محاولة لجمع أكثرية لترشيح سلام لرئاسة الحكومة بعد فشل جعجع في تجميع الأغلبية
التنمية والتحرير ترشح بري لرئاسة المجلس …وجنبلاط يدعم بري وسلام
الراعي يحاكي "أكثرية جعجع "...وقاسم : 77 نائبا يؤيدون المقاومة
كتب المحرر السياسي
تكشف التصريحات والمواقف الصادرة عن الكتل النيابية والنواب المستقلين المنتخبين ، سواء ضمن لوائح جمعتها مصالح إنتخابية بعيدا عن الخيار السياسي ، أو ضمن لوائح اتخذت عنوان التغيير ، فشل محاولة تحويل استحقاق انتخابات رئاسة مجلس النواب الى مناسبة لتطهير أكثرية نيابية "إستقتل" جعجع للقول انها في الصف المعادي للمقاومة ، فقد صار واضحا أن انتخابات رئيس المجلس النيابي ، بعد ترشيح كتلة التنمية والتحرير للرئيس نبيه بري للمنصب بدعم من كتلة الوفاء للمقاومة ، ستشهد تصدع الجبهة التي راهن جعجع على حشدها في مواجهة المقاومة ، في ظل موقف النائب السابق وليد جنبلاط وكتلة اللقاء الديمقراطي التي ردت بلسان النائب بلال عبدالله على عدوة جعجع تشكيل كتلة موحدة ، ودعا لمقاربة انتخاب رئيس المجلس بطريقة توحي بين سطورها الى اتجاه كتلة اللقاء الديمقراطي للتصويت لصالح بري ، من جهة ، وتكشف عدم صواب اعتماد الاستحقاق معيارا للاصطفاف حول الموقف من المقاومة ، في ظل موقف كتلة التيار الوطني الحر المؤيدة للمقاومة والتي أعلنت عدم نيتها التصويت لصالح بري لاعتبارات تمتد إلى تاريخ العلاقة المأزومة بين الطرفين والتي تجدد السجال حولها مؤخرا ، من جهة أخرى ، وقد ظهرت مؤشرات من جهة ثالثة على أن مجمموع الأصوات التي ستنتخب الرئيس بري يزيد عن 60 نائبا من دون نواب التيار الوطني الحر ، ما لم يطرأ أي تبدل على تموضعها لجهة ترك الحرية للنواب ، كما تقول بعض التقديرات غير المؤكدة .
فشل مشروع جعجع للحديث عن الأغلبية ومحاولة تشكيلها بوجه المقاومة ، لاقى الدعم من مصدرين ، الأول هو موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تحدث عن الإنتخابات بلغة جعجع نفسها ، محملا من وصفهم بالمتضررين من ننتائج الإنتخابات مسؤولية التأزم الإجتماعي والمالي ، علما انه أول من اعتبر حاكم مصرف لبنان خطا أحمر ، وهو الذي يمسك بسعر الصرف ، والمصدر الثاني هو محاولة واشنطن والرياض لطرح اسم السفير السابق نواف سلام كمرشح لرئاسة الحكومة ، أملا بحشد تأييد نواب مسيحي قوى 14 آذار والى جانبهم نواب اللقاء الديمقراطي والنواب المستقلين ، وخصوصا النواب التغييريين ، وفي هذا السياق تقول مصادر نيابية أن احتمال تأييد جنبلاط لتسمية نواف سلام كبيرة ، بذات قوة توجهه للتصويت في رئاسة المجلس النيابي لصالح الرئيس بري ، بما يضمن تأكيد الخصوصية الجنبلاطية ، بينما نجحت محاولات حشد عدد لابأس به من نواب التغيير ، لكن بقي ثلاثة منهم إضافة للنائبين عبد الرحمن البزري وأسامة سعد يتحفظون على التسمية ويتساءلون لماذا لا ترشح قوى التغيير لرئاسة الحكومة أحد نوابها ، خصوصا أن الاستحقاق يأتي في أعقاب انتخابات نيابية ، ومن الطبيعي ان يكون المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة من صفوف النواب ، ما يستبعد اسمي الرئيس نجيب ميقاتي والسفير نواف سلام ، هذا إضافة لتموضع عدد من النواب المستقلين بوضوح خارج الخطاب المعادي للمقاومة وسط الحديث عن نية لتشكيل كتلة وفاق وطني تحت رعاية النائب السابق سليمان فرنجية تضم النواب طوني فرنجية ووليم طوق وفريد الخازن وميشال المر ونواب حزب الطاشناق الثلاثة ، والنائبين الشماليين المستقلين سجيع عطية وفراس سلوم ، وهذا يعني تموضع خمسة نواب منتخبين مستقلين خارج نداء جعجع وادعائه بوجود أغلبية تحت ابطه .
في موضوع الأغلبية اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنه "إذا صنفنا المجلس النيابي على أساس من هم مع مقاومة إسرائيل نجد أن 77 نائبا يؤيدون هذا الخيار"، مشيرا الى انه "لدينا علاقات مع النواب المعتدلين ممن المستقلين ومن المجموعات والمنظمات الشعبية غير المرتبطة بالسفارات" ، وشدد قاسم على ان "اذا كان هناك من يعتقد انه قلب الطاولة على حزب الله في المجلس النيابي فهو مخطئ"، معتبرا ان "حزب الله لا يريد الاكثرية النيابية ولا نعمل على ان يكون لنا أكثرية"، لافتا الى "اننا في العلاقة مع الحلفاء لم نقصر وكنا دائما متعاونين" ، وتمنى قاسم على الافرقاء المختلفين ان يضعوا امامهم فكرة عدم التعطيل وليختاروا من يريدون لرئاسة مجلس النواب، مشيرا الى ان "حزب الله يؤيد ترشيح كتلة التنمية والتحرير لرئيس مجلس النواب نبيه بري".
2022-05-23 | عدد القراءات 1261