ستة اسابيع فقط كتب ناصر قنديل

ستة اسابيع فقط 

كتب ناصر قنديل 

- بقي ستة أسابيع حتى مطلع أيلول الموعد المحدد من حكومة الإحتلال للبدء بضخ النفط من حقول بحر عكا المتنازع عليها ، وهي ستة أسابيع للاختيار الإسرائيلي بين الحل التفاوضي أو الذهاب للمواجهة وفقا للمعادلة التي أرساها السيد حسن نصرالله  .

- بعض اللبنانيين يريد بدلا من جعل هذه الأسابيع الستة مساحة لضغط لبناني على حكومة الاحتلال إلى أسابيع تحكمها المناكدة وتفيض بالكيد ، تنقل الصراع إلى الداخل اللبناني بافتعال عناوين انقسام وهمية غير موجودة .

- ليس هناك من يشارك الدولة بتحديد الخط التفاوضي أو برسم الحد الأدنى المقبول للتوصل الى اتفاق ، فالمقاومة بلسان سيدها حددت مهمتها بمنع الاستخراج على كيان الاحتلال حتى ينال لبنان حقا مثله ، فهل هذا يضعف مكانة المفاوض اللبناني أم يقويها ؟

- الحديث عن خطر الحرب ، يناقشه الإسرائيليون للقول بأن التعنت الإسرائيلي قد يتسبب بحرب تؤذي كل فرص الاستثمار الإيجابي النوعي على ثروات الغاز ، فهل نقل النقاش إلى الداخل اللبناني بعنوان مشابه صحيح ، بينما ما يطلبه لبنان هو أقل من حقوقه بإعتراف المعترضين أنفسهم ، الذين لا ينكرون أن المرتكزات القانونية للخط 29 لا تزال هي الأقوى ، وأن العرض اللبناني بالتخلي عن هذا الخط طلبا للتفاهم ، هو تنازل يقدمه المفاوض اللبناني عن حقوق مفترضة تعبيرا عن المرونة ، فهل إبقاء حقول الخط 29 متنازع عليها لحين التوصل إلى الاتفاق هو تصعيد لبناني ، طالما أن التهديد الذي تضعه المقاومة على الطاولة ينطلق من هذا الالتزام ؟ 

- حديث بعض اللبنانيين التشكيكي بخلفيات موقف المقاومة لا يستحق النقاش لسبب بسيط ، بهو لعبة تذاكي تريد نقل النقاش إلى الفرضيات والنوايا حيث يصعب حسم النقاش ، لكنهم ينسون أن مثل هذه الفرضيات سبق واختبرنا صحتها على الأقل بين عامي 1996 و2000 ، عندما امتلأت الصحف والشاشات بالاتهامات للمقاومة بأن تهديداتها مجرد ورقة لتحسين شروط التفاوض السورية حول الجولان ، وفي الحصيلة الذي تحرر هو جنوب لبنان ، وليس الجولان ، واليوم الذي سينال ثمرة التهديد لإسرائيل هو لبنان وليس إيران .

- ستة اسابيع فاصلة ، تضع خلالها المقاومة مقدراتها وأرواح مقاوميها ، في كفة موازية لإنقاذ ثروة لبنانية بمئات المليارات من الدولارات ، في توقيت يعرف اللبنانيون خلالها أنهم يقتربون كل يوم من الكارثة ، التي يموتون فيها جوعا وعلى أبواب المستشفيات ، تذوب معها احتياطات مصرف لبنان ، وتآكل رواتب موظفي الدولة وينهار هيكلها ، فهل يعقل أن يختلف لبناني حر نظيف شريف مع لبناني آخر على الموقف ؟

2022-07-16 | عدد القراءات 1717