بيلاروسيا تقلب الطاولة في البلطيق
كتب ناصر قنديل
- كلام مفوض شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن حل قريب للحصار على إقليم كالينينغراد الروسي على البلطيق والمرتبط برا بليتوانيا ، يأتي عقب النقلة التي فاجأ بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصومه في كيفية إدارته للملف ، مع الإشارات التي تقول بأن ملف البلطيق برمته سيصبح عهدة للحليف البيلاروسي ، وتزويده بالسلاح اللازم إن اقتضى الأمر لمواجهة نووية .
- بيلاروسيا تفصل بولندا عن ليتوانيا ولاتفيا واستونيا تصبح مع توليها ملف كالينينغراد من دول البلطيق المقابلة لفنلندا والسويد المرشحتين لعضوية حلف الناتو ، ويصبح على الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو الإستعداد لفرضية حرب مع بيلاروسيا إن أقدمت على عملية برية على خط الحدود البولندية اللاتفية لتأمين السيطرة على ممر سوالكي ، وتكون روسيا في الصفوف الخلفية داعم لبيلاروسيا ، فلا تكون روسيا قد اخلت بقواعد الاشتباك القائمة على الالتزام بتفادي الدخول في مواجهة مباشرة من جانبي روسيا والناتو ، ولذلك سيكون على الناتو البقاء في الصفوف الخلفية وترك ليتوانيا تواجه بيلاروسيا ، مع يعني تحولها الى أوكرانيا ثانية .
- منذ بدء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يفاجئ خصومه ، سواء بمبادراته الشجاعة أو بحساباته الدقيقة ، أو قدرته على احتواء الهجمات المبرمجة ماليا ضد روسيا ، وصولا للحنكة الدبلوماسية في الإفلات من محاولات حشره بين الخيارات الصعبة ، والالتفاف على مشاريع الحصار .
- ان ذهبت الأمور في كالينينغراد نحو تراجع ليتوانيا وفق المعنى الذي يحمله كلام بوريل ، أو ذهبت نحو عملية عسكرية لبيلاروسيا لفك الحصار فإن الأكيد هو أن روسيا لا تزال تربح بالنقاط في حرب معلوم سلفا ان لا احد يستطيع ربحها بالضربة القاضية .
2022-06-27 | عدد القراءات 1335