عودة التفاوض حول الملف النووي …بمبادرة أوروبية أميركية لاستباق بلوغ إيران العتبة النووية

عودة التفاوض حول الملف النووي …بمبادرة أوروبية أميركية لاستباق بلوغ إيران العتبة النووية 
بغداد تستضيف اجتماع وزيري خارجية ايران والسعودية …وحلف بايدن الدفاعي يتضعضع
رويترز : خوكشتاين التقى المفاوضين الإسرائيليين حول ترسيم الحدود مع لبنان والأجواء إيجابية 
كتب المحرر السياسي 
تبدو الأمور في العالم كله ، خصوصا على جبهاته المشتعلة أو المعرضة للإشتعال ، من جبهات الغرب مع روسيا ، او مع إيران ، أو مع الصين ، الى الجبهات الإقليمية في منطقتنا ، سواء حول ترسيم الحدود البحرية للبنان ، والتصاعد في الحرب الاستخبارية بين إيران وكيان الإحتلال ، وقد بلغت اللحظة الفاصلة بين خيارين كبيرين ، الإنفجار الكبير ، أو الانفراجات الكبرى ، فالحروب الصغيرة استنفدت قدرتها على تغيير موازين القوى ، والتسويات الصغيرة فقدت قدرتها على تفادي المواجهات الكبرى ، وصار المطلوب قرارات بحجم ، الذهاب لمنازلة بالطاقة القصوى تحسم الحرب بمنتصر ومهزوم ، أو منتصرين و مهزومين ، أو التراجع عن التصعيد والنزول عن الشجرة لفتح الطريق للتسويات ، تمهيدا لصياغة على البارد لنظام عالمي ونظام إقليمي يضمنان استقرار ، بعد تبلور حجم التغيير الذي لا يمكن تفاديه في ترسيم الأحجام والأوزان .
روسيا تتقدم على الجبهتين العسكرية والإقتصادية ، والغرب يتراجع ، هذا ما تقوله وقائع الحرب في أوكرانيا من جهة ، وتضعضع الاقتصادات الأوروبية تحت وطأة أزمة الطاقة مقابل استقرار الاقتصاد الروسي كما يقول سعر الروبل وأسعار المواد الاستهلاكية ، من جهة مقابلة ، وفي الشرق لا أفق مختلف أمام اي تحرش مشابه بالصين تحت عنوان مستقبل تايوان ، التي تملك الصين تفوقا قانونيا فيها على الحالة الأوكرانية ، حيث لا وجود لتايوان كدولة مستقلة بالمفهوم القانوني الدولي ، الذي يكرسها جزءا من الصين الموحدة ، بخلاف أوكرانيا كدولة ذات سيادة ، أما في المنطقة ، فتبدو إيران وهي تستعد للربع الأخير من ساعتها النووية ، بعدما أتمت تركيب أجهزة الطرد المركزي الأشد حداثة وقررت الإنتقال الى أعلى نسب التخصيب ، وقد بلغت اللحظة الفاصلة عن امتلاك العتبة النووية ، التي تؤهلها لإنتاج سلاح نووي .
جاءت زيارة مفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل إلى طهران يرافقه المندوب الأوروبي الدائم في مفاوضات الملف النووي الإيراني انريكي مورا ، بعد اجتماع جمعهما مع المفوض الأميركي بمتابعة الملف النووي ، روبرت مالي ، والاجتماعات التي عقدت بين الوفد الأوروبي والقيادات الإيرانية في طهران ، وما انتهت اليه الزيارة من إعلان العودة للتفاوض ، وتحقيق تقدم كبير نحو إنجاز الإتفاق ، لتقول إن ما تلقاه الإيرانيون من عروض تشكل ملاقاة للضوابط التي وضعوها للاتفاق المقبول من جانبهم للعودة لالتزامات إيران بموجب الاتفاق الأصلي ،  وهو ما أوضح أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني أنه لن يتم إلا بعد أن تنال إيران عائدات الإتفاق الاقتصادية بوضوح ، فالإتفاق بنظر إيران ، التزامات إيرانية نووية مقابل مزايا ايرانية اقتصادية ومالية من الغرب ، وهذا ما تؤكد مصادر متابعة للملف النووي في طهران انه يبدو أقرب من أي وقت مضى للتحقق ، بفعل الحاجة الغربية للتفاهم مع إيران ، سواء تفاديا لمخاطر بلوغها اللحظة الحرجة نوويا ، أو طلبا لعودتها الى الأسواق العالمية للنفط والغاز في ظل أزمة الطاقة التي يترنح الإقتصاد العالمي والغربي خصوصا تحت وطأتها ، ووفقا لعبض التحليلات فإن قطر ستلعب دورا في المرحلة القادمة تفاوضيا لصلة ذلك بتعاون  تقني تجاري قطري إيراني في مجال تأمين الغاز لأوروبا بصورة عاجلة ، وهو ما يجعل قطر تأمل بإستضافة جولات التفاوض غير المباشر الأميركية الإيرانية ، التي كانت عمان قد استضافت مثلها قبل توقيع الإتفاق الأصلي عام 2015 .
بالتوازي تطوران في ذات الإتجاه ، فقد عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي محادثات متتابعة في كل من الرياض وطهران ، شملت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ، تمهيدا لتحقيق تقدم نوعي في المسار التفاوضي بين الدولتين ، يتمثل بعقد لقاء لوزيري خارجية السعودية وإيران يعلن إستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما ، بينما تؤكد مصادر عراقية ما قالته تصريحات مسؤولين إماراتيين لصحيفة وول ستريت حول عدم الانخراط في أي حلف عسكري اقليمي مشترك مع جيش الإحتلال تحدثت عنه المصادر الأميركية والإسرائيلية كثمرة لزيارة الرئيس الميركي جو بايدن الشهر المقبل الى المنطقة .
اما التطور الثاني فهو ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين اسرائيليين حول لقاء جمع الوسيط الأميركي في ترسيم الحدود البحرية للبنان ، مع المفاوضين الإسرائيليين ، لمناقشة ما سمعه من نظرة لبنانية لملف التفاوض ، وقالت الوكالة أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا أن الأجواء إيجابية ، وانهم يأملون بحل تفاوضي قريب .

 

2022-06-27 | عدد القراءات 1254