الحملة الدبلوماسية الغربية على روسيا تتصاعد و تصطدم بالحاجة الأوكرانية للمسار التفاوضي
البابا فرنسيس يحدد حزيران لزيارة لبنان …ما بين الإنتخابات النيابية والرئاسية
مخاوف من إشارات أحداث طرابلس على إجراء الإنتخابات مع وضوح اتجاهاتها
كتب المحرر السياسي
دخلت حرب أوكرانيا في خلط أوراق يجعل التطورات السلسة عسكريا وسياسيا مستبعدة ، فوقفا لقراءات دبلوماسيين روس ، ليس سهلا على الأميركيين التسليم بخسارة الحرب ، ونيل موسكو ما ارادته عن طريق التفاوض ، الذي بلغ مع أوكرانيا مراحل متقدمة لجهة تلبية المطالب الروسية ، ولا من السهل عليها أن تبدأ عملية إنضاج وصياغة حسابات أوروبية جديدة على إيقاع حرب النفط والغاز والعملات ، التي ستتكفل بنقل أوروبا من التماسك إلى التفكك من جهة ، وتتكفل بجعل القوى الوازنة في أوروبا وعلى رأسها ألمانيا تعيد حساباتها تحت تاثير المصالح الواقعية بعيدا عن الحماسة والإنفعال والإرتجال ، من جهة موازية ، ولذلك تضع هذه المصادر ما جرى من حرب دبلوماسية وإعلامية شرسة على روسيا سواء بطرد جماعي للدبلوماسيين ، أو بالحديث عن مجازر وجرائم حرب ، في إطار حملة مبرمجة لن تتوقف وستتخذ أشكالا عديدة ، لقطع المسارين ، مسار التفاوض الروسي الأوكراني ، ومسار التموضع الأوروبي في معركة الطاقة والعملات ، لكن المصادر تقول ان موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي ، وهي سترد بقوة على الحملات الغربية وعلى القطيعة الدبلوماسية ، وستضع أولوية حماية المسار التفاوضي مع أوكرانيا بعيداعن تاثيرات هذه الحملة ، كما ستدير معركة الغاز والروبل مع ألمانيا بهدوء وثبات سعيا لبلوغ النتائج المرجوة ، لأن هذه هي النتائج التي تتسبب بالصداع لواشنطن ، والتي تريد إستبعادها .
لبنانيا مع الدخول عمليا في المسار الإنتخابي الذي تتصاعد حملات التحشيد المتقابل للمتنافسين استعدادا لنزال 15 أيار ، الذي وضعت له واشنطن منذ إنتفاضة 17 تشرين 2019 ، وبلسان الدبلوماسي السابق جيفري فيلتمان ، هدفا واحدا واضحا هو تحجيم المقاومة وحلفائها ونزع الأغلبية من يدهم ، وقد حوله مناصرو واشنطن التقليديين والحديثي التشكل ، الى عنوان للمعركة الإنتخابية ، يبدو وفقا لجميع الدراسات الإحصائية والتوقعات الدبلوماسية الغربية ، أن المقاومة ستنجح في الفوز بنتيجة ربما تكون أفضل من تلك المحققة عام 2018 مع حلفائها ، وهذه الخلاصة دفعت بالعديد من الذين يتابعون المسار الإنتخابي الى الدعوة للحذر من الإفراط بالثقة بإجراء الإنتخابات في موعدها ، وقالت المصادر ان ما بدأ في الشمال من حراك أمني يجلب القلق ، وهو قابل للتطور ليس لفرض وضع يصعب معه إجراء الإنتخابات في الشمال وحده فقط ، بل لفرض تحديات أمنية في الشمال بحجم يستدعي حشد الجزء الأهم من القوى الأمنية الذي يستوجب توزيعه في كل لبنان لضمان إجراء الانتخابات ، وقالت بعض المصادر الأمنية التي تشكك بفرص إجراء الإنتخابات ، ماذا لو تحول مشهد باب التبانة أمس الى مشهد يومي وصولا لتشكيل حالة أمنية بحجم حرب نهر البارد ؟
بالمقابل يبرز رأي معاكس يقول ان الجماعات المسلحة القادرة على خلق وضع أمني جدي يحول دون إجراء الإنتخابات ، أو الفوضى التي يمكن أن تنجم عن إنهيار مالي دراماتيكي ، تحتاج الى مشغل وقرار ، لا يملكه غير الأميركيين ، فهل تكمن مصلحتهم بدفع البلد نحو الفراغ والفوضى ، وهل يؤثر انسلاخ الشمال عن النظام الأمني مثلا مصلحة غربية في ظل اضطرابات دولية وإقليمية ، وزحف اللاجئين الأوكرانيين إلى أوروبا ، وما قد ينجم عن هذا الوضع من تداعيات على أوروبا ونزوح أمواج من النازحين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين نحوها ، خصوصا ان كل هذا لن يؤثر على وضعية حزب الله ، وتهريب الانتخابات سيؤدي إلى انهيار النظام السياسي ويفتح اعادة تأسيسه على صيغ قد لا تكون تحت السيطرة في ظل متغيرات متسارعة يمكن أن تكون مصلحة الغرب فيها بالحفاظ على استمرارية المؤسسات بانتظار تشكل معادلات تتيح رسم خرائط جديدة في المنطقة ، علما أن تأجيل الإنتخابات الذي يصعب إيجاد من يتبناه ، قد يتم في هذه الحالة لمرحلة تصبح فيها الظروف أصعب بالنسبة لواشنطن وحلفائها ، وتضيف المصادر أن واشنطن التي تبدو ذاهبة لتوقيع العودة الى الإتفاق النووي مع إيران رغم التعثر المؤقت ، قد لا تكون ذات الحماسة التي كانت عليها للمعركة مع حزب الله قبل سنتين ، او تلك التي يبدو عليها حلفاء واشنطن ، وتتخذ المصادر صاحبة هذا الراي من تحديد موعد لزيارة البابا فرانسيس لبيروت خلال شهر حزيران علامة على اجراء الإنتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدهما الدستورية ، وتقرأ في الزيارة محاولة تحضيرية للإنتخابات الرئاسية ، بعد تبلور صورة المجلس النيابي الجديد ، منعا لوقوع القرار المسيحي بيد بكركي وحدها ، فيما يعتبرها الفاتيكان وسيطا لا طرفا ، ويمكن للحضور الفاتيكاني ان يضبط أداءها بعيدا عن التموضع المتطرف الذي دابت عليه منذ سنتين على الأقل .
2022-04-06 | عدد القراءات 1174