اليوم تبدأ في الدوحة ثلاثية باقري ومورا ومالي حول النووي …وأمير قطر يستنفر للتوسط السياسي

اليوم تبدأ في الدوحة ثلاثية باقري ومورا ومالي حول النووي …وأمير قطر يستنفر للتوسط السياسي 
القوات والكتائب ونصف ال13 لا للمشاركة بعكس قدامى المستقبل …والاشتراكي يساعد في التأليف
الوطني الحر اليوم …وأمل وحزب الله لأولويات الناس …وبو صعب للتواصل مع سورية 
كتب المحرر السياسي 
الانفراجات الدولية والإقليمية تسابق مناخات التصعيد ، سواء من بوابة العودة للتفاوض غير المباشر الأميركي الإيراني ممثلين بكل من المفاوض الإيراني علي باقري ، و المفاوض الأميركي روبرت مالي ،  بوساطة وشراكة من أوروبا ، يمثلها انريكي مورا ، أو من بوابة التقدم في العلاقات الإيرانية السعودية نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية ، وهذه المرة وفقا لمصدر دبلوماسي أوروبي الأجواء مختلفة ، أولا لأن كل شيء بات محسوما وحاضرا للتوقيع باستثناء قضايا محددة ومحدودة ، تمثل ال1% المتبقية للذهاب للتواقيع ، وهي قضايا تغلب عليها السياسة البعد التقني الذي لم يبق منه إلا القليل القليل ، وثانيا لأن أوروبا التي كانت أقرب للسلبية في جولات التفاوض السابقة باتت على الضفة الإيجابية الدافعة باتجاه التفاهم مع آمالها بأن ينعكس الإتفاق اذا تمت العودة الى بنوده ، على تأمين موارد هامة في مجال النفط والغاز لأوروبا المأزومة ، التي ترقص على حبال الطاقة الروسية ، وأوروبا لا تحركها إلا الحوافز المصلحية ، وثالثا لأن القلق الأميركي الذي يشكل دائما الحافز الوحيد لواشنطن لتسريع التوصل للاتفاق ، لأن واشنطن تدرك التداعيات السلبية للعودة إلى الإتفاق سواء على جبهة المتطرفين الأميركيين ، أو على حلفائها في المنطقة ، ولا يحفزها لتجاوز التهرب من التوقيع ألا ارتفاع منسوب القلق من بلوغ إيران عتبة النقطة النووية الحرجة ، المتمثلة بإمتلاك إيران لما يكفي لإنتاج سلاح نووي ، والقلق اليوم في ذروته ، وأميركا لا يدفعها نحو المبادرات الا القلق المرتفع ، ورابعا لأن إيران التي تتعامل مع الإتفاق النووي بصفته فرصة إقتصادية ، وتتقن لغة الفرص ، تجد فرصتها اليوم لإستثمار الحاجة الأوروبية والقلق الأميركي ، والتقاط فرصة اقتصادية يوفرها حجم الطلب العالمي في سوق الطاقة وارتفاع الأسعار الذي قد لا يدوم طويلا ، في ظل تطلع إيران لتعويض كل ما فاتها من بيع إنتاجها خلال سنوات الحصار ، وخامسا لأن إختيار الدوحة مكانا للتفاوض والعودة الفورية الى المفاوضات ، والجلوس للتفاوض ، ولو بصورة غير مباشرة ، بين الأميركيين والإيرانيين ، عوامل يرافقها حرص أمير قطر الذي يهمه كمضيف للمفاوضات ضمان نجاحها ، وهو مستنفر للمساهمة بالوساطة السياسية على مستويات صنع القرار في كل من واشنطن وطهران .
التفاؤل بقرب العودة للاتفاق النووي ، وما يرافقه من تفاؤل بقرب عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية ، وما يرافقهما من معلومات حول إمكانية قرب التوصل لاتفاق تفاوضي حول ترسيم الحدود البحرية ، عوامل تمنح الحكومة الجديدة عناصر لدفع لإنجاز الكثير ، مما كان انجازه مستحيلا في سابقاتها ، بما في ذلك حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تصرف الأعمال ، لأن الأميركي سيكون عنصر تسهيل للكثير من عناصر استقرار لبنان وتحييد قوة المقاومة عن جبهات صالحة للإشتعال ، سواء جبهة استجرار الكهرباء والغاز عبر سورية ، أو خصوصا جبهة ترسيم الحدود البحرية ، والأهم لأن قضية الأميركي الأهم في استخدام لبنان كمنصة لحصار المقاومة كانت تنطلق من خلفية سعية لتحجيم حلفاء طهران وإنهاكهم ، أما التزام واشنطن بأمن الكيان فيدفعه لحلحلة تبعد المقاومة عن خيار التصعيد ، وصيانة الاتفاق مع ايران ، الذي لن يكون ممكنا دمجه بتسويات إقليمية ترفضها إيران في سلة واحدة ، تصير ممكنة عبر تعزيز أسباب الإستقرار في الساحات المشتعلة ومنها لبنان ، ولأن التوترات المفتعلة تحت عنوان التجاذب السعودي الإيراني ستنأى بنفسها عن لبنان ، بدلا من نداءات النأي بالنفس عنها ، ولأن فرص تلقي التداعيات الإيجابية للتفاهمات ستحل مكان تحدي التعامل مع التداعيات السلبية للنزاعات .
كل ذلك تراه مصادر نيابية متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة ، لكنها لم تجده في خطاب العديد من الكتل النيابية التي شاركت أمس في الاستشارات النيابية ، حيث بدأ أن الكتل المصنفة في مواقع الصداقة والتحالف مع واشنطن والرياض لا تزال تتحدث باللغة القديمة ، ربما بإنتظار تبدل "التعليمة" ، كما تقول المصادر التي سجلت مواقف قوى 14 آذار الرافضة للمشاركة في الحكومة ، ممثلة بالقوات اللبنانية والكتائب والنواب المتحدرين منها ، ومثلهم فعل نصف النواب ال13 الذين وصفوا غياب زملائهم بالظروف الخاصة ، وبعكسهم كان موقف النواب المستقلين من قدامى تيار المستقبل مطالبين بشراكة وازنة ، بينما تميز الحزب التقدمي الإشتراكي بالوقوف في منتصف الطريق ، حيث قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ، لن نشارك لكننا سنساعد في التأليف ، أي مشاركة ضمنية ، ودعت كتلتا التنمية و التحرير والوفاء للمقاومة لوضع أولويات الناس كأولويات للحكومة الجديدة ، دون التمسك بشكل محدد لها ،بينما تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن أولوية التواصل مع الدولة السورية في ملف النازحين الذي صار ضاغطا بصورة ملحة .

 

2022-06-28 | عدد القراءات 1172