المقاومة وحقول الغاز آذان صماء
نقاط على الحروف
ناصر قنديل
- يخطئ الكثيرون الذين يعتقدون أن المقاومة منشغلة بمتابعة ما يسرب وما يدقق وما يتحقق على مستوى المسار التفاوضي ، وأنها تتابعه عن كثب وتنتظر نتائجه ، وستبني على درجة اقتراب النتائج مما تتوخاه ، خطواتها ، ولذلك فإن تقدير خطوات المقاومة وسلوكها يمكن أن يبدأ من استشراف اتجاهات المسار التفاوضي ، فإذا صح الكلام المسرب عن رد إسرائيلي سلبي استنفرت المقاومة ، وإذا صحت المعلومات عن ايجابية ترافق المسار التفاوضي أرخت المقاومة سلاحها ، والذين يعرفون المقاومة عن كثب يعرفون أن الأمور لا تسير أبدا بهذه الطريقة ، فقيادة المقاومة تتابع طبعا كل ما يثار حول المسار التفاوضي ، وتدقق بكل ما يصل من معلومات رسمية او شبه رسمية أو مسربة ، كحالها مع متابعة كل ما يتصل بشؤون لبنان من جهة ، ومن شؤون الكيان من جهة مقابلة ، فكيف عندما يتصل الأمر بالجهتين ؟
- ما يجب معرفته هو أن هذه املتابعة التقليدية الطبيعية عالية المستوى ، فهي أشد دقة وجدية من متابعة أي جهة رسمية أو أمنية أو حزبية ، لإعتبارين ، الأول أن لدى المقاومة ما يتيح إدماجها بمصادر المقاومة من داخل الكيان ومتابعته لما يجري ويسرب ويناقش حتى داخل أروقة وكواليس صنع القرار فيه ، والثاني أن المقاومة نجحت بالتحول الى مؤسسة أكثر مما نجحت مؤسسات الدولة بذلك ، ولأن الأمر يتصل بالصراع مع كيان الاحتلال ويدخل في صلب مسؤوليات المقاومة ، فهو يخض لمتابعة النواة الأشد صلابة وتماسكا ومأسسة في هياكل عمل المقاومة ، حيث عقول متفرغة للبحث والتحليل وإصدار التقديرات والتحليلات ، وهناك أرشيف منظم وآليات عمل وخرائط ومرجعيات بحث شديدة التطور ، ما يجعل المتابعة التي تجريها المقاومة ومنظومة التتبع والملاحقة التي تعتمدها مصدرا تبنى عليه التقديرات عند الحاجة بالنسبة لصناع القرار في الدولة ، لكن هذا شيء ، واعتبار أداء وعمل المقاومة على صلة بهذا التتبع شيء آخر .
- قد يظن البعض أن التسريبات رسمية او شبه رسمية كالذي نقل عن السفيرة الأميركية في لقاءاتها الرئاسية عن لسان الوسيط الأميركي من ايجابيات ، او كانت تسريبات إعلامية الذي نشر عن رفض إسرائيلي كامل للمطالب اللبنانية وإرفاق ذلك بالتهديدات ، يمكن أن تؤثر على تعامل المقاومة مع ملف ما تسميه بالشريط الحدودي البحري ، بالاستنفار على وقع الخبر السلبي ، والاسترخاء على وقع الخبر الايجابي ، فهو بالتأكيد لا يعرف المقاومة ، يهم المقاومة أن تعرف كل شيء ، وأن تعرف اكثر عن كل شيء ، خصوصا عندما يتصل الأمر بصلب مسؤوليتها واهتماماتها ، لكن المقاومة تتعامل بطريقة مختلفة ، فهي منذ أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاصل الدرس والتدقيق لملف الشريط البحري المحتل ، ورسم الموقف بمعادلتي ، وقف الاستخراج والتحرير ، مكلفا المقاومة بوضع هذا الهدف على جدول أعمالها ، انطلقت المقاومة لبناء معادلات ميدانية وترتيب هياكل تنفيذية لهذين القرارين ، بانتظار تبلور فرضية استهداف متاح محقق يطلب الإذن بالتنفيذ ، او صدور القرار ببدء الاستهداف ، أو تبلغ قيادة المقاومة العملياتية قرارا استراتيجيا آخر يلغي قرار منع الاستخراج والتحرير ، وحتى تبلغ اي من هذه القرارات فللمقاومة أذن صماء تجاه كل ما يدور في السياسة والإعلام ، خارج إطار السعي لمراكمة المعرفة ، وتوفير شورط التتبع .
- ما يعرفه الاحتلال وداعمو الإحتلال ، وما يجب أن يعرفه أهل المقاومة وكل من يؤيدها ، أنه لو بدأ الاحتلال بتركيب أنابيب الاستخراج لكانت المقاومة اول من يعلم ، ولفعلت اللازم فورا ، وأنه لو توضعت وتحركت سفينة الاستخراج شمالا أو دخلت سواها لأغراض الاستخراج فإن المقاومة اول من سيعلم ، واول من سيتصرف ، فعلا مباشرا أو تحذيرا معلنا ، وفي هذه المرحلة والمقاومة بأعلى جهوزيتها ، وبقدرات استثنائية يعرف العدو بعضها ، بما يوازي ما تمتلكه أحدث جيوش العالم ، مضافا اليه روح الاستشهاد وخبرة أبناء العماد ، وهي قادرة بما لديها وبما تعرف على تنفيذ المهمة ، واليد على الزناد .
- الاحتلال مردوع ويكثر الكلام ، والمقاومة تفرض معادلاتها ولا تحتاج الى الكلام ، وواثقة بأن ما طرحه الرؤساء هو آخر الكلام
2022-07-02 | عدد القراءات 1212