أوروبا تستعد لشتاء صعب دون تدفئة … واقفال صناعي …و بلينكن يشجع التسوية في أوكرانيا
بوريل الى طهران بمقترحات منسقة لإنقاذ الإتفاق النووي … قبل زيارة بايدن إلى المنطقة
ميقاتي لحكومة من 18 تضم 12 وزيرا سابقا … والحكومة قبل منتصف تموز!
كتب المحرر السياسي
المأزق المزدوج للغرب ، بجناحيه الأميركي والأوروبي ، بين الاستعصاء في الملف النووي الإيراني وفشل محاولات التهويل على إيران لفرض تنازلات عليها ، أو استدراجها بالإغراءات لتغيير ثوابتها ، خصوصا موقفها من خيار المقاومة ومستقبل كيان الإحتلال ، من جهة ، والإستعصاء المتنامي في رسم مستقبل قاتم للمواجهة مع روسيا ، سواء من بوابة مسار الحرب العسكرية في أوكرانيا ، أو من بوابة أزمات الطاقة التي تنتظر أوروبا ، ظهرته المواقف والتحركات التي شهدها العالم والمنطقة ، فعلى مسرح الحرب في أوكرانيا ، تراجعت اللهجة الأميركية عن الثقة بهزيمة روسيا ، وبدأت لغة الحديث عن تشجيع التسوية كما ورد في كلام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ، بينما أوروبا منشغلة بأزمتها المقبلة مع الشتاء الصعب كما وصفته نتائج قمة بروكسيل الاقتصادية ، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعد اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد في قمة في بروكسل "لقد راجعنا كل خطط الطوارئ الوطنية لضمان استعداد الجميع لاضطرابات جديدة ونعمل على خطة طوارئ لتقليل الطلب على الطاقة مع القطاع والدول الأعضاء السبع والعشرين"، بينما قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو "سنواجه أوقاتا مضطربة للغاية، وربما يكون هذا الشتاء صعبا للغاية"، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والاضرابات في إمدادات الطاقة من روسيا ، وتحدث الخبراء الذين تناوبوا على الكلام عن أزمة تدفئة تدق أبواب الشتاء الأوروبي المقبل ، وعن اغلاق قطاعات صناعية كثيرة بفعل تبدل أسعار الطاقة ، وخطر انقطاعها .
على المسار النووي الإيراني ، تبدو الزيارة المفاجئة لمفوض الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل الى طهران ، قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة في الشهر القادم ، محاولة للتخفيف من الوقع العدائي لزيارة بايدن على إيران ، في ظل ارتباط زيارة بايدن بشعارات تعبوية تتركز على توجيه التهديدات لإيران ، لكنها وفقا لمتابعي الملف النووي لا يمكن النظر إليها مع تراجع مفاوضات فيينا ، بمعزل عن فرضية ما يحمله بوريل أبعد من حملة العلاقات العامة ، فالمصادر ترجح أن بوريل يحمل مقترحات منسقة مع واشنطن تترجم الكلام المتتابع للمسؤولين الأميركيين عن الإستعداد للعودة المتزامنة الى الإتفاق ، وعن الخشية من بلوغ إيران مرحلة عتبة إنتاج السلاح النووي ، واعتبار الاتفاق الطريقة الأمثل لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي .
هذا المناخ التسووي المخالف للغة التصعيد يفسر برأي المصادر التي تابعت مسار تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة ، تراجع الضغط السعودي لصالح تسمية السفير نواف سلام ، من جهة ، وترك المجال لميقاتي دون منافسة فعلية ، ليحصد 100 صوت ، بين 54 صوتوا له و46 صوتوا للا منافسة ، وتقول المصادر ان هذا المخرج الفرنسي للتمهيد لعودة ميقاتي حظي بتأييد أميركي وتجاوب سعودي ، ما يتيح برأي المصادر الحديث عن تقاطع المواقف مع تأييد حزب الله لعودة ميقاتي ، ويفتح الطريق لفرص تشكيل الحكومة الجديدة ، رغم التجاذب بين ميقاتي ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر في الملف الحكومي ، بإعتبار التيار كان شريكا ضمنيا في إيصال ميقاتي بالتصويت للامنافسة ، وتضع المصادر في التداول فرضية اقدام ميقاتي على عرض لائحة مبدئية نهاية الأسبوع المقبل بأسماء 12 وزيرا في حكومة تصريف الأعمال لإتسبقائهم في الحكومة الجديدة ، المقترحة من 18 وزيرا ، بالإستغناء عن ستة وزراء ، واستبدال ستة آخرين بما يعبر عن الكتل الجديدة الراغبة بالمشاركة في الحكومة .
2022-06-25 | عدد القراءات 1181