بري يرحب بالبدء بإلغاء الطائفية من رئاسة مجلس النواب…ورئاسة الحكومة بين سلام والبزري
نصرالله للانفتاح على سورية في ملف النازحين …وتسريع استخراج النفط والغاز
خلافات رئاسية حول خطة ميقاتي للتعافي المالي وتلزيم الكهرباء ومصرف لبنان
كتب المحرر السياسي
لا يزال المجلس النيابي الجديد تائها في طريق بلورة مشهد يطمئن اللبنانيين الى ان الإنتخابات النيابية ستشكل خارطة طريق لانتقالهم من الأسوأ إلى الأفضل ، فالكتل الكبرى منقسمة حول الخيارات والأولويات والرئاسات ، والنواب الجدد مرتبكون في ايضاح خياراتهم ، وعالقون بالشعارات الفضفاضة ، ويوما بعد يوم تضيق المهلة لحسم الخيارات ، التي يشكل استحقاق انتخاب رئيس لمجلس النواب أولها ، حيث الحفاظ على التوازنات والأعراف الطائفية بإعتبار الموقع من نصيب نواب الطائفة الشيعية ، يستدعي التسليم بحقيقتين ، الأولى أن هناك اجماع من نواب الطائفة الشيعية وراء ترشيح وحيد هو للرئيس نبيه بري ، والثانية ان معايير واعراف العلاقات بين الطوائف تقتضي احترام مشيئة اجماع نواب اي طائفة عندما يتحقق في شأن مشابه ، وهذا يستدعي ان يتراجع الذين تحدثوا بنبرة عالية عن رفضهم انتخاب الرئيس بري عن مواقفهم ، أما اذا كان المطروح التعامل مع منصب رئيس المجلس من خارج معايير واعراف اللعبة الطائفية ، فهذا يعني المضي بسلوك طريق آخر غير رفض التصويت تحت شعار احترام الهوية الطائفية للمنصب ، لأن لمثل هذا الاحترام مترتبات تستدعي قبول الاجماع القائم بين نواب الطائفة وارتضائه ، والا فالذهاب لترشيح نائب من غير نواب الطائفة الشيعية ، كتعبير عن المسار الديمقراطي غير المقيد بالأعراف الطائفية ، وهذا ما قال الرئيس بري في رد له أمس على سؤال تحت هذا العنوان ، أنه يرحب بأن يبدأ إلغاء الطائفية من إنتخابات رئاسة مجلس النواب ، وبإنتظار اتضاح صورة مواقف كل من كتلة اللقاء الديمقراطي ونواب مستقلون من خارج لوائح التغيير ، ونواب التغيير ، يبدو أن هوية من يسشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب لا تزال غامضة هي الأخرى ، بينما قالت مصادر نيابية أن الترشيحات لرئاسة الحكومة صارت قيد التداول ، وقد سيطرت على نقاشات نواب التغيير الذين انقسموا بين من يدعو لتسمية السفير السابق نواف سلام بإعتباره المرشح الذي يمكن التلاقي حوله مع كتل مثل القوات اللبنانية والكتائب ، ويمكن ضمان الدعم الغربي والخليجي لتسميته ، وبالمقابل هناك من طرح اسم الدكتور عبد الرحمن البزري ، على قاعدة حكومة تكنوقراط تمثل المرحلة الجديدة برئيس ينتمي لقوى التغيير ، قادر على الحصول على الغالبية النيابية لتشكيل حكومة ، وفيما اتهم مناصرو تسمية سلام الذي يطرحون اسم البزري بانهم حلفاء تحت الطاولة لحزب الله ، اتهم هؤلاء الذين يرشحون سلام بأنهم دمى تحركها السفارات والقوات اللبنانية .
في المواقف من الحكومة ومهامها وخطة الإنقاذ ، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "الانتخابات النيابية انتهت وعلى الجميع ان يبادر الى العمل وهناك استحقاقات مهمة وتحديات كبيرة وخطيرة جدا، تحديات داهمة كالخبز والكهرباء والبنزين والدواء والدولار "، وتابع "ايها اللبنانيون ايها النواب ايها القادة السياسيون لا نمتلك ترف الوقت ونحن امام تحديات داهمة وصادمة وخطيرة، داعياً للانفتاح شرقا وغربا وعدم الخضوع لغضب الولايات المتحدة الاميركية لمنع التداعي والانفجار في البلد"، كما ودعا السيد نصرالله لاعادة تطبيع العلاقات مع سوريا بأسرع وقت ممكن لمعالجة أزمة النازحين، مطالباً بالعمل بكل جدية فيما خص استخراج النفط والغاز لا سيما في البلوكات الجنوبية.
على الصعيد الحكومة ، كشفت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة قبل تحول الحكومة الى تصريف الأعمال مع نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي وبدء ولاية المجلس المنتخب ، عن وجود خلافات رئاسية ظهرت في الطريقة التي تم طرح خطة التعافي المالي من خلالها ، وسط تحفظات لوزراء ثنائي حركة أمل وحزب الله ، بإستثناء وزير المالية ، بينما تم سحب ملف الكهرباء عن جدول الأعمال من قبل وزير الطاقة ، بصورة اوحى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن السبب هو موقف رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ، متحدثا بإسهاب عن عروض لشركتي جنرال الكتريك وسيمنز ، مضيفا انه لن يكون شاهد زور ، بينما قالت مصادر وزارية ان سببا اضافيا للخلاف الرئاسي يتصل بالموقف من بقاء او اقالة حاكم مصرف لبنان ، يشكل خلفية حاضرة في الانقسام حول الخطة المالية وخطة الكهرباء .
2022-05-21 | عدد القراءات 1409