المقاومة تقف وراء الدولة في الترسيم وعلى الدولة أن تقف وراء المقاومة لمنع الاستخراج ؟
حزب الله يصف موقف ميقاتي وبو حبيب : انصياع للأميركي يفرط بمصادر قوة لبنان
ليبيد لوساطة ماكرون لهدنة مع الحزب بعد قراءات عسكرية تقول بنجاح المسيرات بإرباك الكيان
كتب المحرر السياسي
إعادة ترسيم علاقة اللعبة السياسية اللبنانية بالمقاومة وأدائها في الملفات المرتبطة بالمواجهة مع كيان الاحتلال تبدو مجددا على الطاولة ، بعدما شكل الموقف المتهاون بالمصالح اللبنانية الإستراتيجية في ثروات النفط والغاز ، الصادر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى طرح السؤال عما إذا كان المسؤولون المعنيون في الدولة قد فهموا خطأ معنى وقوف المقاومة وراء الدولة في ملف الترسيم لجهة اعتماد الحدود البحرية التي تقررها الدولة في مؤسساتها ، فتوهم البعض بأن المقاومة ورقة بيدهم يبيعونها للأميركي طلبا لرضاه ، ولو على حساب لبنان ، بعدما صارت الوعود الأميركية الكاذبة لسنة متصلة في قضية استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري سببا لقناعة رئيس الحكومة ووزير الخارجية بصدقية الوعود حول تقدم المسار التفاوضي والتعويل على دور الوسيط .
مصادر متابعة لملف الثروات البحرية تقول ان هناك فصل بين محورين مختلفين ، واحد هو مسؤولية تحديد الخط الحدودي الذي يرضاه لبنان وادارة التفاوض حوله ، وهو شأن تسلم المقاومة بالوقوف فيه وراء الدولة ، أما المحور الثاني الذي رسمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كعنوان لدور المقاومة فهو منع الاحتلال من خداع لبنان بمعونة أمريكية ، بتحويل التفاوض الى غطاء لتمكين الكيان من استخراج ثروات النفط والغاز ، بينما لبنان ينتظر الترسيم وهو ممنوع من استخراج الثروات حتى من المناطق غير المتنازع عليها ، وهذا يستدعي أن تضيف الدولة إلى مطالبها منع الاستخراج من الحقول المصنفة متنازع عليها حتى يتم التوصل الى اتفاق نهائي يضمن للبنان خط ترسيم تقبله الدولة ، وضمان استخراج الثروات منها ، وبعدما فعلت الدولة ذلك ورحبت المقاومة بما فعلت ، فإن مهمة المقاومة ، ومن خارج السياق التفاوضي بالطبع ، أن تفرض معادلة الردع التي تفهم كيان الإحتلال أنه لن يستطيع استخراج الغاز وبيعه قبل ان يكون لبنان قادرا على المثل ، وهذه هي الرسالة التي حملتها المسيرات ، والتي أدت مهمتها ، وحققت أهدافها ، كما تشير كل النقاشات الدائرة داخل الكيان والوقائع العسكرية المسربة كل يوم وما تحماه من جديد ، حول الإرباك الذي تسببت به المسيرات للكيان وقيادته ، صولا لحسم معادلة استحالة توفير أمن افستخراج بالطرق العسكرية والأمنية ، ما حدا برئيس حكومة الكيان يائير ليبيد بتحميل الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مهمة التوسط مع حزب الله طلبا لهدنة ، بينما جاءت الأضرار الجانبية من الدخل اللبناني ، والأهم الشق الحكومي منه .
حزب الله علق على موقف رئيس الحكومة ووزير الخارجية دون تسميتهما ، فقال إن مواقف بعض المرجعيات السياسية المشكك بمهمة المسيرات و المعترض عليها ، يأتي انصياعا للأميركي وتفريطا بمصادر قوة لبنان .
المعادلة التي فرضتها المقاومة عبر الطائرات المسيرة تقترب من تحقيق أهدافها والمطلوب ليتحقق كامل المطلوب للمصلحة اللبنانية ، وجلب الأميركي والإسرائيلي إلى مفاوضات جدية ، هو تظهير أن الدولة تقف وراء المقاومة في منع الاستخراج كما تقف المقاومة وراء الدولة في ترسيم الحدود والتفاوض بشأنها .
2022-07-06 | عدد القراءات 1244