حرية أسانج : حرية الإعلام
كتب ناصر قنديل
- بمقدار ما تشكل حرية الإعلام ، تعبيرا عن حرية تدفق المعلومات بمعناها الحقيقي ، وليس بالنسخة الممسوخة التي تختزل بحرية التعبير والنشر المسيطر عليها ، من خلال سطوة المال الممسوك المالك لوسائل الإعلام الواسعة الانتشار ، وسيطرة أجهزة المخابرات الغربية على المنصات التقنية لانتشار المعلومات ، سواء الأقمار الصناعية للبث الفضائي أو لوسائل التواصل الاجتماعي المبسترة كما الحليب المنزوع الدسم ، فإن وكالة ويكيليكس التي أسسها الإعلامي الحر جوليان أسانج ، مثلت بصورة فريدة المصدر الرئيسي لتدفق معلومات ذات قيمة استثنائية كان يستحيل الحصول عليها ، وترجمت بصورة إبداعية مفهوم حق الناس في الإطلاع ، و مفهوم الشفافية ، والحق في الوصول للمعلومات ، بحيث لم يجرؤ أحد على تكذيب أي معلومات نقلتها ويكيليكس ، وساهمت هذه المعلومات بصورة مذهلة في تكوين وعي شرائح واسعة على مساحة العالم حول ما حقيقة كواليس الدبلوماسية الأميركية ودورها ، وتسنى لشعوب العالم ان تعرف الكثير من خفايا مواقف ساستها وقادتها ومساءلتهم حولها .
- الحملة التي نظمتها الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ ظهور ويكيليكس أسانج على المسرح الإعلامي ، لم تهدف لتكذيب ما نشره أسانج ، وما كشفت عنه ويكيليكس ، بل تركزت على اعتقاله ومحاكمته بتهمة تعريض الأمن القومي الأميركي للخطر ، وبذلت واشنطن مالا ووظفت علاقات ونظمت عمليات مخابراتية لضمان اعتقال أسانج وكتم صوته واسكات منصة ويكيليكس ، واليوم تواجه البشرية أشد أيام السواد في تاريخ حرية الإعلام ، مع القرار البريطاني بتسليم اسانج الى السلطات الأميركية ، وقد صارت حرية اسانج تعادل المعنى الوحيد الذي يملك قيمة حقيقية لمفهوم حرية الإعلام ، ولعل التضامن مع أسانج بات هو المعيار للحكم على أي إعلامي أو وسيلة إعلام ودرجة مصداقية إلتزام اي اعلامي او وسيلة اعلام بمقاييس جدية للحرية ، غير معلبة وموضبة ومنضبة ، كما اليورانيوم المنضب .
- هذه دعوة للكتابة والتحرك وإعلان المواقف وتنظيم التحركات التضامنية لحرية أسانج ، نصير الشعوب ، وكاشف الأسرار ، وصاحب المفهوم العصري لحق الشعوب في المعرفة .
2022-06-20 | عدد القراءات 1175