لماذا على العرب في فرنسا الإقتراع لماكرون ؟ كتب ناصر قنديل

لماذا على العرب في فرنسا الإقتراع لماكرون ؟ 

كتب ناصر قنديل

- يقول أحد الاساتذة العرب في احدى جامعات فرنسا ، أنه خلال عقود يشهد ذات المشهد الإنتخابي ، يمين يهدد بترحيل المهاجرين ويرفع سيف العنصرية ، ووسط او يسار مندمج مع السياسات الأميركية ومتحالف مع إسرائيل ، يبشر بالتسامح والتساكن مع التعدد فيهرع اليه الناخبون العرب ، تحت شعار منع وصول الخطر الداهم .

- يتساءل العربي المخضرم فرنسيا أن ما يصح في حال الجاليات العربية ، ربما يكون مفهوما في حالتها القلقة من ضغوط الحياة الصعبة ومخاطر العنصرية ، لكن ماذا عن مواقف الحكومات العربية المتماهية ، بينما ربما يكون من المفيد التساؤل لكسر المسلمات والبديهيات ، ان اليمين العنصري غالبا ما يكون صاحب مواقف بعيدة عن التضامن  مع اميركا واسرائيل ، وبعض مواقفه يمكن اعتبارها ايجابية من أوضاع عربية عديدة ، لكن أحدا لا يجرؤ على المقارنة ، لأنه بذلك يتجاوز المحرمات فالقضية هي الحجاب واللجوء ، وهي قضايا داخلية من المفهوم أن تهم المقيمين ، لكنها ليست القضايا التي تهم الحكومات الاجنبية أو يحق لها الإهتمام بها ، فلماذا تبنى مواقف الحكومات العربية على اللجوء والحجاب وليس على الموقف من فلسطين ؟

- يقول الأستاذ العربي المخضرم أنه يفهم سبب مواقف الحكومات العربية بخلفية تنفيذها للطلبات الأميركية بدعم مرشحين مدعومين من واشنطن للرئاسة في فرنسا وعدد من العواصم الأوروبية ، واعتبار المال العربي افضل تمويل للحملات الانتخابية ،  لكنه لا يستطيع تفهم انتظار الجاليات حتى يوم ما قبل الانتخابات للبدء بالتفكير وتكرار التجربة ذاتها كل مرة ، بينما الطريق الأمثل يتمثل بتشكيل قيادة للناخبين العرب تفاوض المرشحين على سلة مطالب ، وتمنح تصويتها على أساسها ، ويكون فيها بعض من الحقوق المدنية للعرب المقيمين ، وبعض من القضايا العربية ، واعتدال في كليهما .

- يقول الأستاذ العربي المخضرم فرنسيا لو كانت هذه القيادة موجودة وذهبت للتفاوض الآن مع المرشحين المتنافسين قبل اسبوعين من الجولة الرئاسية الثانية لنالت شروطا جيدة لمنح تصويتها لأحدهما ، أما اليوم فالصوت العربي سيكون  أرخص الأصوات التي سينالها ايمانويل ماكرون ، وقد أهدته إياه ماري لوبان .

2022-04-12 | عدد القراءات 1322