اليمن علامة فارقة كتب ناصر قنديل

اليمن علامة فارقة 

كتب ناصر قنديل 

- في كل يوم من أيام فلسطين يكون اليمن في المقدمة ، وهذا ليس جديدا ، ويتكرر الأمر هذه الأيام مع إحياء يوم القدس ، واليمن هو الدولة العربية الأشد إنشغالا بحرب لم تبق ولم تذر ، وبفقر وحرمان وحصار أصاب البشر والحجر ، وفي معاناة وإنشغال بشؤون فقدان الوقود والكهرباء والماء والطبابة والمؤن ما لا يمكن أن يشبهه حال أي بلد ، ولذلك أن يحضر اليمن ، مجرد الحضور هو مأثرة تسجل لليمنيين ، بأنهم لم يتخلفوا عن الكرب ، ولم يسجلوا غيابا في يوم من أيام فلسطين ، ولم ينسوا إلتزامهم ، ولم تأخذهم عن قضيتهم وعقيدتهم إنشغالاتهم .

- لكن الملفت والمفاجئ دائما هو أن اليمن يكون طليعة الركب ومقدمة الحضور ، فإن حسبت الأماكن التي تحيي أيام فلسطين في كل دولة بما فيها فلسطين ، سيكون عدد اماكن الإحياء ف ياليمن أكثر ، وإن حسبت أعداد المشاركين في الجموع المشاركة لكنت جموع اليمنيين أكثر ، وإن حسبت درجة الحماسة التي تبديها الحناجر وعلامات الوجوه ، لكانت أصوات اليمنيين هي الأعلى .

- عندما يخرج قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي يؤكد أن اليمن سيكون في طليعة الملتزمين بمعادلة محور المقاومة لحماية القدس بالتهديد بحرب إقليمية ، فهو لا يفعل ذلك منفصلا عن شعبه ، ولا يحمله بقوةالتزامه العقائدي ما لا يقبل اليمنيون بحمله ، وحملهم الخاص كبير وكبير جدا وثقيل وثقيل جدا ، بل ان الذي يحدث هو ان السيد عبد الملك الحوثي يعبر بموقفه هذا عن موقف شعبه ويترجم وقفات اليمنيين في الساحات .

- لم يكتف اليمن بأنه كسر ركنين من أركان المعادلة التي جثمت على صدور العالم العربي ، الركن الأول وهو الحقبة السعودية التي تجسدت بالإمساك بالقرار السياسي العربي الرسمي ووضعه في الجيب الأميركي ، فجاء اليمنيون وهشموا هذه المعادلة ، وجعلوا النظام السعودي مشلولا بقوة هزيمته وفشله في اليمن عن القيام بأي دور إقليمي ، والركن الثاني هو الهيمنة الأميركية على المنطقة من بوابة الإمساك بخطوط نقل الطاقة ، والممرات المائية والمضائق البحرية ن فجاء اليمنيون وأسقطوا هذه الهيمنة وصاروا قوة مقررة في أمن الطاقة والمضائق والممرات ، واليوم يأتي اليمنيون ليكملوا الدائرة بالتقدم كقوة أولى في تحمل المسؤولية من أجل فلسطين ومعادلات دعمها وصولا للتحرير .

- تؤكد تجربة اليمن أن القضية أولا وأخيرا في بلادنا العربية وحركة شعوبها ، هي في القيادة وفهمها ، فعندما تتوافر القيادة المدركة للحقائق و الممسكة بزمام المبادرة بشجاعة ، فإن الشعوب لا تتردد ، وحجم المعارك التي يمكن خوضها والفوز بها معا ، من دولة منهكة وضعيفة الموارد وواقعة تحت الحرب الظالمة والحصار الجائر ، كحال اليمن ، رغم أن هذه المعارك تبدو في ظروف مختلفة فوق طاقة مجموعة دول مقتدرة ، بينما هي في الواقع خارج سياق إهتمام وشعور القادة بالمسؤولية .

2022-04-30 | عدد القراءات 1365