من حق اللبنانيين اعلان الكتل عن خططها للإنقاذ
كتب ناصر قنديل
- في بلد كلبنان غارق في قعر الإنهيار ، وشعبه أمام كوارث حياتية يومية متمادية ، تأتي الإنتخابات النيابية لتعيد تشكيل المؤسسة الدستورية الأم التي تنبثق منها سائر السلطات المعنية بمعالجة الأزمات ، ينتظر اللبنانيون سماع مشاريع وخطط للإنقاذ ، وليس مجرد شعارات وهتافات تصلح للمظاهرات ، فالناس لها الحق بأن تسمع ممن منحتهم هذه المسؤولية ، أن يقدموا لها تصورا يعبر عن تحمل المسؤولية ، والخطة هنا ليست مجرد مقترحات للحلول لا تملك أدوات التنفيذ ، ولا الأغلبيات اللازمة لفرض السير بها ، بل هي التصور الواقعي القابل للتطبيق والتحول الى قوانين وبرامج للحكومة الجديدة ، التي يفترض بكل طرف ان يقدم تصوره لها ، باعتبارها المهمة الأولى لوضع الحلول قيد التطبيق .
- حتى الآن أعلن كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رؤاهم ، فتلاقى الأول والثاني عند عنوانين ، تسريع استخراج ثروات النفط والغاز ، وتسريع إقرار قانون انتخاب جديد خارج القيد الطائفي ، وقال الثالث أن الأولوية لحسم مصير سلاح المقاومة مبشرا بقرب اعلان تشكيل الاغلبية النيابية لتشكيل حكومة تتولى المهمة .
- سائر الكتل والنواب اما صامتون أو يعيدون تكرار خطاباتهم الانتخابية ، بينما عليهم أن يقدموا تصورا ثالثا للحل أو تبني أحد التصورين ، وهنا تبدو اللوائح التي حملت نواب يحملون عنوان التغيير الأكثر مسؤولية ، أولا لأنهم قالوا أنهم يملكون الحل الذي لا تقدر عليه القوى التي سبقتهم في السلطة وشكلت الطبقة السياسية التي صاروا جزءا منها ، وقد صاروا نوابا على أساس هذا الوعد الذي ينتظر خطة تنفيذ ، وثانيا لأنهم معنيون بوعد جعجع بتشكيل أغلبية ناداهم للإنضمام إليها وشعاراتها ، وثالثا لأن الناس لا تريد أن تسمع كلاما انشائيا عن إسقاط المنظومة بعد الآن ، فان كانوا بقصدون بالمنظومة كتلا نيابية ، فطريق الاسقاط هو الانتخابات التي لن تتم قبل أربع سنوات ، فهل تقوم خطتهم على الانتظار حتى ذلك الحين ، وان كانوا يقصدون موظفين كبار كحاكم مصرف لبنان ، فالطريق هو حكومة يكون هذا أحد بنود وشروط تشكيلها ، فلم لا يصارحون اللبنانيين بخطتهم ، أم أن بعضهم يتهرب من قول لا لجعجع ، وبعضهم يتهرب من قول نعم ؟
2022-05-21 | عدد القراءات 1292