة للاستئناف عند الحاجة بتعديل جدول أعمالها مجدداً نحو عمليات ضغط على المدن بعد استراحة محارب تنالها قواتها. وبالتوازي لا تبدو موسكو مقتنعة بأن المسار التفاوضي الذي تحقق فيه التوصل إلى وثيقة أوكرانية تضع طلبات موسكو الرئيسية على الطاولة، كافٍ للتقدم. فالحياد كمبدأ لا يعني أن صياغة تفاصيله لن تستغرق شهوراً، والتسليم بوضع خاص للقرم ودونباس لا يعني بالتأكيد قبولاً كاملاً بنظرة موسكو، والتفاوض لن يصير جدياً ما لم تصبح أوروبا على الأقل شريكاً مباشراً فيه، قبل أن يصير تتويجه مشروطاً بنقله الى مجلس الأمن الدولي وربما بصيغة تشبه صيغ التفاوض مع إيران وفقاً لمبدأ الخمسة زائداً واحداً، لذلك تلعب تهدئة المسارين العسكري والتفاوضي وظيفة إخلاء الساحة لملف جديد، هو معادلة الغاز الروسي لأوروبا بالروبل الروسي، التي تفتح ملف إمدادات الطاقة كعصب للاقتصاد العالمي، وملف النظام المالي العالمي وموقع الدولار كعملة حصرية للتسعير والتبادل، ووفقاً لمصادر روسية لن تتسرّع موسكو في هذا الميدان المحوري والرئيسي للتوصل الى قرارات سريعة، فالمبدأ سيبقى حاضراً، ولا مساومة على التمسك به، مع فتح الباب لتفاوض على مهل، ونسب مئوية متدرّجة للتطبيق، لأن موسكو تدرك ان وقف الغاز عن أوروبا يكسر جرّة لا تريد كسرها، والتراجع أمام أوروبا غير وارد، الا لما تم طرح المبدأ، فكيف يتم التراجع الآن وقد صار إعلان هزيمة لن تسمح موسكو بوقوعه، فكما أن مصلحة موسكو بإبقاء الميدان العسكري سيفاً مسلطاً والتفاوض على نار باردة، فان مصلحة موسكو أن يبقى القرار سيفاً مسلطاً والتفاوض على نار بادرة، وإن استدعى الأمر وقف إمدادات الغاز الروسي، فالبداية ستكون بدول أوروبية غير ألمانيا، التي تشكل بيضة القبان في القرار الأوروبي، وهي بيضة القبان في الوزن الاقتصادي الأوروبي، وفي ملف الغاز الروسي والدفع بالروبل.
2022-04-02 | عدد القراءات 1387