زيارة البابا ليست سياحة ولا رفع عتب
كتب ناصر قنديل
- تحديد موعد زيارة البابا فرانسيس للبنان في حزيران ، أي ما بين الإنتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية ، تعني في السياسة سعي الفاتيكان للدخول على خط توظيف نتائج الإنتخابات النيابية في رسم صورة الإنتخابات الرئاسية .
- تأتي الزيارة في مناخ دولي إقليمي محلي إستثمر على الرهان على تشكيل أغلبية مناوئة للمقاومة قوامها تهشيم حلفاء المقاومة مسيحيا ، ولو كان لهؤلاء فرص الفوز برهانهم لما كانت هناك حاجة للزيارة ، خصوصا ان الكنيسة في لبنان وضعت نفسها جزءا من جبهة المواجهة مع المقاومة ، وسيكون لهذه الجبهة الدولية الإقليمية المحلية فرص التفاوض من موقع القوة على خياراتها الرئاسية ، أما وأن الفشل يبدو نصيبها شبه المحسوم فلا بد من الفاتيكان لاحتواء انقسامات الإنتخابات النيابية مسيحيا وإعادة تأهيل الساحة لمقاربة هادئة للإنتخابات الرئاسية ، وهو ما لن تستطيع بكركي والعواصم الغربية والعربية المتورطة مثلها بالمواجهة ، القيام به .
- لا يغامر الفاتيكان ولا يقامر ، فتحديد موعد الزيارة يعني اكتمال شروطها ، وهي تفويض أميركي أوروبي خليجي بصناعة تسوية وقبول إيران وسورية بتقديم الفاتيكان لمبادرة تسوية ، لا بد ان تقوم على الحوار الفاتيكاني مع حزب الله ، وعلى ضمان عودة النازحين الى سورية ، وعلى تجديد الخطاب التسووي للفاتيكان كنسيا بإبعاد الكنيسة عن سياسة المحاور ، ولعل عودة السفيرين السعودي والكويتي وإعلان الإتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي من ضمن التمهيد الضروري للزيارة .
- زيارة البابا ليست سياحية ولا لرفع العتب ، بل ربما تكون اعلان نهاية مرحلة وبداية مرحلة ، لبنانيا ومسيحيا وكنسيا .
2022-04-19 | عدد القراءات 1373