الإرتباك الإسرائيلي أمام النهوض الفلسطيني المتصاعد يفتح الباب لسيف القدس (2)
عودة السفيرين السعودي والكويتي بالتزامن مع اتفاقية الصندوق تسليم بفشل الحصار
شروط القروض ترد الإعتبار لخطة حكومة دياب بوجه الحاكم والمصارف ولجنة المال
كتب المحرر السياسي
نجح الفدائيون الفلسطينيون في إسترداد الضوء لقضيتهم رغم الوهج الكبير المسلط على أوكرانيا ، والقنوات الممولة خليجيا التي تحولت الى اعلام حربي ضد روسيا لم تستطع تجاهل الأولوية الفلسطينية ، ومثلها القنوات العبرية ، فانشغلت المنطقة بحكامها ونخبها وإعلامها ورأيها العام بالمستجدات الفلسطينية المتلاحقة ، التي تظهر إصرارا وعزما لدى الفلسطينيين على توظيف الانشغال الأميركي بالمواجهة مع روسيا والصين والتفاوض مع إيران ، لفرض حضور قضيتهم على جدول أعمال المنطقة ، فيعلنون بالوقائع سقوط صفقة القرن ومسار التطبيع ، ويجبرون كيان الاحتلال على الإعتراف بفشل المعركة بين حربين ، ويضعونه بين مطرقة العمليات المتدحرجة ، وسندان التراجع أو التصعيد ، ولكل منهما سياق ، فالتراجع بإرخاء قبضة التوحش الأمني والأخذ على أيدي المستوطنين ، سيؤدي الى المزيد من تدفق الفدائيين وحضور الإنتفاضة في القدس والضفة والأراضي المحتلة عام 48 ، والسير بالتصعيد سيجعل عنواني حماية جنين من خطر الإقتحام والقدس ومسجدها الأقصى من مخاطر الإنتهاك ، مدخلا لإندلاع مواجهة جديدة مع غزة ومقاومتها التي أعلنت التزامها بالدخول على الخط بصواريخها و معادلات الردع التي فرضتها في سيف القدس (1) ، بفتح الطريق لسيف القدس (2) .
على خلفية الفشل الإسرائيلي ، يبدو لبنان بمقاومته على موعد مع الإستحقاق الإنتخابي ، أمام فرض فشل جديد للرهان الإسرائيلي على تحجيم المقاومة وحلفائها ، عبر الإستثمار على الحصار المالي الذي فرضته واشنطن ، والحصار السياسي والدبلوماسي والاقتصادي الذي فرضته حكومات الخليج ، وبتزامن ملفت جاءت خطوتان متلاحقتان على محوري الحصار لإعلان مرحلة جديدة ، الأولى كانت عودة السفيرين السعودي والكويتي واعلان نهاية الأزمة مع لبنان دون حدوث أي متغير يطال ما وصفه أصحابها بالأسباب يوم أعلنوا الخروج من لبنان وإغلاق أسواق بلادهم أمام بضائعه ، والدعوة لملاحقة مقاومته واسكاتها ، والذي حدث فعليا في ملف اليمن الذي قيل انه محور الأزمة ، هو أن السعودية وحلفائها هم من تراجع وليس قوى المقاومة في لبنان وغير لبنان ، والثانية إعلان صندوق النقد الدولي الموافقة على اعلان اتفاق مع لبنان على قرض مبدئي بقيمة ثلاثة مليارات دولارات ، قيمته بأنه وفقا للشروط المعلنة من دول الخليج يفتح لها الباب لتقديم مساهمات مالية وإقتصادية ، طالما تم توقيع الإتفاق مع الصندوق ، وتسلك اتفاقات الغاز مع مصر والكهرباء مع الأردن طريق التطبيق ، وسواها من الخطوات التي تخفف قبضة الحصار ، وتعلن سقوطه كخيار سياسي كانت له وظيفة جوهرية وهي تأليب الناس على المقاومة وتحميلها مسؤولية الإنهيار ، وتزامن الخطوتين على مسافة اسابيع من الإنتخابات النيابية يقول ان الخشية من فوز ساحق للمقاومة حلفائها بعد فشل الحصار يدفع بالمحور املناوئ للمقاومة للعودة الى الخطة القديمة ، وهي الإحتواء بدلا من الإسقاط ، مع توقعات تدفق المال الإنتخابي محاولة التأثير على مجريات التصويت في دوائر حرجة ، خصوصا مع حجم الضغوط المالية التي يعيشها اللبنانيون .
مصادر دبلوماسية وضعت زيارة البابا فرانسيس تحت عنوان واحد مع الخطوتين ، أي وصول معلومات للفاتيكان عن زوال العقبات التي كانت تحول دون الزيارة الهادفة لخوض غمار البحث عن تسوية سياسية تمهد للإنتخابات الرئاسية القادمة ، والتسوية فرضية تستدعي الحديث عن شريك ، والشريك هو الطرف الذي كان الحصار يراهن على إسقاطه ويسلم اليوم بفشل خطة الإسقاط ، وربما يحتاج لطرف ثالث ليست لديه ثقافة العداء مع المقاومة وحلفائها ، وقادر على لعب دور الوسيط لإنتاج تسوية ، ففتحت الطرق للزيارة وصارت لها جدوى وأمامها فرص .
بالتوازي توقفت مصادر مالية أمام ما نشر في بيان صندوق النقد الدولي حول شروط القروض وأعتبرت انها إنصاف ورد إعتبار ولو متأخر لحكومة الرئيس حسان دياب ، فمضمون الشروط يكاد يكون نسخا لعناوين خطة التعافي التي اقرتها حكومة دياب قبل سنتين وخيضت عليها حرب شعواء قادها ثلاثي حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف ولجنة المال النيابية ، في محاور الدعوة لهيكلة القطاع المصرفي وتحديد وتوزيع الخسائر والكابيتال كونترول وتوحيد سعر الصرف ، مع فارق ما فعلته السنتان من تعميق الأزمة ، ونزيف الودائع لتغيير قيمة الخسائر ، وارتفاع سعر الصرف عشرة أضعاف .
2022-04-09 | عدد القراءات 1335