ثلاثة حروب عالمية بالتتابع
كتب ناصر قنديل
- تبدو الحرب في أوكرانيا مجرد مرجل يغلي لتظهير الحروب الخفية إلى العلن ، والطبخة الروسية على نار هادئة خطط لها لتكون حربا طويلة ، يتم خلالها بعد اكمال تحرير شرق أوكرانيا وترسيمه دستوريا في دول جديدة ، اسوة بما حصل مع يوغوسلافيا في الحرب الأميركية الأوروبية التي فككتها قبل ثلاثة عقود ، يكون الجيش الأوكراني قد خرج من الميدان بفقدان القوة المحورية فيه ، التي دمر نصفها في ماريوبول وينتظر نصفها الثاني نهاية معارك دونباس ، فيما اقفلت طرق الإمداد واحرقت خزانات الوقود ، وبالتوازي احتوت روسيا العقوبات وصدمة الانهيار المبرمج تحت وطأتها وصار سعر صرف الروبل مرآة القوة الروسية ، بينما تدخل أوروبا كل يوم مزيدا من الأزمات تحت وطأة ضغوط موارد الطاقة والغذاء .
- مع بدء الحرب في أوكرانيا التقط الفلسطينيون اللحظة وخرجوا إلى الميدان ورسموا خطهم البياني الصاعد ، فبادر محور المقاومة إلى ملاقاتهم ، وها هي إيران قلعة المحور وعمقه الاستراتيجي تستقبل الرئيس السوري والحدث المنتظر كبير ، وقادة المحور يستعدون لحرب قادمة ، سواء في سياق الرد على انتهاك حرمة القدس ، أو في غارة على سورية ، أو عمل مخابراتي يستهدف ايران او حزب الله ، وصولا لقرار فك الحصار عن غزة ، وليس خافيا ان التسخين يتسارع ، وأن منع حدوث الحرب ينتظر معجزة .
- قبل ان تندلع الحرب الثانية ، بدأت المناخات تتهيأ نحو الحرب الثالثة ، فما يجري بين الصين وتايوان ، يبدو سائرا بسرعة نحو الحرب ، وواشنطن على الخط ، والكيانات الثلاثة التي تحولت الى كيانات حاجز لإشغال واستنزاف مقدرات القوى الثلاثة الصاعدة بوجه الهيمنة الأميركية ، روسيا وايران والصين ، ولن يكون مستقبل أوكرانيا وتايوان وكيان الاحتلال سوى الزوال عن الخارطة ككيانات ، حتى يتحقق الاستقرار ، ويولد نظام عالمي جديد .
2022-05-25 | عدد القراءات 1807