دلالات التصعيد الأميركي الإسرائيلي
كتب ناصر قنديل
- لم يتغير الوضع الأميركي الإسرائيلي إلى الأفضل لجهة القدرة على التفكير بشن الحروب ، كي تكون مشاهد التصعيد التي نشهدها ، من التعامل الأميركي في ملف التفاوض النووي مع إيران ، وملاحقة واشنطن لثروات إيران وشركاتها ، من حجز النفط في اليونان إلى حجز الطائرة في الأرجنتين ، الى التصعيد التركي والإسرائيلي غير المسبوقين في سورية ، الى اللغة العالية السقوف عسكريا من جانب المسؤولين الإسرائيليين تجاه إيران خصوصا ، بالتزامن مع الحديث عن حلف دفاعي خليجي إسرائيلي في مجالات الحركة المضادة للصواريخ بصورة خاصة ، فما الذي تغير ؟
- ما يجري بعد حرب أوكرانيا لجهة تراجع القدرة الأميركية على التعامل مع ملفات المنطقة بذات مكانة الأولوية ، يستدعي أن نشهد تراجعا في لغة التحدي والتصعيد ، وفي الحقيقة شهدنا ذلك في الشهور الأولى لهذه الحرب ، لكن في الحقيقة أيضا فإن الفشل الأميركي والغربي المزدوج في حرب أوكرانيا ، سواء لجهة تحويلها إلى مصدر استنزاف عسكري لروسيا يمنعها من تحقيق إنجازات ميدانية متدحرجة ، عبر الرهان على صمود الجيش الأوكراني من بوابتي التمويل والتسليح ، أو لجهة تحويل العقوبات إلى مصدر انهيار دراماتيكي لركائز الاقتصاد الروسي من بوابة النظام المصرفي وسعر صرف الروبل ، خلق تحديات جديدة أمام السياسة الأميركية ، أبرزها خطر تحول روسيا الى قطب جديد فاعل في السياسة الدولية من جهة ، وتداعيات أزمة الطاقة التي نجمت عن المعاناة الأوروبية تحت وطأة الارتهان للغاز الروسي من جهة أخرى ، وظهرت دول الخليج مجددا ، والسعودية في طليعتها ، كعلامة بارزة لهذه التحديات .
- بدأت دول الخليج ، والسعودية خصوصا ، تتصرف على قاعدة البحث عن تموضع خاص تحسبا للمتغيرات القادمة ، فلم تستجب لطلبات المشاركة في العقوبات على روسيا ، وسارعت لتثبيت وتجديد الهدنة في اليمن ، ومضت قدما في الانفتاح التفاوضي على إيران ، التي كانت واشنطن تمضي قدما نحو التفاهم معها ، طلبا لتسريع عودتها الى سوق النفط والغاز ، بينما سارعت دول الخليج الأخرى للانفتاح على سورية ، من خارج السياق الأميركي ، كبوليصة تأمين للمرحلة الجديدة دوليا وإقليميا ، فجاءت الحملة الأميركية الإسرائيلية التركية الجديدة لتقول دول الخليج ، عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن ، الهادفة لتأمين ضخ المزيد من النفط الخليجي في الأسواق ، وترتيب العلاقات الخليجية الإسرائيلية ، لتقول لدول الخليج أن أمريكا وحلفائها لا زالوا الأقوى في المنطقة ، وأن لا مبرر للهرولة نحو الخصوم ، فهل تشكل ردود إيران وسورية وقوى المقاومة عوامل تعطيل لهذه المناورة ؟
2022-06-14 | عدد القراءات 1313