جلسة الثقة : سقوط بالون إختبار تأجيل الإنتخابات كتب ناصر قنديل

جلسة الثقة : سقوط بالون إختبار تأجيل الإنتخابات 

كتب ناصر قنديل

- ليس خافيا أن الإنتخابات النيابية مفصل سياسي مكاسرة بين محورين يتنافسان على شرعية التمثيل الشعبي ، منذ 17 تشرين أول 2019 ، محور حاول وراثة الغضب الشعبي وتجييره بوجه المقاومة وسلاحها وتحميلهما مسؤولية الإنهيار ، ورفع شعار الإنتخابات المبكرة ، وراهن على خوضها في موعدها لتكون مناسبة تدفع فيها المقاومة من وزن وحجم حلفائها على الأقل ثمنا كبيرا ، يكفي لنقل الأغلبية النيابية من مظلة دعم المقاومة وسلاحها ، الى مظلة الدعوة لنزع السلاح علنا ، والإستعداد لكل أنواع المواجهة مع المقاومة ، بعدما تمت إزاحة الفريق الوسطي في جبهة المواجهة مع المقاومة ، التي كان يمثلها الرئيس سعد الحريري وتياره ، بسبب دعوتهما لسياسة ربط النزاع حول الخلاف ، والسير بالعمل معا في الحكومة وسائر الإستحقاقات الدستورية .

- المحور المناوئ للمقاومة الذي يتصدره رباعي 5 أيار 2008 ، يوم قررت الحكومة التي كان يترأسها الرئيس فؤاد السنيورة ، وقد غادرها الوزراء المؤيدون للمقاومة وحلفاؤهم ، والرباعي هو الرئيس فؤاد السنيورة ولوائحه والقوات اللبنانية ولوائحها وحزب الكتائب وتحالفاته والحزب التقدمي الإشتراكي ، تشكل القوات اللبنانية القوة القيادية فيها نظرا لحجم تمثيلها الأوسع بين حلفائها من جهة ، ولما تمثله من مشروع مسلح لمواجهة المقاومة من جهة ثانية ، ولكون المواجهة مع المقاومة تدور مع حلفائها في الساحة المسيحية وفقا لوصفة جيفري فيلتمان وتتولاها القوات ، لكن إدارة هذه الجبهة معقودة لسفارتي واشنطن والرياض ، حيث حجز المساحات التلفزيونية بالجملة قبل توزيعها بالمفرق على المرشحين المدعومين ، وحيث الإدارة السياسية لتجميع المتناقضات وتدوير زوايا لتركيب التحالفات ، وحيث رسم سقوف السياسات .

- خلال مرحلة التحضير الممتدة عبر سنتين ، كثر الكلام عن إتهام المقاومة بالسعي لتأجيل الإنتخابات ، إنطلاقا من منهج تفكير لدى الجبهة المناوئة الداخلية والخارجية ، تقول ان التحقق من الفشل في الإنتخابات يعني السعي للتأجيل ، وكانت الجبهة المناوئة واثقة من فوزها ومن فشل المقاومة وحلفائها ، ولذلك كانت واثقة من الإتهام ، لكن عندما إنقلبت التوقعات بفعل الوقائع ، وصارت حقيقة فشل الجبهة المناوئة أكيدة ، كان الوقت داهما وحجج التأجيل قليلة ، والإستثمار في أحداث أمنية محدود الأثر ، لأنه سيضع الجيش أمام تحمل مسؤولية الفشل في توفير الأمن الإنتخابي ، وبالتالي إسقاطه معنويا وسياسيا ، وهذا خط أحمر دولي وإقليمي ومحلي ، وبقيت بوابة المجلس النيابي ، وجاء بالون الإختبار الذي مثله طلب القوات طرح الثقة بوزير الخارجية ، فإن كتب للتجربة النجاح ، تم البناء عليها بإبطال الإنتخاب الاغترابي والدعوة للتأجيل لتصحيح الخلل الذي اتهم به الوزير .

- ما قالته جلسة طرح الثقة بوزير الخارجية ، أن حضور خمسة نواب كانت كافية لتوفير نصاب الجلسة ، وفقا لإجتهاد اعتمده المجلس بإحتساب نصاب ال59 نائبا من قبل رئيس المجلس ، الذي سيكون صعبا أن يرفض اعتماده هذه المرة ، وفي اللحظة الأخيرة بدا أن قرار الأميركي والسعودي هو صرف النظر عن هذه المناورة ، وإجهاض هذه اللعبة لما سيترتب عليها من تبعات ، إذا تم الأخذ بخيار تأجيل الإنتخابات كتتمة طبيعية للسير بالمناورة ، فتولى نواب القوات والاشتراكي تعطيل النصاب ، وغاب منهم عن جلسة يفترض أنها جلستهم ، ما كان كافيا لو حضروا لتأمين نصاب ال65 نائبا وليس فقط نصاب ال59 ، فهل يعقل أن السهو تسبب بغياب نائبي القوات ستريدا جعجع وجان حواط ، عن جلسة كان معلوما منذ دعوة القوات الى عقدها أن المعركة فيها على النصاب أولا ؟

2022-04-29 | عدد القراءات 1219