المقاومة تستعيد معادلات حرب تموز : كاريش وما بعد كاريش …وإن أردتموها حربا مفتوحة فلتكن
السيد نصرالله يقلب الطاولة بوجه بايدن : لا نفط وغاز ما لم ينل لبنان حقوقه بالترسيم والاستخراج
*الوقت يضيق حتى أيلول* فرصتنا الذهبية وطريق خلاصنا *الحرب أشرف من الموت البطيء
كتب المحرر السياسي
قلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الطاولة بوجه الرئيس الأميركي جو بايدن ، واضعا لزيارته التي تم الإعداد لها خلال شهور بندا واحدا طاغيا على جدول أعمالها ، وضعه السيد نصرالله بعد ساعات على وصل بايدن وهو واثق من أنه تم الاستعداد لكل شيء لتكون الزيارة ناجحة وقادرة على تحقيق ما تم الإعداد له للزيارة ، وفجأة بات كل شيء تم تحضيره هامشيا وبلا قيمة ، و مجرد شكليات ، أمام الحدث الجلل ، فالمنطقة باتت عشية حرب قال السيد نصرالله إنها أشرف ألف مرة من الموت البطيء الذي يعرضه الأميركيون على لبنان بخداع تضييع الوقت ، والذي يموت فيها شهيد بدلا من أن يموت جوعا أو على أبواب مستشفى أو في طابور انتظار امام محطة بنزين او فرن للخبز ، بينما الدولة تتهاوى مؤسساتها وتزحف نحو الانهيار ، والحرب خطر افتراضي لا تمانع المقاومة بالذهاب اليه اذا كان هو الخيار الوحيد المتبقي لفرض حصول لبنان على حقه بترسيم منصف لحدوده البحرية وضمان حقه باستخراج ثرواته وبيعها ، لأن مواصلة التمييع وتضييع الوقت ، له أجل لن تسمح المقاومة بأن يمر قبل ان تحسم الأمر ، بين نيل الحقوق ، وإلا فرض معادلة لا غاز ولا نفط من المنطقة ، والقضية ليست كاريش مقابل قانا ، ولا مسيرات غير مسلحة فوق المنصة ، واسقف الأجل النهائي هو شهر أيلول ، وفقا لاستعاداة منقحة لمعادلات حرب تموز 2006 ، كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش ، وان اردتموها حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة ، والحرب المفتوحة هي ما يشهده لبنان وما يمكن أن يشهده اذا بقي الخداع التفاوضي بتسريب الخبار المطمئنة حول قرب التوصل لاتفاق ، كما في قضية استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية التي تجرجر أذايل الوعود المخادعة منذ سنة .
القضية مع أميركا وليست مع سواها ، وعلى أميركا تدبر أمرها قبل فوات الأوان ، وفقا لما أوضح السيد نصرالله أن المقاومة لا تخوض بصدده حربا نفسية ، فهي تضع معادلاتها على أعلى درجة من الجدية ، فليس أمام لبنان واللبنانيين من فرص انقاذية أمام حجم الحاجات التي يفرضها الإنهيار الا ثرواته في النفط والغاز المخزون في بحره والممنوع عنه بقوة القرار الأميركي ، والفرصة الإنقاذية تلاقيها فرصة ذهبية تقدمها هي حاجة أوروبا لموارد الطاقة والمسؤولية الأميركية عن تأمين البدائل للغاز الروسي بعدما ورطت أوروبا بحرب أوكرانيا ، وبالتوازي فإن لدى لبنان مقاومة تملك المقدرات وتملك الإرادة ، وتضع إمكاناتها لتغيير معادلة الموت التي يؤخذ لبنان اليها ، وهي بقدر ما تقف وراء الدولة في ما تقرره بصدد التفاوض وخطوط الترسيم ، ليست معنية بالتنسيق مع أحد ولا بالاتفاق مع أحد ولا بتقديم التطمينات لأحد ، حول ما ستفعله ، وقد اتخذت قرارها وها هي تعلنه .
قال السيد نصرالله كلمته وبدأ المقاومون يترجمون كلماته خططا ، تنطلق من أسوأ الإحتمالات ، خطط الحرب القادمة ، ومن لا يريد الحرب في الداخل عليه أن يخاطب الخارج بجدية مضمونها أن الخطر جدي وجدي جدا ما لم يتصرف الأميركيون كما ينبغي لتفاديها ، ومن لا يرديها في الخارج من الأوروبيين الى الأميركيين الى الإسرائيليين ، الى الذين يزورهم ويلقيهم بايدن ، باتت الصورة واضحة عندهم لما يجب عليهم فعله ، والمسألة ببساطة مع سيد الوعد الصادق ، النفط والغاز للبنان وإلا الحرب ، وهي لن تكون هذه المرة تشبه حرب تموز 2006 ، فهي ستكون حرب إعادة صياغة الجغرافيا والسياسة والاقتصاد وتوازنات القوة ومعدلات المنطقة لعقود مقبلة .
سارعوا قبل فوات الأوان ، والزمن الفاصل عن ايلول بدأ ينفد من الآن .
2022-07-14 | عدد القراءات 1242