وزراء الخارجية العرب سمعوا وناقشوا كلاما لبنانيا واضحا حول ملف النازحين وعودة سورية

وزراء الخارجية العرب سمعوا وناقشوا كلاما لبنانيا واضحا حول ملف النازحين وعودة سورية 
المقاومة تعيد التذكير بان "بحر عكا" متنازع عليه حتى نهاية التفاوض …وأنها بالمرصاد 
ميقاتي يطلب من عون ترشيحات لحقيبتي الطاقة والاقتصاد تحقق التوازن والتعاون 
كتب المحرر السياسي 
نقلت مصادر دبلوماسية لبنانية واكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في بيروت ، بعض الأجواء التي رافقته ، خصوصا لجهة نجاح لبنان على المستويات الرئاسية والوزارية بإثارة النقاش الهادئ والجدي لملفي عودة النازحين السوريين ، وعودة سورية إلى الجامعة العربية ، وقالت المصادر أن العرض اللبناني الذي انطلق من اعتبار الوقائع السياسية الحاسمة لجهة استحالة عودة الوضع في سورية إلى الوراء ، ونجاح الدولة السورية بتجاوز مرحلة الخطر وإثبات حضورها واستعادة اغلب مناطق الجغرافيا السورية ، تستدعي بمعزل عن المواقف التي رافقت التعامل مع الأزمة السورية ، اعتماد الواقعية السياسية لما يحقق المصلحة العربية بإعادة تفعيل صورة التضامن العربي ، أمام وجود ثلاثة قوى فاعلة في المنطقة ، تمتلك سورية خطوط تماس معها ، سلبا أو إيجابا ، وهي إيران وتركيا و"إسرائيل" ، ولا يمكن مقاربة العلاقة العربية بها دون سورية ، ورد المسؤولون اللبنانيون على الشروط التي يضعها بعض القادة العرب لتحقيق هذه العودة ، سواء ما يتصل بتقدم الحل السياسي أو تخفيض مستوى التحالف مع إيران ، بالدعوة لإعتبار عودة سورية شرطا للنجاح بتشجيع سورية على التقدم بقوة على المسار السياسي ، أو بتحقيق التوازن في علاقاتها ، أما في ملف عودة النازحين فقد انطلق لبنان من اعتبارين ، الأول الزمن الذي تجاوز العشر سنوات للنزوح ، والثاني الكلفة التراكمية الباهظة التي يتكبدها لبنان ، وعطفا على تحسن الأوضاع الأمنية في أغلب المناطق السورية ، يختصر لبنان دعوته بفتح المجال لنقل المساعدات التي يتلقاها النازحون من لبنان الى سورية ، وتصير مساعدة عائد بدلا من مساعدة نازح ، ملوحا بأنه سيلجأ الى اصدار تقييدات قانونية تتيح فرض العودة بدون التراضي الذي يمكن توفيره لأي خطة عربية دولية منصفة ، وردا على بعض المواقف العربية حول ربط العودة باعادة الإعمار ، رد المسؤولون اللبنانيون بأن المقارنة لا تقوم بين عودة الى ماكانت عليه الحياة قبل الحرب واللاعودة ، بل بين ظروف وشروط النزوح القاسية في مخيمات تفتقد الى ابسط شروط الكرامة الانسانية ، وشروط العودة الكريمة ، وبين عائد المساعدة على النازحين في لبنان واسعاره المرتفعة ، وعائدها على العائدين الى سورية وتفاوت كلفة المعيشة ، وتقول المصادر الدبلوماسية اللبنانية أن حاصل المداولات ربما يكون أفضل من اي اجتماع رسمي ، فالنقاش المفتوح في اجتماع لا صفة تقريرية له هو تمهيد لبناء قناعات تنعكس في أي تداول رسمي لاحق .
على مستوى ترسيم الحدود البحرية ، كانت عملية المقاومة الإسلامية بإطلاق ثلاثة طائرات مسيرة فوق حقول بحر عكا ، حدثا لبنانيا واقليميا ودوليا ، فمثلت اعلانان من المقاومة ببقائها شريكا خلف الدولة اللبنانية ، تتولى منع الاستثمار في المناطق المتنازع عليها حتى ينتهي التفاوض ، بينما يقع ملف التفاوض بيد الدولة ، وهذه الرسالة رد على التحذيرات التي سمعها بعض المسؤولين اللبنانيين من التورط بأي تهديد لحرية العمل في حقول بحر عكا ، لأنها باتت جزءا من الأمن القومي الأوروبي بعد توقيع عقود استجرار الغاز منها بين حكومة الكيان والاتحاد الأوروبي ، أو من اعتبار دخول المقاومة على الملف تهديدا لاستمرار الوسيط الأميركي بمهمة الوساطة ، بعدما جاءت التطمينات الأميركية الكلامية تستعيد ما جرى في ملف استجرار الكهرباء من الأردن بالغاز من مصر ، والوعود المتكررة بلا طائل ، والخشية من تكرار بيع الوعود للبنان لضمان إطلاق يد الاحتلال في استخراج الغاز وبيعه ، شكلت أحد عناصر  مبادرة المقاومة التحذيرية لرد الإعتبار لمفهوم المناطق المتنازع عليها ، التي يريد الاحتلال ومن خلفه اعتبار اسقاطها شرطا لمواصلة التفاوض ، بينما ترد عملية المقاومة احياء معادلة المناطق المتنازع عليها تسقط فقط عند إنجاز اتفاق الترسيم بصورة نهائية ، وحتى ذلك الحين كل عمل فيها اعتداء على لبنان سيلقى ردا مناسبا .
في الشأن الحكومي يتوقع أن يلتقي اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ، وقالت مصادر على صلة بالملف الحكومي ان الرئيس ميقاتي طلب من الرئيس عون إيداعه أسماء مقترحة لوزارتي الطاقة والاقتصاد ، تحقق التوازن الطائفي ، إذا كان هذا هو المأخذ على الأسماء المطروحة ، ولا مانع من دراستها وفقا لمعيار التعاون الذي يجب أن يحكم هذه الحقائب خصوصا في علاقتها برئيس الحكومة .

 

2022-07-04 | عدد القراءات 1161