الجزائر قلعة العرب الصامدة
كتب ناصر قنديل
- نجحت الجزائر بعد أكثر من قرن كامل من المقاومة أن تصنع استقلالها وحريتها وتكون أعظم ثورات العرب ، ونجحت بأن تكون سندا لكل حركة التحرر العربية ، سواء للخروج من قيود المستعمر الأجنبي أو مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين ، وقد سددت الجزائر دما غاليا في ساحات المواجهة فاتورة لهذا الالتزام .
- نجحت الجزائر بقوة تجذر ثورتها ، وتمسك شعبها بمؤسسات دولتها الوطنية ، لتجاوز أزمات قاسية و مخاضات صعبة منذ ثلاثة عقود ، شهدت خلالها مواجهة مفتوحة طويلة مع الإرهاب ، وعرفت خلالها موجات شعبية غاضبة تطلب التغيير ، وكان تلاقي الشعب والجيش ونخب الثورة العميقة التي تمثلها اليوم قيادة حكيمة وشجاعة ، تضع أمامها مسؤولية اقامة التوازن بين تصحيح مسار الدولة لتكون دولة الشعب وأولوياته ، وبين مسؤولية الحفاظ على مكانة الجزائر ومصادر قوتها ، وفي الطبيعة جيش قادر استعرضه أمس الرئيس الجزائري وسط احتفالات مهيبة بالذكرى الستين لانتصار الثورة .
- قد لا يعرف الكثيرون حجم ومكان ومقدرات الجزائر ، أو أهميتها في الجغرافيا السياسية والاقتصادية للمنطقة والعالم ، فالجزائر هي الدولة العربية الأولى من حيث المساحة ، بما يزيد عن مليوني كيلومتر مربع ، وهي الدولة الثانية من حيث عدد السكان ب42 مليون نسمة ، وهي الدولة السادسة من حيث الناتج المحلي ، وهذا الموقع ناتج عن الأزمات التي عصفت بالجزائر ، بينما هي مؤهلة للتقدم سريعا نحو المركز الموازي لكل من السعودية ومصر ، يجمعها بين مميزات اقتصاد الدولتين الأكبر بالناتج المحلي ، الثروات الطبيعية والنشاط الصناعي والزراعي .
- تمثل الجزائر دولة محورية في الاقتصاد العالمي للطاقة ، فالجزائر هي الدولة الثالثة عالميا من حيث تصدير الغاز ، وهي الدولة الأولى على الضفاف الأوروبية ، والجزائر تتوسط دول المغرب التي تستطيع تشكيل كتلة اقتصادية واستراتيجية كبرى ، ويعول على الجزائر في حل أزمات تونس وليبيا والصحراء الغربية .
- موقف الجزائر من سورية وفلسطين مشرف ، ودعمها للبنان لا يلقى العناية اللازمة لبنانيا ، وتستحق الجزائر التفاتة من كل القوى الحريصة على نهوض لبنان ، لعمل ما يلزم لتعزيز العلاقات ، سواء في مجالات استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية ، أو في مجال المساعدات النفطية أسوة بالاتفاق القائم مع العراق ، وصولا للاستفادة من نسبة من السياحة الجزائرية .
- التحية للجزائر في عيد ثورتها واجب ، والجيل الذي عاش تجربة الثورة الجزائرية المجيدة يتقبل التهاني بالعيد .
2022-07-06 | عدد القراءات 1262