موسكو تربح بالنقاط في مجموعة العشرين …والأسد في حلب لأول مرة بعد التحرير مدشنا

موسكو تربح بالنقاط في مجموعة العشرين …والأسد في حلب لأول مرة بعد التحرير مدشنا 
ملف النازحين على الطاولة …وتساؤلات حول عرقلة غربية لتشكيل الحكومة منعا للعودة
وزير السياحة لرسائل بين بعبدا والسراي …وميقاتي ينتظر حقيقة الموقف الأميركي 
كتب المحرر السياسي 
يسوق الأميركيون لمفهوم للعلاقات الدولية يعتبر مكانة وتأثير روسيا في مجلس الأمن الدولي ، امتدادا لمعادلات أنتهت ، صنعتها الحرب العالمية الثانية ، و سقطت مع سقوط جدار برلين ، ولذلك لا يعتبرون نجاح موسكو بتعطيل مشاريع قرارات أميركية في مجلس الأمن تعبيرا دقيقا عن التوازنات الدولية القائمة ، ويقدمون توصيفا للمجتمع الدولي ، ينطلق من اعتبار التشكيلات الجامعة لدول العالم خارج إطار الاستقطاب التقليدي بين الغرب والشرق ، بصفتها المجتمع الدولي الجديد ، ولذلك سعوا جاهدين لإخراج روسيا من مجموعة الثمان الكبار ، وسجلوه نصرا في حساب المواجهة مع روسيا ، لكن الطابع الغربي الغالب على المجموعة كان يطعن بالاستنتاج ، لتنتقل الأبصار نحو مجموعة العشرين ، بصفتها المنظمة الأكثر اختصارا للمجتمع الدولي ، وتضم المجموعة ، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
خاضت واشنطن معركة عزل روسيا واستفرادها في مجموعة العشرين طوال شهور الحرب في أوكرانيا ، وحاولت فرض استبعاد روسيا عن المشاركة وفشلت ، وبالأمس حاولت فرض بيان يدين روسيا في حرب أوكرانيا ففشلت ، ليمثل ربح روسيا بالنقاط تعبيرا عن التوازن الدولي الجديد الذي لم يعد بيد الأميركيين إنكاره ، حيث لا حق نقض يحمي الحضور الروسي بل توازن قوى تمثله مواقف الدول الأعضاء ودرجة خضوعها أو تمردها على المشيئة الأميركية .
في تعبير إقليمي متناسق مع ما جرى في مجموعة العشرين ، حضرت سورية ، عبر زيارة غير عادية للرئيس بشار الأسد الى حلب العاصمة الإقتصادية ، التي تحررت منذ خمسة أعوام ، وكانت تنتظر بفارغ الصبر زيارة الأسد ، كما عبرت الحشود التي لاقته بهتافات الحناجر ، والزيارة الأولى للأسد الى حلب منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات ، حملت الكثير من الرسائل والمعاني ، لما لحلب من مكانة في سورية والحرب والمعادلات الإقليمية ، بوقوفها بوجه التمدد التركي ، وما لها من مكانة عند الأسد شخصيا ، وكان اختيار الأسد لتدشين محطات الكهرباء التي شاركت إيران بترميمها وتطويرها رسالة متعددة الاتجاهات أيضا ، لتفتح الزيارة الباب للتساؤلات حول اتجاه المشهد نحو التسويات أو المواجهات ، على قاعدة تمسك سورية والأسد بمفهوم للوحدة والسياسة لا يقبل التجزئة .
لبنانيا تحدثت مصادر سياسية عن تصاعد مكانة ملف النازحين في الأولويات الداخلية ، وعن تخصيص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مكانة خاصة للملف ، وتبنيه لبرنامج وزير المهجرين عصام شرف الدين للتنسيق مع الدولة السورية لضمان عودة قرابة ال 200 الف نازح سنويا ، واعتباره للملف والتفاهم حوله ركنا من أركان ولادة الحكومة الجديدة ، وتقول المصادر السياسية ، أن المناخات الغربية التي بدا أنها متحمسة لتسريع تشكيل الحكومة الجديدة ، تحت عنوان الدفع باتجاه انجاز الاتفاق بين الحكومة وصندوق النقد الدولي يبدو أن حماسها قد برد مع تقدم مكانة ملف عودة النازحين على جدول الأعمال المفترض للحكومة .
الملف الحكومي كان محور اتصالات غير مباشرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ، من خلال الرسائل التي حملها وزير السياحة وليد نصار بين قصر بعبدا والسراي ، وقالت مصادر متابعة للملف الحكومي أن القضية ليست بمضمون التفاصيل الخلافية التي تبقى تحت السيطرة إذا وجدت الارادة السياسية لتشكيل الحكومة ، طالما ان الاستناد الى الحكومة الحالية كمسودة للحكومة الجديد موضع اتفاق ، لذلك تبقى القضية في هذه الإرادة السياسية ، التي تقول المصادر المتابعة أنها تنتظر بالنسبة للرئيس ميقاتي استكشاف حقيقة الموقف الأميركي من ملف الترسيم الذي يحتاج إنجازه لحكومة كاملة المواصفات دستوريا ، وهو لذلك ينتظر ما سيحمله اسبوع ما بعد عطلة العيد ، خصوصا لما سيصدر عن الأميركيين في ملف استجرار الغاز من مصر عبر سورية ، ورسالة الضمانات الأميركية لمصر ، وما سيتبلغه لبنان من البنك الدولي حول تمويل العملية ، كمؤشرات على ما سيحمله الموقف الأميركي في ملف الترسيم البحري .

 

2022-07-09 | عدد القراءات 1299