كلمة السيد نصرالله مدونة سلوك
كتب ناصر قنديل
- بالرغم من دخول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته على بعض قضايا السجال ، فإن كلمته التقييمية للإنتخابات ، والإستقرائية لما بيعدها ، بما في ذلك ما يوضع في خانة قضايا السجال هي أقرب لمدونة سلوك سياسية وشعبية ونيابية .
- لا للكذب ولا للإفتراء عنوان أول بدا في الظاهر سجاليا ، لكنه جزء من مدونة السلوك ، ويكفي الأمثلة التي أوردها لإثبات مكانة وصحة الدعوة ، من التهمة الباطلة بتأجيل الإنتخابات ، والتهمة الملفقة بالتسبب بالإنهيار ، الى نظرية لا انتخابات منصفة في ظل سلاح المقاومة ، وصولا لنظرية الاحتلال الايراني السخيفة والمضحكة ، هي رسائل لينتبه اللبنانيون ويحاكموا ما يقال لهم بعين المراجعة ، فيتخذوا جانب الحذر تجاه ما يسمعونه في حملات الاشتباك السياسي من أطراف ، يثبت اليوم ان حملاتها كانت مجموعة أكاذيب .
- حجم التمثيل الشعبي والإرادة الشعبية شيئ والحجم النيابي شيئ آخر ، وهو معيار يقوم على ارتضاء المعادلة النيابية والتعامل معها بالأحجام التي افرزتها ، لكن تنبيه من خطورة تحويلها أساسا معاكسا للقواعد العلمية في التعرف على الأحجام الشعبية للأحزاب والكتل وما تطرحه من شعارات ، فحجم التصويت الذي جاء بثمانية نواب في دائرة بيروت الأولى يعادل أقل من حاصل نائبين في دائرة البقاع الثالثة ، بمن فيهم النائبين المسيحيين ، وبهذا المعيار يجب أن يعترف الجميع بأن أكبر تمثيل شعبي بحجم الأصوات يملكه نواب ثنائي حزب الله وحركة أمل ، ، وهو وحده من دون الحلفاء ، يزيد عن حجم التمثيل الشعبي لكل الخصوم مجتمعين ، بمئة ألف صوت على الأقل .
- قدر اللبنانيين هو الشراكة والتعاون ، والتحدي هو في قدرة النواب والكتل النيابية ، طالما ان عقدة نيل الأغلبية قد أزيحت من الطريق ، فلا الساعي اليها نالها ليضع البلد امام خطر المواجهة ، ولا من كانت معه اعاد تجديدها ليقال له احكم وحدك ، وصار طريق اقلاع المؤسسات وقف على توافق وتراضي الأطراف على وضع قضايا الخلاف المستعصية جانيا ، لصالح اولوية مواجهة تحديات داهمة تهدد حياة الناس وتحتاج تعاون الجميع .
- في مخاطبة الناس وتقدير الوفاء ، وفي الحديث عن الحلفاء الذين لم يفوزوا ، كمية اخلاق وقيم ، لكن يبقى الأهم التوقف أمام ظواهر شاذة ، والدعوة لوقفها ، من ازعاج الناس بمسيرات الدراجات في ساعات متأخرة ،وقد انتهت فترات الحاجة للتعبئة ، الى توجه التظاهرات نحو احياء تتسبب فيها باستفزازات ، الى الهتاف الذي لم يعد مقبولا لفجاجته الطائفية "شيعة شيعة" ، وهو يضعف مكانة الهوية والانتماء ويسيئ اليهما كما يستفز الآخرين ، وانتهاء باطلاق الرصاص او الصمت عن اطلاقه بذريعة الاحتفال بنصر او فوز .
- مرة أخرى يتقدم السيد نصرالله كقائد مسؤول ، ومرجع حكيم ، ومصدر تأثير اخلاقي على السياسة والناس ، وهو ينتج مدونة سلوك لمرحلة ما بعد الانتخابات .
2022-05-19 | عدد القراءات 1384