رسائل تطمين أميركية في ملفي الكهرباء والترسيم …والمقاومة على جهوزيتها لكل الاحتمالات

رسائل تطمين أميركية في ملفي الكهرباء والترسيم …والمقاومة على جهوزيتها لكل الاحتمالات 
عون وميقاتي الى مكوك ثلاثاء وجمعة لما بعد الأضحى …تبريد الخلافات لبدء المفاوضات 
لم يعد " الحكي ببلاش " …تعرفة الاتصالات الجديدة قد تشعل الشارع رغم الإطمئنان الرسمي
كتب المحرر السياسي 
الذين زارتهم السفيرة الأميركية دوروتي شيا حاملة رسائل التطمين الأميركية في ملفي ترسيم الحدود البحرية ونقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية ، لجهة إيجابية النتائج المسجلة على خط المساعي الأميركية لجهة إنجاز تقدم ملموس باتجاه تلبية المطالب اللبنانية ، واثقون بأن المناخات المرافقة لملفي الكهرباء والترسيم لا تمنح مصداقية للتسريبات التي تشير إلى العكس ، بينما يبدي بعض متابعي الملفين أن الأميركيين لن يخسروا شيئا من بيع اللبنانيين وهم الإيجابية طالما أن الهدف هو توفير مناخات هدوء إقليمي خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة ، ومرحلة الضبابية التي يمر بها الوضع السياسي في كيان الإحتلال بعد حل الكنيست ، لكن المصادر التي تتابع موقف المقاومة تقول إن الذي فرض التعامل بجدية مع المطالب اللبنانية في الملفين ، والربط بينهما أميركيا ، ناتج عن القناعة الأميركية بجدية موقف المقاومة وجهوزيتها العالية وامتلاكها للمقدرات اللازمة لترجمة تهديداتها ، وتقول المصادر المتابعة لموقف المقاومة أن ما تمت صياغته بصورة  موقف لبناني رسمي تبلغه الأميركيون هو آخر ما يمكن أن يسمعه الأميركيون من أي مسؤول لبناني ، وأن الأمور لا تزال في المربع الأول ، إما أن ينال لبنان مطالب الحد الأدنى التي صارت معلومة عند الأميركي ، ويبقى الإسرائيلي ملتزما بوقف الاستخراج من المناطق التي يدخل ضمنها بحر عكا ، لحين حسم الترسيم إيجابا ، وإلا فإن المقاومة حاضرة لقول الكلمة الفصل ، لكن في توقيت يدرك جميع اللبنانيين انها تترجم ارادتهم بنيل حقوقهم بعدما تسد الأبواب لنيلها بالطرق الأخرى ، وتختم المصادر أن الأمر في حسابات المقاومة هو بضعة اسابيع أو شهور قليلة وتنجلي الصورة فيها بإتجاه الخيارات  الحاسمة .
الشهور الفاصلة هي ذات الشهور التي تفصل لبنان عن نهاية العهد الرئاسي وانتخابات رئيس جديد للجمهورية ، هي ذات الشهور الفاصلة في المنطقة بين خيار التسويات وخيار المواجهة أن
لاقا من مصير التفاوض حول الملف النووي الإيراني ، الذي يقول فيه الأميركيون والأوروبيون ان بضعة اسابيع ستكون كافية لبلوغه اللحظة النووية الحرجة بامتلاك ما يكفي لتصنيع سلاح نووي ، وأن التفاهم ما لم يتم قبلها فسيصبح بلا قيمة أن يتم بعدها ، وهذه الشهور القليلة هي ذات الشهور التي لا يمكن للحرب الدائرة على جبهات عسكرية ومالية واقتصادية وسياسية بين موسكو واشنطن ، وبينهما مصير أوروبا على المحك ، ووجهة التسويات أو المواجهات وفقا لكل من يتابع هذه الملفات ، ستكون واحدة ، نحو الانفراج أو نحو الانفجار .
لكل ذلك تقول المصادر المواكبة لملف التشكيل الحكومي ان لبنان يحتاج الى حكومة ليجتاز هذه الشهور بأقل المخاطر ، وأن مستوى التعامل مع مسألة تشكيل هذه الحكومة يجب ان يرتقي الى هذا المستوى من تقدير المخاطر ، وتسجل المصادر رغم مناخات التجاذب الرئاسي المرافقة لبدء انطلاق مفاوضات التشكيل ، أن ثمة نية لدى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتسريع التوصل الى التوافق على حكومة جديدة ، وهذا ما يفسر التراضي على اعتماد مسودة الحكومة الحالية التي تصرف الأعمال كنقطة انطلاق لتشكيل الحكومة الجديدة ، سواء لجهة عدد الوزراء أو التوازنات الطائفية والسياسية ، وأن طرح الرئيس عون لصيغة الـ 30 وزيرا هي رد على ما سجله على الرئيس ميقاتي من اخلال بتوازنات الحكومة طائفيا وسياسيا ، وأن التوصل الى صيغة تعيد هذا التوازن ولو بأسماء جديدة سيتكفل بالعودة الى صيغة ال24 وزيرا ، وتتوقع المصادر ان يعتمد مكوك الثلاثاء والجمعة للقاءات الرئيسين لما بعد عيد الأضحى لتنجلي الأمور عن وجود فرصة جدية لولادة حكومة جديدة من عدمها .
على الصعيد الاجتماعي أشعلت زيادة تعرفة الاتصالات الجديدة ، التي ترفع الأسعار خمسة أضعاف ، وما رافقها من "هيركات" على البطاقات المشتراة قبل رفع الأسعار ، الشارع الشبابي والطبقات الفقيرة من ذوي الدخل المحدود ، الذين علقوا على الزيادة بالقول إن الكلام لم يعد بلا جمرك كما كان يقول ، ولا "الحكي ببلاش" ، فالمتنفس الوحيد الذي كان يشكل مساحة حياة ثقافية وسياسية واجتماعية ومهنية قليلة الكلفة للشرائح اللبنانية المحدودة الامكانات كان في منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع تعرفة مخفضة  للإنترنت ، وتقول مصادر إحصائية تتابع مستويات الإنفاق والدخل للبنانيين ، أن استسهال مرور الأمر  دون ردود فعل قد لا يكون مطابقا للواقع ، خصوصا أن التعرفة الجديدة دخلت حيز التنفيذ ، بحيث تكون مفاعيلها متصاعدة مع الوقت ، بخلاف قرار الزيادة الذي أشعل شرارة تحركات 17 تشرين أول 2019 ، الذي بقي نظريا قابلا للإسقاط ، وهذا يعني أن التحرك الذي لم يظهر في الشارع اليوم ن قد يظهر غدا او بعد غد او نهاية الشهر .

 

2022-07-02 | عدد القراءات 1163