فلسطين وعبد الباري عطوان
كتب ناصر قنديل
- من زاوية الذاكرة لا يمكن الفصل بين عبد الباري وفلسطين ، ليس لنسبته للجنسية الفلسطينية ، بل لأنه من أكثر الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية على مدى نصف قرن مضى تماهيا مع هذه الهوية ، وإقامة عبد الباري عطوان في بريطانيا لم تنل لحظة واحدة من هذا التماهي ، بل حولت مساحاته المتعددة للحضور مساحات خاصة بفلسطين ، وتمكسه برموزها ، والتزامه بجعلها عنوانا دائما لسعيه وكتاباته واطلالاته ، حتى الذوبان .
- الحملة التي تستهدف عبد الباري عطوان لا تنفصل أيضا عن المحاولة الصهيونية الهادفة لتهميش حضور القضية الفلسطينية المتعاظم في أوساط الرأي العام العالمي والغربي خصوصا ، والبريطاني بالأخص ، والتهديدات التي استهدفت عبد الباري عطوان هي في حقيقتها ، تعبير عن الشعور بالعجز عن تحمل تبعات الحد الأدنى من مساحة التعبير المتاحة في الغرب ، لنشر حقيقة ما يجري في فلسطين وتعريف الرأي العام الغربي على هذه الحقيقة بعيدا عن التشويه الصهيوني المدعوم بحملاته المبرمجة للتزوير من الحكومات الغربية ، لكنها في الحقيقة ايضا إعتراف بحجم نجاح عبد الباري عطوان في الإستثمار المنتج والفعال والذكي لهذه المساحة الضيقة ، وجعلها كوة ضوء يطل منها شعاع نور مقدسي يصعب حجبه ، واعتراف مواز بمصداقية عبد الباري عطوان وما يكتب وما يقول لدى شرائح واسعة في الرأي العام الغربي ، والقدرة على التأثير في خياراته .
- التضامن مع المثقف المشتبك والشخصية الإعلامية والثقافية العربية المؤثرة عبد الباري عطوان ، واجب ومسؤولية ، كفرع من أصل الإلتزام بفلسطين ، وبدرجة إعتبار القضية الفلسطينية قضية الحق الأولى ، يجب ان تحضر قضية التضامن مع عبد الباري عطوان كقضية حرية أولى ، وهم لكل إعلامي ومغرد وناشط ، فكلما شعر الصهاينة بأن حملاتهم ترتد عليهم بالمزيد من العزلة تراجعوا ، وكلما شعر الغرب بأن الاستجابة لهذه التهديدات وتبني مضامينها فضيحة يجب تفادي الوقوع بها ، أقام حساباته بدقة أكثر وتمهل وتردد ، وكلما نجحنا بتوفير الحصانة لرموز لا يسهل تعويض خسارة مكانتها كما هو الحال مع عبد الباري عطوان ، نكون قد أسهمنا بحماية منصات ومنابر مكرسة لفلسطين .
2022-04-22 | عدد القراءات 1539