الخميني مشروع متكامل
كتب ناصر قنديل
- كلما مرت سنوات إضافية من عمر بناء الجمهورية الإسلامية في إيران يزداد الإعجاب بها و بإنجازاتها من الأصدقاء ، وتزداد الحيرة ويزداد القلق من قبل أعدائها ، بعدما تشارك الأصدقاء والأعداء بالذهول تجاه إنجاز الثورة على أيدي الإمام الخميني بإمكانات متواضعة مستندا على الشعب الأعزل دون سلاح في إسقاط نظام شديد القوة والقدرة .
- صمدت جمهورية الخميني بوجه أعتى الحروب وكل أنواع الحصار ومحاولات والتركيع والتجويع ، ومضت في ظل كل التحديات تحقق الأهداف المتتالية ، فكانت ظهيرا للمقاومة التي انطلقت في لبنان وفلسطين ، ونجحت معها في زعزعة أركان كيان الإحتلال ونقله من مرحلة إلى مرحلة ، وصار شعار اليوم إيران وغدا فلسطين شعارا واقعيا يقترب من أن يبصر النور بإسقاط الكيان كما اسقط نظام الشاه ، بعدما بدأ قادة الكيان أنفسهم يتحدثون عن أزمة وجودية تهدد بقاء الكيان ، بعدما كان توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين الكيان ونظام السادات في مصر في ذات زمن انتصار الثورة في إيران ، اعلان دخول المنطقة العصر الإسرائيلي ، فإذا به يدخل عصر المقاومة .
- نجحت ثورة الإمام ودولته الفتية بإطلاق مناخ إقليمي سرعان ما تحول الى مناخ دولي ، عكس الإتجاه الذي فرضته واشنطن مع إسقاط جدار برلين وانهيار الإتحاد السوفياتي وإعلان دخول العالم الى العصر الأميركي ، فشكل صمود إيران وصعود المقاومة عناصر التهديد التي تكفلت بإفشال حرب أميركا على كل من افغانستان والعراق ، وتاليا على سورية ، وصولا للنهوض الروسي من البوابة السورية ، ومضت الصين قدما في الاستثمار على المناخ الجديد بمزيد من خطوات إثبات الحضور والدور ، وبدلا من أن يدخل العالم في العصر الأميركي يعترف الأميركيون بأنه يدخل عصر نهوض آسيا مع الثلاثية الإيرانية الروسية الصينية .
- على الصعيد العلمي تقدمت جمهورية الإمام على كل الصعد وكان الملف النووي أحد عناوين هذا التقدم وربما ليس أبرزها ، فشهدت الإبتكارات العلمية ومجالات علوم الطب والذرة والفلك على جيل من العملاء الإيرانيين يضعون بلدهم في مصاف البلدان المتقدمة ، و يتصدرون الصفوف الأولى .
- على الصعيد الإقتصادي تحول الحصار الى فرصة في جمهورية الخميني ، فنهضت القوى الحية في الجمهورية لتحقيق نسبا جديدة تلو الأخرى من الإكتفاء الذاتي في مجالات الصناعة والزراعة ، وشهد تصدير الكهرباء والمشتقات النفطية والطحين على حجم الإنجاز الإيراني .
- على الصعيد العسكري بنت جمهورية الإمام جيشا قادرا و أنشأت حرسا ثوريا قويا ، وطورت انواعا من السلاح النوعي ، وصارت في مجالات الفضاء والصواريخ ، قوة يحسب لها الحساب بين كبار الكبار .
- في السياسة الخارجية حضور إيراني بارز واعتراف دولي بتفوق تفاوضي يسجله الإيرانيون على أعرق دبلوماسيات العالم الغربي ، ولغة وخطاب قادران على التمايز والبقاء تحت سقف القانون الدولي .
- في البناء السياسي نجحت الثورة في بناء جمهورية جمعت بين عناصر الاستقرار والتنافس السياسي الداخلي ، وتداول سلمي للسلطة ، ومساحة للحريات الإعلامية والسياسية ، مع التمسك بثوابت شكلت سقفا للإجماع الداخلي مع مرجعية الإمام .
- ترك الخميني وصيته مشروعا متكاملا قبل أن يرحل ، وأودع الوصية خليفة وفيا أخلص في التنفيذ و ابتكر وطور ، ورفع مستوى الحضور ، هو الإمام الخامنئي ، فجاءت ذكرى رحيل الإمام الخميني مناسبة لتحية عظيم الإنجاز .
2022-06-04 | عدد القراءات 1358