ستة أسابيع فاصلة : المقاومة ستضع بصمتها لفرص مسار نصرالله : "الغاز للبنان وإلا لا غاز لأحد"
هوكشتاين يعلن تقليص الفجوات التفاوضية …والإسرائيليون : خيبة أمل من نقص المرونة اللبنانية
باسيل : المقاومة ورقة قوة لضمان حقوق لبنان …و جنبلاط والجميل ينتقدان خطاب نصرالله
كتب المحرر السياسي
دخل لبنان والمنطقة مرحلة جديدة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، الذي وضع كل غاز المتوسط في كفة وحق لبنان باستثمار ثروته من الغاز في كفة مقابلة ، معلنا تعهد المقاومة بترجمة هذه المعادلة ، بما يضمن عدم مرور الأسابيع الستة الفاصلة عن الموعد المعلن من الجانب الإسرائيلي لبدء بيع الغاز لأوروبا من الحقول المتنازع عليها ، إلا وقد نال لبنان حقوقه ، ووفقا لمصادر تتابع كيفية أداء المقاومة ، يجب الإنتباه لما جرى بين خطاب سابق للسيد نصرالله تحدث فيه عن أن المقاومة ملتزمة بمنع الإستخراج الإسرائيلي من الحقول المتنازع عليها ، وفق معادلة ، على السفينة ان ترحل ، وعلى الإسرائيلي الإمتناع عن الإستخراج فورا ، وبين اطلاق المسيرات ، لمعرفة حقيقة ان الكلمات التي يطلقها نصرالله هي جدول أعمال تنفيذي لغرفة عمليات المقاومة ، ما يعني أن ما بعد الخطاب الخير غير ما قبله ، وأن السذج وحدهم يتوقعون ان تكتفي المقاومة بكلام السيد نصرالله دون أن تترجمه أفعالا توثقه ، وتمنحه القوة التنفيذية ، وقالت المصادر في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة يجب أن يكون متوقعا سماع خبر جديد عن عمل ما للمقاومة في هذا السياق ، وهو سياق لن يتوقف حتى
يتحقق الهدف المعلن ، وتقول المصادر إن البعض يظن أن ما طرحه السيد نصرالله من دعوة للبنانيين وقيادات الأحزاب للالتفاف حول خيار المقاومة ، رغم كونه نداء صادقا لتعزيز مصادر قوة لبنان ، إلا أنه لا يعني ان المقاومة التي تدرك ما قال نصرالله ان لبنان ذاهب نحو الكارثة ، وان ورقة خلاصه الوحيدة هي ثرواته البحرية ، ستتراجع عن خياراتها وقراراتها لأن لهذا الحزب او ذلك القيادي رأي آخر ، وقد يكون في غالب الأحيان مجرد استرضاء للأميركي أو تجنبا لإغضابه ، وفي هذا الإطار سجلت المصادر استغرابها لهشاشة الردود الصادرة حول كلام السيد نصرالله وافتقارها لأي حجة تجيب على الأسئلة التي طرحها ، والتي تضع معها المقاومة للمرة الأولى فائض قوتها لمساعدة بلدها على تفادي الكارثة الاقتصادية الاجتماعية الآتية حكما ، ما لم تفعل المقاومة ما عليها ، وكان رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، قد قال أن تصريح أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله وضع حداً لامكانية التفكير بالوصول إلى تسوية حول الخط 23 ، ورأى أن "لبنان دخل في الحرب الروسية الاوكرانية، لذا وتفاديا لاندلاعها فهل يمكن للسيد نصرالله أن يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع، وذلك أفضل من أن نضيع الوقت في والتخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كل يوم" ، بينما غرد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عبر تويتر قائلا: في الأمس نصّب نصرالله نفسه مرة جديدة رئيساً، رئيس حكومة وقائداً للجيش في آن، مورّطاً شعب لبنان بمغامرة جديدة قد يدفع ثمنها من دون استئذانه".
من جهته في تعليقه على كلام السيد نصرالله ، أكّد رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل أنّ "ورقة المقاومة هي عنصر قوة للبنان إذا علمنا كيف نستخدمها لنرسّم الحدود ونستخرج الموارد" ،وأضاف باسيل: "مثلما المعادلة واضحة بالأمن على البر يجب أن تصبح واضحة بالغاز على البحر".
وحذّر باسيل الإسرائيليين: "تريدون غازكم.. إذاً نحن نريد غازنا"، معتبراً أنّه "هكذا تتصرف الدولة القوية وهكذا نحفظ الكرامة الوطنية وتكون السيادة".
في تداعيات موقف السيد نصرالله على المسار التفاوضي ، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن "إسرائيل أوضحت للوسيط الأميركي في مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان آموس هوكشتاين مخاوفها من حدوث تصعيد" ، وكان هوكشتاين، قد أشار بعد لقائه وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار ، "أننا قمنا بتقليص بعض الفجوات، أجرينا محادثات جيدة"، مشيرًا إلى أنّه "بعد عودتي من السعودية سنواصل المناقشات" ، ولفت إلى أنه "يجب أن يكون هناك اتفاق متبادل بين إسرائيل ولبنان، ودور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخدم مصالح البلدين"، مؤكدًا "أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا في كل من لبنان وإسرائيل"، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك "خيبة أمل شديدة" بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما سمعوه من وسيط الطاقة الأميركي هوكشتاين، الذي "لم يبلغ عن أي مرونة من جانب الجانب اللبناني".
2022-07-15 | عدد القراءات 1178