كل عام و انتم بالف خير
يودع العالم اليوم عاما و يستقبل عاما جديدا ..عامٌ مضى بكل احداثه و عامٌ قادم بكل مفاجئاته ..
تودع سوريا عام 2014 الذي و ان حمل الكثيلر من الدماء و الشهداء التي سقطتت ضحية سياسات و مسارح حروب و صفقات , الا انه لا شك عام انجازات الجيش السوري بامتياز و يمكن القول فيه عام قلب المعادلة العسكرية و قلب استراتيجيات المنطقة المرسومة منذ اربع سنوات لسوريا و اهلها فالعام 2014 على قساوته ليس سوى تمهيدا و مقدمة لعام 2015 عام "الطاولة السورية" طاولة الحل السياسي المرتقب باستدراج الميزان العسكري .
عام "الطاولة السورية" المقبل 2015 يحمل الكثير من السياسة ليس على سوريا وحدها انما على الشرق الاوسط و العالم فلبنان مثلا الذي ودع 2014 دون رئيس للجمهورية يشهد حوارات جدية بين اقطابه اشهرها حوارات حزب الله و تيار المستقبل التي ربما تشبه في بداياتها الدعوة الروسية لحوار بين الفرقاء السوريين كافة من دون شروط او ابعدا سوى تنفيس الاحتقان الداخلي الذي يمهد الطريق اكثر نحو مفاوضات جدية لحل سياسي لسوريا و لنقاشات و مبادرات حقيقية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية .
و على امل ان لا تكون اجواء الحوارات و اللقاءات تلك مجرد تهدئة على اهميتها في البلدين فان فلسطين ودعت العام 2014 بمحاولات انجاز ة ان فشل في اروقة الامم المتحدة للتصويت على مشروع قرار يعترف بها و بانجاز حقيقي بعد انتزاعها من السويد صفة دولة فلسطينية رسميا و ما اضفى جراء هذا الاعتراف من امال اكثر للاعتراف دول الغرب بحقها في الوجود .
العراق من جهته يودع عام 2014 و يستقبل عام 2015 على وقع انجازات الجيش العراقي و تقدمه و تضييق الخناق على الجماعات الارهابية المسلحة و هو العصي دائما على التفكيك و التطييف منذ الحرب الاميريكية عليه فكم مرة حاول الغرب استهدافه ليكون مقدمة لحرب طائفية حقيقية تمتد في المنطقة الا ان العراق اثبت في كل مرة انه عصي على الاستجابة .
ايران المزهوة بنصر ديبلوماسيتها على الغرب بعد عقد من الزمن تعرف جيدا ماذا يعني اللقاء مع الاميريكي و تعرف جيدا ان الاحتفال بانتصار استراتيجيتها بدأ منذ اللحظة الاولى التي بدأ الاميريكي فيها يتحين الفرص لملاقاتها تارة عبر اتصال هاتفي بحجة اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة و تارة برسائل ترسل من اوباما الى خامنئي و اخيرا اجتماعها مع دول الخمس زائد واحدا اي الغرب لوضع اخر اللمسات للاتفاق على برنامجها النووي ..تعرف ايران معنى ان تختتم عاما تتوج فيه دول عظمى في الشرق الاوسط يمتد نفوذها من جنوب لبنان وصولا الى حدود اليمن ..
بسمة ايران الواضحة تنعكس جحيما على الكيان الاسرائيلي المحتل فاجمل ما بالامر ان عام 2014 ترك اسرائيل بحالة ضياع و تخبط و هي تستقبل عام 2015 بقلق لامس وجودها لاول مرة فقد اختتمت العام بالتقرير السنوي لمراقب الدولة في إسرائيل، الذي اكد أن كفاءة الجيش الاسرائيلي وجاهزيته تراجعت في السنوات الأخيرة، و انه لم يعد كما كان عليه في السابق، ولم يعد جاهزاً لخوض الحروب لتضيف هارتس في اخطر ما يمكن ان يصرح عنه أن الجيش الإسرائيلي لم يعد "جيشاً للشعب"، بل بات جيشاً مهنياً على أساس التطوع للخدمة مقابل أجور وأموال. و هذا الواقع مغاير تماماً لما طمح إليه التصميم الأساسي للجيش على أيدي رئيس وزراء إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون " .
عام مضى بمتاعبه و عمل كثير تحمله السنة القادمة .. و شعوب الشرق الاوسط بالانتظار ..
2014-12-31 | عدد القراءات 2756