فرنسا للسعودية : الإصرار على سلام عبثي وتعزيز الانقسام دون فرص للتأليف …وقد ينسحب ميقاتي
فرص سلام للفوز مشروطة بمعجزة جمع القوات والتيار على التسمية …وفرضية التأجيل واردة
ترقب لقرار القوات : الورقة البيضاء تعني صحة تراجع السعودية عن سلام والعكس قرار معركة
كتب المحرر السياسي
خلط الأوراق المتواصل حول تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة مرشح للاستمرار حتى صبيحة يوم غد الخميس ، حيث يمكن أن تقع مفاجأة من حجم إبلاغ الرئيس نجيب ميقاتي للكتل التي تدعم ترشيحه انسحابه من معركة التسمية ، التي لا يريدها معركة مع السعودية ، بعدما تناهى إليه كلام السفير السعودي عن وصفه بأنه ليس المرشح المناسب للمرحلة ، ووفقا لمصادر نيابية سينتظر ميقاتي لحين معرفة الموقف النهائي لكتلة القوات اللبنانية الذي سيصدر اليوم ، فان كان القرار بمشاركتها بتسمية السفير السابق نواف سلام ، فهذا يعني أن هناك قرار معركة متخذ في الرياض لتبني ترشيح سلام ، لا يريد ميقاتي تحويله إلى قرار بإقصائه ، وإذا قرر ميقاتي الانسحاب فقد ينضم جزء من الذين قرروا التصويت له الى تسمية سلام ، وأغلبهم من نواب طائفته الذين سيعودون لتغليب الحرص على مراعاة المناخ السعودي ، وتقول المصادر النيابية أنه في هذه الحالة سيكون على ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما في قوى الثامن من آذار السعي لمرشح بديل أقرب لمرشح مواجهة ، يمكن التفاهم عليه مع التيار الوطني الحر ، وهذا ما يبقي اسم الرئيس حسان دياب رغم كل التحفظات التي يبديها التيار وأمل حول طرحه ، مطروحا في التداول ، بإعتباره البديل الذي يمكن ان يناسب العبور في الشهور المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون من موقع المعرفة بالملفات المطروحة ، والقدرة على التعامل مع الكتل النيابية التي سبق وعمل معها خلال ولاية حكومته .
على المستوى الدولي والإقليمي ، تقول المصادر النيابية المواكبة لاستحقاق التسمية ، أن التجاذب الفرنسي السعودي حول لبنان ليس بعيدا عن مشهد التسمية ، فالرئيس ميقاتي المدعوم من فرنسا يمثل مقاربة غير عدائية تجاه التعاون مع حزب الله تنسجم مع المقاربة الفرنسية ، بخلاف المقاربة السعودية التي تنظر للتسمية وما قبلها للإنتخابات واستحقاقات انتخابات رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس بعين السعي لتحقيق انتصار على حزب الله ، والخيارات التي يدعمها ، ومنها خيار تسمية الرئيس ميقاتي ، وتضيف المصادر ان مسعى فرنسيا لإقناع السعودية بتأجيل البحث بكيفية مقاربة الوضع اللبناني لمناقشة الاستحقاق الرئاسي وما بعده ، تضمن لفت النظر إلى أن الإصرار على تسمية سلام عبثي لأن عمر الحكومة المفترض أقل من الوقت الطبيعي لتشكيل الحكومات في لبنان ، فكيف سيشكل سلام حكومة ، في ظل أزمة مع كل نواب الطائفة الشيعية ، وهل سيكون سهلا ان يحصل على توقيع رئيس الجمهورية على تشكيلة حكومية قبل نهاية العهد ، وفوز سلام وفق الأرقام مشروط بنيله تسمية القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ، ولكل منهما شروط تنفي شروط الآخر ، فكيف سيجمع بينها ، وهل يبقى معنى للفوز بتسمية سلام اذا كان الفوز بالتسمية مشروطا بمشاركة التيار الوطني الحر ، وما جدوى الفوز بالتسمية دون القدرة على تشكيل حكومة ، تنتهي مفاعيله الدستورية بنهاية العهد ، فيما تبقى حكومة الرئيس كيقاتي تصرف الأعمال ، وربما ترث صلاحيات رئيس الجمهورية بعد نهاية عهده ، وبخلاصة هذا التقديم دعت فرنسا السعودية الى صرف النظر عن هذا افصرار ، الذي لا يبدو الا كمحاولة يائسة للبحث عن نصر شكلي للإنتقام من نتائج جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس النيابي ، وهذا لا يليق بالسعودية .
السفير السعودي وليد البخاري ، جهد أمس لتأكيد عدم خوضه معركة تسمية سلام ، لكن العبرة تبقى برؤية كيفية تصويت القوات ، كما تقول المصادر النيابية ، فإذا بقيت القوات على قرار التصويت بورقة بيضاء ، أي الإمتناع عن التسمية ، فهذا يعني أن ما يقوله السفير البخاري صحيح ، وإن ذهبت القوات للمشاركة بتسمية سلام فهذا يفسر موقف الحزب التقدمي الاشتراكي بالتراجع عن وعد النائب السابق وليد جنبلاط بالسير في تسمية ميقاتي ، دون أن يستطيع إقناع أحد بأن التراجع جاء بفعل توجه نجله تيمور وعدد من النواب ، فيما أشارت مصادر نيابية الى تنسيق بين النائبين تيمور جنبلاط ومارك ضو ، متسائلة عما إذا كان الأمر يفسر تجيير اصوات الحزب الاشتراكي لصالح ضو في عالية لتسليمه مقعد النائب طلال ارسلان ؟
على صفة ثنائي حزب الله وحركة أمل يتم التحرك على جبهتين ، الأولى هي جبهة ميقاتي الذي لا يمثل مرشحا مثاليا الثنائي إلا من زاوية احترام معايير التوافق الوطني ، والثنائي يريد التحقق من درجة مضي ميقاتي بالترشيح ، والجبهة الثانية هي التيار الوطني الحر لإقناعه بمقاربة الموقف من زاوية المؤشرات التي يحملها فشل حلفاء حزب الله في التوافق ، على المستوى الإقليمي ، وخطورة استسهال التشارك في تصويت عبثي كيدي لنواف سلام ، وتقول مصادر الثنائي انه حتى صبيحة الخميس تبقى كل الاحتمالات واردة ، فاستمرار ميقاتي مشروط بفوزه ، أي عدم تصويت التيار او القوات له ، فكيف بتصويتهما معا ، وما دام ميقاتي مرشحا فسيبقى حائزا على دعم الثنائي ، وفي حال العكس قد يكون طلب تأجيل الإستشارات النيابية لعدة أيام لبلورة ترشيح بديل مشروعا ، خصوصا ان انسحاب ميقاتي سيكون قد حدث صبيحة يوم الاستشارات .
2022-06-22 | عدد القراءات 1190