الفدائيون الفلسطينيون يصيبون الكيان بالذعر ويفرضون ايقاع عملياتهم على أجندة العالم

الفدائيون الفلسطينيون يصيبون الكيان بالذعر ويفرضون ايقاع عملياتهم على أجندة العالم 
روسيا تحقق توازن نسبي في التصويت الأممي والدول العربية تمتنع …إلا لبنان!
اتفاق مبدئي بين الحكومة وصندوق النقد…وعودة سفيري السعودية والكويت قريبا

كتب المحرر السياسي 
قبل ان يبرد دم شهداء العمليات البطولية التي سبقت عاد الفدائيون الفلسطينيون لكتابة الأحداث ، وتل أبيب ساحة الفعل ، مع عملية جديدة أسقطت قتلى وجرحى ، واربكت أمن الكيان وسياسات حكومته ، واصابت مستوطنيه بالهيستيريا فخرجوا الى احياء القدس ، بينما كانت قواتهم حتى ساعات الليل المتقدمة لا تزال تحاول الوصول الى منفذ أو منفذي العملية البطولية ، التي أكدت شيئا واحدا ، وهو أن كل إجراءات جيش الاحتلال وشرطته ومخابراته وتنسيقه الأمني مع السلطة الفلسطينية لم تنجح بوضع حد لعمليات الفدائيين الفلسطينيين ، الذين ثبت أن وصولهم الى العمق الاقتصادي للكيان بين أيديهم ساعة يشاؤون ، وانهم الممسكون بزمام المبادرة ، وأن لا آمن للمستوطنين ولا حياة طبيعية لهم في الكيان ، ففلسطين تلفظهم ولن تقبلهم ، وعلى الذين استهواهم التطبيع أن يفتحوا بلادهم لاستقبال الفارين منهم إذا كان على هذه الدرجة من الإعجاب بهم .
لم يعد من مجال للشك مع مسلسل العمليات المتلاحقة بأن مسارا جديدا يكتب في فلسطين ، وأن العالم الذي تجاهل القضية الفلسطينية لن يستطيع رسم خرائط جديدة في المنطقة ولا  نظاما إقليميا لاستقرارها على قاعدة استمرار هذا التجاهل ، وأن التوحش الذي يظهره المستوطنون وجيش الاحتلال ، خصوصا بحق القدس ، كما محاولات تطويع المقاومة في الضفة الغربية والتلويح باقتحام مخيم جنين ، لن يترتب عليها سوى تسريع الإنفجار الكبير الذي سينتج عن دخول غزة والمقاومة فيها بصواريخها على الخط إذا وقع الانفجار المرتقب ، مع أي حماقة ترتكب من جيش الاحتلال وقطعان  المستوطنين ، وأن محور المقاومة الواقف عند التزامه بمعادلة "المساس بالقدس يعادل حربا إقليمية" ، يتابع عن كثب ويشحذ الهمم ترقبا للتطورات .
في المشهد الدولي نجحت موسكو بنقل التصويت الدولي حول تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان ، رغم نجاح مشروع إقصائها عن المجلس ، الى مناسبة لتحقيق توازن نسبي بوجه الأميركيين والأوروبيين ن بحيث انتقلت النتيجة التي سجلت على مشروع القرار الأميركي لإدانة روسيا الذي تم التصويت عليه قبل أسابيع وانتهى بتأييد 138 عضوا ورفض 4 فقط وامتناع 38 ، ليصير تأييد 93 فقط ومعارضة 24 وامتناع 58 ، وكان ملفتا أن أغلب الدول العربية امتنعت عن التصويت بعدما صوتت مع المشروع الأميركي في المرة السابقة ، بينما بقي لبنان خارج السياق العربي بالغياب مختارا موقفا مماثلا للصومال وجيبوتي والمغرب وموريتانيا بخلاف تصويت السعودية و مصر و الإمارات والكويت وتونس والعراق .
لبنانيا سجلت الحكومة نجاحا بالحصول على إعلان من صندوق النقد الدولي عن التوصل الى اتفاق أكدت مصادر مالية انه  لايزال بمثابة إعلان نوايا ، لأن الإلتزامات المتبادلة لم تتحول الى جدول زمني ، لكن وعد الصندوق بتقديم ثلاثة مليارات دولار بصيغة قرض ميسر ، تمثل موقفا ايجابيا على المستوى الدولي يفتح الباب لتيسير حصول لبنان على قروض معلقة مع البنك الدولي وصناديق استثمارية عربية ودولية ، بينما تبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السياق الدولي والإقليمي الذي تأتي فيه زيارة البابا فرانسيس المتوقعة في حزيران بعد إعلان تأكيد حدوثها ، وهو سياق استبدال أسلوب القطيعة والحصار الى العودة للانخراط في الإستحقاقات اللبنانية ، انطلاقا من التسليم بفشل سياسة الإسقاط ، وفشل محاولات إخضاع حزب الله بالضغط عبر القطيعة والحصار على الدولة ومؤسساتها ، وهذا الانخراط الجديد ليس بعيدا عن محاولة التأثير العربي بالإنتخابات النيابية ، او التأثير الغربي في الاستحقاق الرئاسي المقبل .

2022-04-08 | عدد القراءات 1366