لبنان والإستزلام لأميركا بثوب عربي مزيف
كتب ناصر قنديل
- خلال شهور كانت الأزمة الخليجية عنوانا للسياسة الخارجية اللبنانية ، وكان الجميع يعلم ان المشكلة التي توجت بمنع الرئيس سعد الحريري من الترشح للإنتخابات ، أصلها المعركة التي قررتها السعودية وفرضتها على دول الخليج تحت عنوان حصار لبنان تعبيرا عن الغضب على حزب الله ، فخرجت مواقف حكومية مهينة للبنان والحريات فيه أملا بإسترضاء السعودية والخليج ولكن دون جدوى .
- هل يتعلم المعنيون اليوم من العودة السعودية الى لبنان ان لا قرار القطيعة ولا قرار العودة يتصلان بمواقفهم ومحاولتهم للإسترضاء ، وإلا فهل يفسرون لنا ما الذي تغير منذ إعلان السعودية ان الغضب على لبنان بسبب خطاب حزب الله حول اليمن ؟
- في الأزمة الروسية الأوكرانية اختار لبنان الوقوف طرفا الى جانب الناتو واستعداء روسيا وصوت مع مشروع القرار الأميركي بينما ذهب عرب آخرون إلى الإمتناع ، ولم يكن أحدا يدعو لبنان للتصويت مع روسيا ، ويومها سئلت الحكومة لماذا لم تتغيب عن الجلسة اذا كانت تخشى حتى الإمتناع فقال المسؤولون ان الغياب كالامتناع ، واليوم عندما يغيب لبنان عن جلسة التصويت على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الانسان يكون السؤال لماذا لم يمتنع ؟
- في التصويت غاب لبنان والصومال وجيبوتي وموريتانيا والمغرب ، بينما امتنعت مصر والإمارات والسعودية والسودان والعراق والكويت وتونس واليمن وعمان والأردن والبحرين وقطر فلماذا يشذ لبنان عن الموقف العربي وكل يوم يسمعنا المسؤولون محاضرات عن عروبة لبنان وترجمتها بالوقوف حيث تقف الدول العربية ، فهل يتبع لبنان الصومال ام السعودية وجيبوتي ام مصر ؟
- معيب أن يشعر المسؤلون اللبنانيون بهذه الدرجة من الإذلال في سعيهم لإسترضاء الأميركي بثوب عربي ، وحتى عندما يتجرأ العرب بقوة حسابات المصالح على درجة من التميز ، يخالف لبنان مزاعم الحديث عن العروبة التي تبدو مجرد غطاء لتبيرير الإستزلام للسياسات الأميركية .
2022-04-08 | عدد القراءات 1459