ميقاتي وبوحبيب : " اطلاق المسيرات غير مقبول "... و" نعول على دور الوسيط الأميركي "
اعلام الكيان : إخفاق جوي في إسقاط المسيرات …وحماية المنصة معقدة إذا تم الاستهداف
وسط السجال مع التيار الرئيس المكلف لبركة المرجعيات المسيحية لتشكيلته الحكومية
كتب المحرر السياسي
استعاد الكثيرون مشهد لبنان خلال المفاوضات مع اتفاق 17 أيار ، وحل الرئيس نجيب ميقاتي مكان الرئيس شفيق الوزان ، وصار السفير عبد الله بوحبيب وزيرا ، ليخرج كلاما مشابها للذي كان يقال يومها ، فيكفي ان نستبدل من بيان الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ، كلمة المسيرات بالعمليات ، واسم هوكشتاين لنقع على بيان من بيانات تلك الحقبة ، فيصير بيان الرئيس والوزير كما يلي " "إننا بحثنا الوضع في الجنوب وموضوع العمليات وما أثارته من ردود فعل عن جدوى هذه العملية التي جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي، وخصوصا أن المفاوضات الجارية بمساع من الوسيط الأميركي فيليب حبيب قد بلغت مراحل متقدمة . وفي هذا الاطار يجدد لبنان دعمه مساعي الوسيط الأميركي للتوصل إلى حل يحفظ الحقوق اللبنانية كاملة بوضوح تام، والمطالبة بالإسراع في وتيرة المفاوضات. كما أن لبنان يعوّل على استمرار المساعي الأميركية لدعمه وحفظ حقوقه في ثروته المائية و لاستعادة عافيته الاقتصادية والاجتماعية".
وشدد على أن "لبنان يعتبر أن أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره،غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها. من هنا نهيب بجميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والتزام ما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض. كما أن لبنان يجدد المطالبة بوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لسيادته بحرا وبرا وجوا".
مصدر الاستغراب والاستهجان لموقف الرئيس ميقاتي والوزير بوحبيب ، رغم سوابق مواقفهما من حرب اليمن والحرب في أوكرانيا ، نابع من كون المقاومة أبدت أشد الحرص على لعدم الدخول على خط نقاش الخطوط المقترحة لترسيم الحدود رغم قناعتها بالخط 29 ، واكتفت بوضع يدها على الجرح الذي يمثله بدء الاحتلال باستخراج النفط والغاز ، بحيث لا يبقى أي قيمة لما يمكن ترسيمه سواء بالخط 23 او الخط 29 ، واكتفت بتحديد مسؤوليتها في متابعة ما يفعله الاحتلال على مستوى استعدادات الاستخراج ، ووضع الخطط لمنعها ، مع اعتماد أعلى درجات التحفظ والدقة لتفادي الدخول في مواجهة ، إلا عندما تصبح طريقا وحيدا لمنع الاستخراج ، ووفقا لمصادر سياسية تواكب عمل المقاومة ، فأن ما كان متوقعا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية إذا كانا لا يستطيعان الدفاع عما تقوم به المقاومة كحق لبناني ، ومطالبة الوسيط الأميركي بإعطاء الأولوية لتنفيذ تعهداته بوقف أي نشاط إسرائيلي للاستخراج من المنطقة المتنازع عليها ، فكان عليهما اتباع أسلوب الرئيس رفيق الحريري بالقول إن الحكومة لا تستطيع أن تمنع المقاومة مما تفعله طالما للبنان حقوق مسلوبة ، والسؤال الذي تطرحه المصادر هو لماذا استنسخ الرئيس والوزير موقف الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال كلاما مشابها عن عملية الأسر قبيل حرب تموز العدوانية عام 2006 ، بدلا من اختيار موقف الرئيس رفيق الحريري في مرحلة عدوان نيسان 1996 ، علما ان تجربة لبنان والرئيس ميقاتي والوزير وبحيبي تحديدا مع وعود الوسيط الأميركي في قضية استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية عمرها تجاوز السنة من الوعود الكاذبة ، فكيف يصدقان الكلام عن المراحل المتقدمة للتفاوض ويسوقان اكاذيب الوسيط ويتبيناها لاقناع اللبناني بان الأمور بخير ، بينما استعدادات الاحتلال على قدم وساق ، ولم يبدأ البحث الججدي في الكيان بوقفها الا بعد عملية المسيرات ؟
في الكيان كل التعليقات والنقاشات تدور في مكان مختلف ، فالمعادلة السائدة في الإعلام وبين الخبراء واحدة ، وهي من جهة أن منظومة الدرع قد اخفقت في منع المسيرات من اتلحليق والتصوير والبقاء في الأجواء ، وأنه لو كانت هذه المسيرات ومسلحة ومهمتها استهداف المنصة او بوارج الحماية لتحققت اهدافها ، ومن جهة مقابلة ان الدفاع عن المنصة العائمة لاستخراج الغاز ستكون مهمة معقدة وشائكة لا يمكن مقارنتها بمثلاتها القريبة من ساحل حيفا ، وصولا للاستنتاج بان أي هجمة قادمة تشنها المقاومة اذا كانت مكونة من أجيال الطائرات الاكثر حداثة وقدرة التي تملكها المقاومة ، فان احتمالات النجاح بتحقيقها لأهدافها اعلى بكثير من احتمالات القدرة على منعها .
في الشأن الحكومي سجات مصادر متابعة لملف التشاور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة جمودا ، رافقه تصاعد سجال الرئيس المكلف مع التيار الوطني الحر ، بينما بدا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مهتما بتوسيع جولاته على المرجعيات المسيحية للإيحاء بنيل البركة لتشكيلته الحكومية ، التي يأخذ عليها رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر استبدال وزير مسيحي ، من الطائفة الأرثوذكسية ، في حقيبة الطاقة بوزير من الطائفة السنية ، ووضعت المصادر زيارتي ميقاتي للبطريرك بشارة الراعي ثم للمطران الياس عودة في هذا الإطار .
2022-07-05 | عدد القراءات 1213