لماذا يجب تصديق الرواية الروسية حول استخدام الكيميائي ؟ كتب ناصر قنديل

لماذا يجب تصديق الرواية الروسية حول استخدام الكيميائي ؟

كتب ناصر قنديل

- قد يبدو الإتهام المتبادل بين موسكو وواشنطن في نوايا استخدام السلاح الكيميائي مجرد تتمة للحرب الإعلامية الدائرة حول المواجهة بينهما في أوكرانيا ، لكن الأميركيين والروس يؤكدون أن إتهاماتهما جدية ، ومن الطبيعي القول ان هذه التأكيدات بإتهام الآخر لا تحسم الإتهام لأي منهما بقدر ما تؤكد نية أحد الطرفين بتأكيد الإتهام تأكيد نيته بالإستخدام ، فمن له مصلحة حقيقية بذلك بينهما ؟

- قد تستفيد روسيا نظريا من دب الذعر من استخدام السلاح الكيميائي في صفوف الأوكرانيين ،والرهان على ذلك بضرب الحالة المعنوية للجيش الأوكراني ومناصريه ، لكن تجربة الروس مع القيادة الأوكرانية تقول بأن درجة تقدير هذه القيادة للمخاطر على شعبها في إتخاذ قراراتها السياسية والتفاوضية معدومة ، وأن حساباتها كلها تنطلق من تلبية الخطة الأميركية في الحرب ، وفي هذه الحالة سيكون لتأثير استخدام السلاح الكيميائي منح الأميركيين منصة ما يريدون فعله من هذا الإستخدام .

- في واشنطن يسعون لتوريط موسكو بفعل ذلك ، وان لم تفعل فيجب تصنيع فعل يمكن نسبته اليهم ، وهذا ليس غريبا على تاريخ الأميركيين ، فالحديث عن حياة المدنيين مجرد استهلاك للكلام كما يقول تاريخهم الحربي ، تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة ، وهذا ما قالوه عن قنابلهم النووية على ناجازاكي وهيروشيما اليابانيتين ، ولا يزالون يقولونه في تبريره ، فموت الآلاف ومئات الآلاف أمر هين أمام تحقيق هدف .

- الهدف الأميركي واضح ، وهو عدا شيطنة روسيا واسقاطها أخلاقيا وإنسانيا ، وتحريك مؤسسات حقوقية وقانونية لملاحقتها بجرائم حرب ، هو هدف سياسي اقتصادي كبير بحجم العس لربح الحرب ، ولذلك يجب أخذ التحذيرات الروسية على محمل الجد ، فقد بدأت تنشر مقالات وتقارير عما يجب على أميركا فعله اذا تم استخدام السلاح الكيميائي ، والجواب يكفي للقول انه كاف لتفعلها اميركا .

- يقول الاميركيون انه اذا حصل وتم استخدام السلاح الكيميائي ، فإن ذلك يجب ان يسقط آخر ذرائع ألمانيا ومن يريد مثلها مواصلة استيراد الغاز والنفط من روسيا ، وأن حجم الضجة التي سيخلفها العمل سيكون كافيا لمحاصرة أي صوت أوروبي يتهرب من القطيعة مع روسيا في مجال الطاقة ، وأن هذا عند حدوثه سيدفع بسعر الروبل إلى الحضيض قبل أن تتمكن موسكو من اتخاذ اجراءات بديلة لبيع النفط والغاز ، وسيرتب تداعيات على النشاط العسكري الروسي حكما ، وعلى التوزان السياسي لنظام الحكم في موسكو ، لكنه بالتوازي سيفتح أبواب أوروبا أمام إمدادات النفط والغاز من مصادر بديلة أهمها الغاز الأمريكي بأسعار مضاعفة ، ما يعني ضخ مئات مليارات الدولارات شهريا في شرايين الإنكماش الإقتصادي الأميركي من جهة ، ويحكم القبضة الأميركية السياسية والاقتصادية على أوروبا من جهة موازية .

- التحضيرات الأميركية لضربة كيميائية يمكن إتهام روسيا بتنفيذها على الطاولة .

2022-04-13 | عدد القراءات 1139