موقف نواب التغيير فرصة لإقرار قانون مراد
كتب ناصر قنديل
- من غير الجائز عدم الإنتباه لإجماع نواب التغيير على المطالبة بالخط 29 لترسيم الحدود البحرية ، ومن غير المنطقي قايس هذا الموقف على خلفية الخلافات معهم على عناوين أخرى منها دور المقاومة وسلاحها ، ومن غير المقبول تصنيف هذا الموقف في إطار المزايدة ، لأن الضغط لإعتماد هذا الخط لا ينسجم مع ما يريده الأميركيون من جهة ، ولأن لبنان يحتاج البحث عن المشتركات والتوافقات من جهة مقابلة .
- الإستناد الى موقف النواب من الخط 29 يبقى إعلاميا وبلا مردود سياسي ما لم يتم توظيفه في موقف نيابي ، على شكل توصية نيابية للحكومة بإعتماد الخط 29 كحد أدنى ، والذهاب الى اقرار اقتراح القانون الذي قدمه النائب حسن مراد بتضمين خرائط الخط 29 ضمن مواد القانون الخاص بترسيم الحدود البحرية ، بديلا من الفقرة التي تركت للحكومة انجاز الخرائط واعتمادها .
- من المفهوم عندما كان الأميركي يبدي حماسة للتوصل لحل تفاوضي ان يحكم العقل الرسمي البحث عن حل معقول يشكل اساسا صالحا لحل تفاوضي ، لتفادي مسار معقد وطويل يفترضه اي صراع ، وفي هذا السياق كان مفهوما تبني المؤسسة الرسمية للخط 23 ، واعتبار الخط 29 تفاوضيا ، لكن دون اعلان ذلك ، اما وان الأميركي قد تغير فمن غير المقبول تحويل الخط 23 الى عقيدة ، وتصوير كل مطالبة باعتماد الخط 29 تخريبا لتفاوض لم يعد قائما وليس هناك من يسعى لإنجاحه ، وقد باتت الأولوية الأميركية تسريع انتاج الغاز في الحضن الإسرائيلي ، واللعب بالموقف اللبناني تفاوضيا لشراء الوقت.
- موقف الرئيس نبيه بري الذي كان عراب الخط 23 بالدعوة لاعتماد الحكومة للخط 29 في ظل تعثر المفاوضات وتحولها منصة لإضاعة الوقت الذي يستثمره الإسرائيلي لفرض أمر واقع ، يصلح ليكون أساسا للإجماع اللبناني المفقود ، وهنا قيمة موقف نواب التغيير في تشكيل جزء من هذا الإجماع .
2022-06-07 | عدد القراءات 1194