تقدم في مسار الترسيم نحو الشروط اللبنانية على ايقاع حضور معادلات المقاومة …نحو الناقورة
الرؤساء : لا تنازل عن الخط 23 وقانا والاستخراج …لا مقايضة شمال بجنوب…لا استثمار مشترك
هوكشتاين : هل هناك ضمانات بعدم تعرض المنصات الاسرائيلية اذا لم نتوصل الى اتفاق ؟
كتب المحرر السياسي
تقدم جيد لكنه غير كاف ، هذا هو التوصيف الذي أطلقه مصدر على صلة بملف التفاوض لجولة المحادثات الرئاسية مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين ، فللمرة الأولى يبدو الوسيط الأميركي جديا ومستعجلا ومتواضعا متخليا عن لغة الوعظ والنصح ، تحت شعار ليس لديكم شيء فاحصلوا على ما هو متاح كي لا تخسروا كل شيء ، ويضيف المصدر أن علامة الجدية تمثلت بطرح هوكشتاين لأسئلة محددة حول ما بدت أنها عروض استكشافية إسرائيلية ، كمثل مقايضة مناطق شمال الخط 23 بمناطق موازية جنوبه ، أو كيفية النظر اللبنانية لفرضية تداخل الحقول ، دون أن يعرض الاستثمار المشترك أو اقتطاع مساحات من البلوكات 8 و9 ، أما علامة السرعة فتمثلت بسفر هوكشتاين الفوري إلى الأراضي المحتلة بعدما ارسل معاونوه الى المفاوضين الإسرائيليين ملخصا عن نتائج محادثاته اللبنانية ، وبخلاف عاداته في الاستعلاء والنصح والوعظ تحول هوكشتاين إلى وسيط مهذب ، يسأل وينصت ، وعندما يستطرد كما فعل بمحاولة حرف الحديث التفاوضي لفتح باب البحث بالتسهيلات لاستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر والتعقيدات التي تواجهها ، وردعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طالبا البقاء في الموضوع وعدم تشتيت النقاش ، التزم فورا معتذرا ، وكانت المعادلة الأبرز برأي المصدر التي اختصرت الأجواء الجديدة ، هي في السؤال الذي طرحه هوكشتاين على الرؤساء حول ما ذا كانت لديهم ضمانات لعدم تعرض المنصات الإسرائيلية لاستخراج النفط والغاز لأي استهداف من جانب المقاومة ما لم يتم التوصل الى اتفاق ، وجاءه الجواب تعبيرا عن توازن الردع الذي يفسر وحده السرعة والجدية والتواضع ، بأن لاأحد يستطيع تقديم ضمانة ، بل ان لا ضمانة لعدم حدوث الاستهداف في حال استمرار المفاوضات بما يتعدى المهلة المعقولة لأسابيع قادمة دون نتيجة ، وانه فقط في حال التوصل الى اتفاق يرضي لبنان بنيل الحد الأدنى من حقوقه وفقا لعرضه الأخير غير القابل للتفاوض بعدما تنازل عن الخط 29 ، فانه يمكن البحث بالحديث عن توازن الأمن على طرفي معادلة التنقيب والاستخراج ، ويقول المصدر أن الحديث عن توازن القلق الأمني واليقين القانوني ظهر للمرة الأولى على لسان هوكشتاين ، الذي كان يتحدث عن هذه المعادلة بالنسبة للبنان فقط ، كما جاء في كلامه الإعلامي للمؤسسة اللبنانية للإرسال ، في تفسيره لسبب احجام شركة توتال عن القيام بالتنقيب في الحقول اللبنانية .
في الحصيلة تبلغ هوكشتاين من الرؤساء موقفا لبنانيا واحدا متماسكا ، يقوم على ثلاثة لاءات ، لا تنازل عن الخط 23 وحقل قانا كخط للترسيم وعن حق التنقيب والاستخراج ، ولا مقايضة بين شمال الخط 23 وجنوبه ، ولا لأي شكل من الاستثمار المشترك مع كيان الاحتلال ، وبالمقابل خرج هوكشتاين من اللقاء وهو على ثقة بأنه إذا مضى شهر آب دون التوصل الى اتفاق ينسجم مع اللاءات اللبنانية فإن المقاومة ستتكفل باستهداف منصات النفط والغاز الاسرائيلية .
2022-08-02 | عدد القراءات 1028